اخبار لبنان
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٩ نيسان ٢٠٢٥
يبقى السؤال في أروقة المؤسسة 'هل ستعين الحكومة واحداً ممن اجتازوا الامتحانات السابقة في عهد الرياشي؟ أم أن الوزير الجديد سيقدم قائمة من ثلاثة أسماء جديدة؟
عند السادسة مساء بالتوقيت المحلي، يشغل الحاج جمال التلفزيون لمشاهدة حلقة جديدة من مسلسل 'كل يوم حكاية' لفرقة أبو سليم على شاشة تلفزيون لبنان، فهو متابع وفيّ لشاشة الإعلام الرسمي في لبنان لأنها 'تثير فيه الحنين إلى أيام العز'، و'ما زالت تقدم برامج تحافظ على التقاليد اللبنانية ومسلسلات بسيطة بعيداً عن الإيحاءات المبتذلة'. يعترف جمال بأنه 'قد يكون من القلة التي تتابع التلفزيون، إلا أن الشاشة بالنسبة إليه ما زالت تقدم أخباراً صادقة، ولا تنزلق نحو الفتن وإثارة الغرائز بين اللبنانيين'، مشيراً إلى أنه 'حريص على متابعة تلفزيون لبنان، ويكرر مشاهدة البرامج القديمة الجميلة، ومسلسلات هند أبي اللمع وإبراهيم مرعشلي مثل المعلمة والأستاذ، والدني هيك من بطولة فريال كريم ومحمد شامل، ومسلسلات فهمان وأبو سليم وأسعد، وبربر أغا الذي جسده الممثل الموهوب أنطوان كرباج، وإن تكرر عرضها عشرات المرات'، وينفعل معها وكأنها للمرة الأولى، كذلك يقترح على إدارة التلفزيون 'عرض حفلات صباح وفيروز وسميرة توفيق ووديع الصافي ونصري شمس الدين، وبرامج نجيب حنكش صاحب الدم الخفيف والنكتة، وغيرهم كثير من أجل رفع مستوى الذائقة الفنية للمواطن اللبناني'.
هذه الشهادة تختصر مكانة تلفزيون لبنان في وجدان جزء كبير من جيل الثمانينيات وما قبلها، إذ يعكس صورة مرحلة استقرار عاشتها البلاد، أدى فيها لبنان دوراً تقدمياً على مستوى المشرق والعالم العربي أجمع، وبرزت محاولة التكييف بين لبنان الشرقي ذي الوجه العربي، ولبنان الغربي بوجهه الفرنكوفوني.
صخب في أروقة التلفزيون
فجأة ومن دون سابق إنذار قفز تلفزيون لبنان إلى رأس قائمة النقاش العام في لبنان، بعد الحديث عن اقتراح وزير الإعلام الجديد بول مرقص تعيين مجلس إدارة للتلفزيون، بغية إنهاء الشغور المستمر منذ أعوام، وتفيد أوساط التلفزيون لـ'اندبندنت عربية' بأن 'الوزير اقترح اسم الإعلامي بسام أبو زيد لتولي منصب رئيس مجلس إدارة التلفزيون، إلا أن الحكومة لم تناقش الاقتراح، وطالبت السير بآلية التعيين لموظفي الفئة الأولى، وإلى حينه يستمر الوزير بمتابعة الشؤون الإدارية إلى حين تعيين مدير عام'.
وفي الفترة السابقة 'عين القضاء طلال مقدسي حارساً قضائياً إلى حين تعيين مدير بالأصالة، ثم عاد القضاء وعزله من منصبه بسبب مخالفات، وبعد عزله، أنجز وزير الإعلام السابق ملحم رياشي آلية للتعيين تقوم على إجراء امتحانات للمرشحين إلى المنصب، ونجح ثلاثة في ظل تلك الآلية، ومن ثم عين القضاء أحدهم ألا وهو توفيق طرابلسي الذي بادر بالاستقالة لاحقاً لظروف خاصة، وخلفته فيفيان صفير التي بدأت بإدارة فعلية للتلفزيون، قبل مجيء الوزير زياد مكاري الذي طالب باسترداد الملف من القضاء، وبدأ بتسيير الأعمال بوصفه وزير الوصاية على التلفزيون إلى حين تعيين مدير عام'.
وتنتظر أسرة المؤسسة إنجاز التعيينات لعودة العمل بانتظام، فيما يبقى السؤال في أروقة المؤسسة 'هل سيعين مجلس الوزراء واحداً ممن اجتازوا الامتحانات السابقة في عهد الرياشي؟ أم أن الوزير الجديد سيقدم قائمة من ثلاثة أسماء جديدة، على أن يختار مجلس الوزراء واحداً منهم؟'.
