اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
بماذا يشعر الفلسطيني الذي خسر عائلته وبيته وأحلامه وذكرياته بسبب المغامرة الفاشلة التي قامت بها حركة حماس في ما سُمّي انتفاضة الأقصى، بعد أن سمع وقرأ وشاهد بيان الاستسلام لـ الحركة عبر موافقتها على خطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟
تسبّب يحيى السنوار، ومن معه في حماس، ومن دعمه في إيران، ومن سانده في لبنان، بموتنا ودمار بيوت كثيرين، واحتلال أرضنا، والمزيد من تدهور اقتصادنا. كان هذا المحور، الذي يقوده المرشد الأعلى الذي يحارب، وهو يقيم في قصرٍ مكيّفٍ في طهران، بأجساد أطفال غزة، وشباب لبنان، ويجلس، حين يريد، على طاولة المفاوضات مع الأميركيّين، مصيبةً كبيرةً على اللبنانيّين دفعنا ثمناً كبيراً لها، ليس منذ انطلاق حرب الإسناد التي كانت واحدة من جرائم هذا المحور، بل منذ قرّرت إيران تصدير ثورتها التي أعادت شعوباً عشرات السنين الى الوراء، عبر إنتاج أفكارٍ متخلّفة، ومجتمعات مستعدّة للموت بدل أن تطمح للحياة والتطوّر.تأمّلوا غزة اليوم. دمّرها بنيامين نتنياهو، وقتل عشرات الآلاف من أبنائها، وهجّر وسيهجّر من تبقّى منهم، بسبب هذا المحور الذي خاض مغامراتٍ غير محسوبة النتائج، وأوهمنا، خصوصاً عبر قيادة حزب الله التي تواصل تعنّتها اليوم غير آبهةٍ بحياة الناس ومستقبل البلد، بأنّه قادر على إزالة إسرائيل، وها هو يقترب من طريق القدس، والصلاة في مسجدها الأقصى، فإذا به يخوض معركة إضاءة صخرة، ومعه البلهاء من جماعته وجماعة التيّار الوطني الحر الذين يهاجمون نواف سلام…
لا يطلب منّا أحدٌ أن نكون لطفاء في التعبير. خلصنا بقا من سماع تهديدات بعض المحلّلين من جماعة حزب الله، بينما نشهد على صمت القضاء والأجهزة الأمنيّة عن تطاول هؤلاء على رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة. لا بل أنّ بعض المهدِّدين من جماعة الأجهزة، وظلّوا، طيلة سنوات، يعتاشون من مالها ومعلوماتها.
إنّ حركة حماس مسؤولة عمّا حدث لنا، وحزب الله مرتكب عبر مساندتها، وكلّ تقصيرٍ من الدولة في مسألة تسلّم السلاح الفلسطيني وسلاح حزب الله هو علامة فشل لن نتأخّر في رفعها، تماماً كما لم ولن نتأخّر عن الإشادة بأيّ إنجازٍ تحقّقه الدولة على هذا الصعيد.
بدأ، منذ ليل أمس، مشوار نهاية حماس كتنظيمٍ مسلّح. على حزب الله أن يفعل الأمر نفسه، بدل الخضوع لأوامر رفع السقف الإيرانيّة، لأنّ سلاحه سيتحوّل، مع مرور الأيّام، الى خردة، تماماً مثل رؤوس بعض المحلّلين الذين يدافعون عنه على تيك توك، وهو الميدان المتبقّي لـ الحزب بعد أن تخلّى عن دوره المقاوم وارتضى تسليم سلاحه في المناطق القريبة من الحدود، بينما يتمسّك بالسلاح في المناطق البعيدة عنها. ونِعم المقاومة!