اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٤ نيسان ٢٠٢٥
إستمعنا الى حديث لفخامة الرئيس يبين فيه تمسكه بوضع استراتيجية دفاعية للبنان. هذا موقف طبيعي وضروري، بل وواجب ايضا. كل الدول السيادية لديها استراتيجيات دفاعية. لكن ما لن نقبله إطلاقاً، هو أن تكون ألاستراتيجية الدفاعية شماعة للتورية على سلاح حزب الله، أو منحه شكلا من الشرعية. لا سلاح إلا سلاح الجيش، ألجيش فقط. لا شريك للجيش في قيادة وتنفيذ الاستراتيجية الدفاعية.
حزب الله يتنصّل
وموضوع الاستراتيجية الدفاعية، كان على طاولة السلطة منذ عهد الرئيس ميشال سليمان، لكن حزب الله رفض النظر بالموضوع. لم يكن بحاجة لشماعة للتورية عليه. وافق الحزب بداية على تحييد لبنان عن الصراعات في الدول الأخرى، لكنه عاد فتنصل من هذا الإلتزام، وبدأ يصوب على إعلان بعبدا. تمسك الحزب بثلاثيته الخشبية ( ألجيش ، ألشعب والمقاومة)، وأعتبر أن تدخله في الدول الأخرى واجب من أجل فلسطين ومحاربة الإرهاب، وبالنسبة اليه ايضا، واجبا مقدسا، تلبية لطلب الولي الفقيه.
يجب إعادة إطلاق واجب التدريب العسكري، ليس للطلاب فحسب، بل لكل راغب في أن يكون إحتياطيا في جيش لبنان. هناك من يمكن أن يحمل البندقية. وهناك من يمكن أن يخدم في الدفاع المدني
ألاستراتيجية الدفاعية ضرورة. ألهدف منها، تنظيم دور المواطن في خدمة الدفاع عن وطنه، إضافة إلى رسم العقيدة الدفاعية للبنان. نحن نتمسك بالسلام عنوانا لأي استراتيجية دفاعية. فلبنان بلد ينشد السلام لا الحروب، وهو ملتزم بميثاق الأمم المتحدة وبدوره كدولة محبة للسلام.
لكن لبنان يتمسك أيضا، بحقه الفطريّ في الدفاع عن نفسه وفقا للمادة ٥١ من الميثاق. وفي هذه الحالة فقط، يكون لبنان واللبنانيون جاهزين للدفاع عن وطنهم. هنا تكون التفاصيل العسكرية ألتي لا يجب أن تعلن، ويجب أن تكون في عهدة الجيش.
يمكن بل ويجب إعادة إطلاق واجب التدريب العسكري، ليس للطلاب فحسب، بل لكل راغب في أن يكون إحتياطيا في جيش لبنان. هناك من يمكن أن يحمل البندقية. وهناك من يمكن أن يخدم في الدفاع المدني. وهناك من يمكن أن يعمل في جهاز إعلامي، وأيضا في جهاز من أطباء علم النفس غرضهم بث الروح الوطنية لدى المواطن.
استعادة الولاء للوطن
ربما نحن الآن بحاجة إلى فريق من أطباء علم نفس المجتمع والفرد، كي يعمل في المرحلة الاولى على استعادة ولاء الناس كافة ولاسيما الشبيبة، إلى الوطن. أعرف أميركيا من الأخصائيين في علم نفس المجتمع من أصل لبناني، لطالما قال لي أننا بحاجة لأن نخرج من الأنا والفردية التي تدمر قدرتنا الجماعية على العمل المشترك.
كل ذلك لا يتم ولا يتحقق إذا لم تتم إقامة مصالحة وطنية حقيقية. ومن بديهيات المصالحة الوطنية: ألإعتراف بالخطأ والإعتذار. لهذا اقترحنا فكرة مؤتمر المصارحة والمصالحة.
من بديهيات المصالحة الوطنية: ألإعتراف بالخطأ والإعتذار. لهذا اقترحنا فكرة مؤتمر المصارحة والمصالحة.
ألإعتراف بالخطأ ليس مجرد كلمات، بل يجب أن يتحول إلى أفعال من خلال تقاعد أمراء الحرب ورموزها، والإفساح أمام الجيل الجديد الذي لم يشارك في الحرب، لإدارة البلاد.
وكذلك يجب إعادة هيكلة الأحزاب بدءا من تبديل أسمائها من أجل إزالة هذا الرابط الدائم مع الماضي الحزين.
كما يجب إقامة برنامج وطني برعاية الجيش، يجمع شبيبة لبنان من كل الطوائف والمناطق في مناسبات وطنية متكررة، وفي مناطق لبنانية مختلفة، لتعميق المعرفة بالوطن والترابط والتلاحم بين الشبيبة ببعده الوطني.