سحر الشاشة
في أمسية الـ29 من مايو (أيار) 1959 شيء ما تغير في تاريخ لبنان، وذلك حين أضاءت قناة 'تلفزيون لبنان والمشرق' الشاشات، التي ظهرت مع ما بدا أنه مسار حداثي في ظل الحقبة الشهابية. وبدأت حقبة جديدة من التواصل البصري وتكوين الذاكرة الجماعية اللبنانية، قبل أن تأتي الحرب الأهلية عام 1975 وتنسف تلك التراكمات. يتحدث الإعلامي روبير فرنجية عن 'ثروة بصرية للوطن من لحظة انطلاق تلفزيون لبنان والمشرق والتاريخ المصور للدول العربية ولبنان'، فهو شاهد على عهود وحروب ونهضات وانتصارات وانكسارات وانقسامات في تلة الخياط والحازمية، لافتاً إلى فقدان جزء من الأرشيف بفعل البث المباشر الذي اتسمت به المرحلة الأولى كما هي حال حلقات من مسلسل 'أبو ملحم' وعروض لوحيد جلال، أو العبث به خلال الحرب الأهلية، أو تلف مواد بفعل مرور الزمن والعوامل الطبيعية قبل نسخها.
يكشف مقدم برنامج 'ألبوم الأصالة' في تلفزيون لبنان روبير فرنجية عن وجود فجوة في الأرشيف بسبب عدم تسجيل بعض الإنتاجات على غرار 'ربط الفقرات التي تؤرخ بروز نجوم مثل جيزال نصر وشارلوت الخوري'، ناهيك بغياب المكننة، ولجوئه إلى مصادر بديلة، إذ اعتمد فرنجية على أرشيف خاص بالضيوف الذين كانوا يسجلون على أشرطة الفيديو فقراتهم وحلقاتهم وظهوراتهم التلفزيونية، وهو أمر يسهم في استعادة جزء من التاريخ كما حصل مع نشرات أخبار كريستيان أوسي ونعمت عازوري، ومقدمة البرامج الفرنكوفونية في 'القناة 9' ريموند أنغلوبولو التي حاورت خوليو، وحوار وفاء العود مع نور الشريف، وسمر أبو زيد مقدمة 'التحدي الكبير'، معبراً في المقابل عن أسفه لانتهاك بعض مؤسسات الإعلام الخاص ملكية تلفزيون لبنان الفنية والفكرية بحكم تعدي وقرصنة مجموعات خلال الحرب على المؤسسة الرسمية، ويرحب بجهود الاستنساخ والحماية والجدولة التي بدأها تلفزيون لبنان خلال الأعوام الماضية، وهو ما سينقذ الآلاف من ساعات البث بنقلها من نظام الأنالوغ الخطي إلى الرقمي الديجيتال.
يتمسك فرنجية بالمكانة السامية والمركزية للإعلام الوطني، ودور تلفزيون لبنان في المشهد الإعلامي الشرق أوسطي، فمنه تخرجت وجوه بارزة ورواد في مقدمتهم ليلى رستم وجان كلود بولس وصونيا بيروتي وكميل منسى وعرفات حجازي وفؤاد الخرسا وجاك واكيم وشارلوت وازن وسعاد قاروط وهيفاء جارودي وجان دارك أبو زيد ونهى الخطيب ومهى سلمى و(ماما عفاف - سنو) وغيرهم كثر. كذلك شهد على تحولات الإعلام والفن والإنتاج البصري، فعلى سبيل المثال 'قدمت هدى روحانا أغنية الأشهر (حبيبي بيحب التش) من تلفزيون لبنان، ومن المفارقات أن الكورال تألف في حينه من ماجدة الرومي وغسان صليبا، وقد باعت آلاف الأسطوانات من إنتاج سيمون أسمر مخرج استوديو الفن'، كذلك واكب الأحداث السياسية الفاصلة في تاريخ لبنان والعالم العربي، التي تعرض بعضها للسرقة، فعلى سبيل المثال يوجد أكثر من 100 حلقة تلفزيونية للسياسي ريمون إدة والرئيس سليمان فرنجية، وإنتاجات منسية لكبار المؤلفين والمخرجين من مروان العبد إلى أحمد العشي ووجيه رضوان، وتكريمات منسية منها تكريم إيلي صنيفر من قبل فرنجية بعد عرض دور 'الأخرس'، من هنا، 'لا بد من تشكيل مجلس الإدارة لتنظيم عمل التلفزيون والإفراج عن الأرشيف، وإنصاف فرق العمل التي تضحي في سبيل استمرار المؤسسة لقاء أجور ضئيلة للغاية'.
