اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
كتب معروف الداعوق في اللواء:
وضع موقف رئيس الجمهورية جوزف عون الداعي لإجراء مفاوضات مع اسرائيل، لحل المشاكل القائمة معها، في ضوء مسار السلام بالمنطقة، الاصبع على الجرح، وانهى حالة التردد والمراوحة التي يعيشها لبنان، جراء استغلال اسرائيل معارضة حزب الله نزع سلاحه، وامعانها في مواصلة اعتداءاتها واستهداف مواقع الحزب ومخازن سلاحه المتبقية، واغتيال عناصره، ومنع كل محاولات اعادة الاعمار جنوبا، ووضع كل المسؤولين والاطراف السياسيين، امام مسؤولياتهم، لملاقاته للتشاور وبلورة موقف وطني موحد، للانطلاق قدماً الى الامام، وملاقاة مطالب الجانب الاميركي الداعي لاجراء حوار مباشر بين لبنان واسرائيل لحل المشاكل القائمة بينهما، وكان آخرها ما قاله المبعوث الاميركي توم براك بهذا الخصوص.
ويستند موقف رئيس الجمهورية المتقدم هذا من جملة وقائع مهمة اولها، انه لا يجوز استمرار بقاء الوضع المتدهور جنوباً على حاله، مع استمرار الاحتلال الاسرائيلي للتلال الخمس، ومواصلة عمليات اغتيال واستنزاف الارواح، من مدنيين وعناصر حزبية، وتدمير الممتلكات الخاصة والبنى التحتية، بلا طائل، وتعرُّض الدولة للاهتزازات والمخاطر المتواصلة، بما يهدد الوضع العام بالبلد كله، ولذلك لا بد وأن تتحمل الدولة مسؤولياتها وتبادر لاتخاذ موقف جريء بإجراء المفاوضات مع اسرائيل استنادا لاتفاق انهاء الاعمال العدائية وتنفيذ القرار١٧٠١، وحفاظا على مصلحة لبنان واللبنانيين.
ويأتي موقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب الداعم لرئيس الجمهورية في تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، ليعطي دفعا قويا، لاستكمال عملية حصر السلاح بيد الدولة وحدها، بعد انتفاء اي دور لسلاح الحزب او أيٍّ من الفصائل الفلسطينية الاخرى، ويشكل حافزا، وللانطلاق قدماً بالتفاوض مع اسرائيل برعاية اميركية، للتوصل للحلول المطلوبة للمشاكل العديدة دفعة واحدة.
ولكن هل موقف رئيس الجمهورية سالك لاجراء المفاوضات مع اسرائيل؟
معظم الاطراف السياسيين يؤيدون رئيس الجمهورية والحكومة باتخاذ قرار التفاوض مع اسرائيل لانهاء الوضع المتردي جنوبا، واخراج لبنان من دوامة عدم الاستقرار، لاسيما وأن الدولة تستند الى سابقة التفاوض التي جرت حول ترسيم الحدود البحرية في العام ٢٠٢٢، في حين ان موقف حزب الله من اجراء المفاوضات، يتعلق بموضوع سلاحه الذي مايزال يرفض تسليمه للدولة، تحت حجج وذرائع ملتوية، بينما يعتبر غياب ايران عن المشاركة بمؤتمر السلام في شرم الشيخ مؤشراً، لرفض الحزب الموافقة على انخراط لبنان بمفاوضات مع اسرائيل، بإيعاز منها، لانها احجمت بنفسها عن المشاركة ووضعت نفسها خارج مسار السلام المنشود بالمنطقة، ويخشى ان تدفع بالحزب ليكون ضد مسار المفاوضات المقترحة ويعارض نتائجها، لانها تنزع منه اهم ورقة لإبقاء لبنان ساحة مفتوحة لايران ونفوذها ومصالحها مع الغرب.