شاشة ضائعة بين الشاشات
شكلت الحرب الأهلية محطة تاريخية ثقيلة بل فاصلة في حياة تلفزيون لبنان والإعلام الرسمي بصورة عامة، فهي أدت إلى انقسام شديد داخل المؤسسة بين الحازمية وتلة الخياط، ومهدت لطفرة الإعلام الخاص الذي لا حدود لحرياته، والذي ساد بل طغا على المشهد العام.
يعود أستاذ الإعلام، مدير كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، نسيم الخوري، إلى حقبة الانقسام في نهاية عهد الرئيس أمين الجميل التي رسخت منطقتين بين بيروت الشرقية والغربية، حيث تنازعت حكومتان على الشرعية حكومة الرئيس سليم الحص والحكومة العسكرية برئاسة قائد الجيش في حينه الجنرال ميشال عون. ويقول 'بعدما أعلن الجنرال ميشال عون قصر بعبدا قصراً للشعب، وأطلق المواجهة مع الردع السوري، زاد من وهج تلفزيون لبنان الذي شكل منصة شديدة المتابعة للمواقف والخطابات والنداءات، وباتت شاشة قوية منافسة، ولكن تكريس انقسام المؤسسة الإعلامية الرسمية على غرار الانقسام الذي حصل على مستوى الدولة إلى الأحزاب ودويلات، جعل لبنان بصيغة اللبنانات'.
يشكك الخوري في قدرة الحكومة الحالية على بث الحياة في شرايين تلفزيون لبنان لأسباب مختلفة، في مقدمها الانقسام السياسي والخلاف على الهوية والوضع الراهن وغموض المستقبل إلى جانب تعقيدات علاقات البلاد الداخلية والخارجية، إضافة إلى تراجع دور التلفزيون في ظل ثورة الإعلام الجديد وسلطاته التي لا حدود لها، وتراجع فاعلية وسائل الإعلام التقليدية وتأثيرها وضحالة جمهورها، ناهيك بتلك الفوضى الإعلامية في لبنان، واحتلال الإعلام الخاص المشهد الرسمي والعام وانجذاب أعيان الدولة إلى الخاص.
يتحدث نسيم الخوري عن تراجع مكانة التلفزيون بعد الحرب الأهلية اللبنانية، ويلفت أنه كان أحد الأعضاء المعينين في مجلس إدارة التلفزيون مباشرة بعد اتفاق الطائف. ويعبر الخوري عن رغبته الجامحة بتوثيق تلك المرحلة من تاريخ لبنان، مضيفاً 'بعد انتهاء الحرب اللبنانية بفعل اتفاق الطائف، جاء المرسوم رقم واحد بتعيين العماد إميل لحود قائداً للجيش، أما المرسوم الثاني في دلالة إلى أهميته، فكان تشكيل مجلس إدارة تلفزيون في 1991، وضم المجلس في حينه الوزير السابق جورج سكاف رئيساً والنائب السابق باسم السبع والصحافي وليد شقير والأستاذ فؤاد عبيد ونسيم الخوري ورضوان المولوي في عهد رئاسة إلياس الهراوي وحكومة الرئيس عمر كرامي. ويتحدث عن محاولة مجلس الإدارة لملمة أوضاع التلفزيون بعد حقبة من الانقسام الحاد بين محطة الحازمية، ومحطة مركزها تلة الخياط، التي أدت إلى خسائر كثير من عناصر قوة التلفزيون وأرشيفه بفعل القصف السوري للقصر الجمهوري، وتوقف تلفزيون الحازمية عن البث الذي كان يديره مجلس إدارة خاص في سنتر إيفوار الخاضع لحكومة عون، كذلك يكشف عن التعطيل الكامل لتلفزيون الحازمية الذي أفضى إلى مفاوضات شاقة ومطولة بهدف تسليم محطة الحازمية، وإعادة وحدة الشاشتين، وكان مجلس الإدارة قد كلَف الدكتور نسيم الخوري بتسلم سنتر إيفوار وإعادة البث من الحازمية.
كذلك يلفت الخوري إلى أنها 'مرحلة حافلة بالأسرار والتفاصيل لم يتسنَّ لي أن أكتب وقائعها بعد'، ويروي 'أتذكر بأن الاهتمام الأول للرئيس إلياس الهراوي رحمه الله كان إيصال البث التلفزيوني إلى مدينته ومسقط رأسه زحلة، فقد استدعاني وطالبني بإزالة العوائق السياسية والفنية أمام إمكان البث وإيصال الصورة إلى زحلة، وكان لا بد من التوسط مع الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي فاوض باسمه يومذاك الوزير السابق غازي العريضي، وقد كان مديراً لـصوت الجبل الإذاعة الخاصة بـالحزب التقدمي الاشتراكي، وقد اختاروني بالتفاوض آنذاك لكوني صهر النائب فريد جبران، أحد مؤسسي الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى جانب كمال جنبلاط، وهكذا نجحنا في تفعيل محطة البث في الباروك وإيصال الصوت إلى زحلة والبقاع'.
يكشف الخوري بأنه 'لولا شراء تلفزيون المستقبل - على رغم تحفظاتنا الشخصية الصارمة لأرشيف تلفزيون لبنان - لربما كنا خسرنا السواد الأعظم من ذاك الأرشيف بل الإرث البصري اللبناني'، موضحاً 'لقد تعاقب على عملنا في مجلس إدارة تلفزيون لبنان ثلاثة وزراء للإعلام أولهم أدمون رزق ثم ألبير منصور إلى ميشال سماحة. وقد طلب الرئيس رفيق الحريري موافقة أعضاء مجلس الإدارة بالإجماع لكنني رفضت التوقيع شخصياً، ودفعت أثماناً سياسية لا يستهان بها قد نفصح عن تفاصيلها ذات يوم'.
يعتقد الخوري أن هناك صعوبة مطلقة لإصلاح تلفزيون لبنان وجعله تلفزيون لبنان الرسمي في 'زمن تشظت فيه الشاشات والبرامج والأحزاب والطوائف'، معتبراً أنها 'مسألة معقدة للغاية' لأن 'تلك الحقبة – الحرب الأهلية - كرست بذور الضعف المطمورة في مسيرة التلفزيون الرسمي على حساب الشاشات الخاصة المتشظية حالياً، وأكاد أشكك في قدرة الجهود الرسمية الحالية من تجاوز هذا الواقع مهما حاول جاهداً أي وزير أو أي مجلس إدارة لأن لبنان لبنانات بصيغة الجمع، ولم يرتقِ إلى مستوى الوطن الموحد، حيث الصعوبات الهائلة والمعقدة في الخطاب والتوجه والدولة المتشظية بين الأحزاب والطوائف والمناطق، علماً أن لبنان الجديد لم يتكون بعد ونأمل في أن يكون في طور التشكل'، ويضيف 'كذلك فإننا بحاجة إلى ميزانيات كبيرة ومؤهلات غير متوفرة تماماً بعد، لقيامة هذا اللبنان الموحد بالمعنى السياسي والإستراتيجي، إضافة إلى قوة انتشار منصات التواصل الاجتماعي وعصر الذكاء الاصطناعي، ناهيك بالأجيال الجديدة غير المعنية كثيراً بشاشة التلفزيون اللبناني الذي لا يتجاوز برنامجاً معيناً أو مقابلة معينة'، متسائلاً أخيراً 'ماذا بقي من الإعلام الرسمي ووزارة الإعلام في زماننا الراهن؟ وما الدور الممكن لعبه في ظل امتلاك رجال السياسة منصاتهم الخاصة وسيطرة القنوات الخاصة على المشهد العام؟'، وتابع 'يبين الإعلام الخاص في لبنان أنه السلطة الأولى التي تتجاوز في برامجها ومواقفها السلطات الثلاث أي التشريعية والتنفيذية والقضائية، وأكاد أعتقد أن معظم ممثلي تلك السلطات هم أكثر انجذاباً إلى الإعلام الخاص لا إعلام الدولة وعلى رأسه شاشة تلفزيون لبنان'، حسب الخوري.
صورة عن لبنان المنهك
يقارن الباحثون في مجال الإعلام بين وضع تلفزيون لبنان والحال التي هي عليها الدولة اللبنانية، وتؤكد الباحثة في علوم الإعلام الدكتورة نهوند القادري أن 'تاريخياً كانت الدولة كفيلة للحريات خصوصاً بعدما بدأ العمل على تكريس أحادية الرأي العام، إنما مع تراجع دور الدولة ارتفعت المطالبات بضرورة التخلي عن الإعلام الرسمي أو العمومي، إلى جانب المطالبات بإلغاء وزارات الإعلام، مما يعني إعلاء شأن القطاع الخاص، والحط من شأن القطاع العام'.
تتطرق القادري إلى أزمة تلفزيون لبنان، التي 'تعد جزءاً لا يتجزأ من الأزمة التي ضربت بنية الدولة اللبنانية من خلال الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان، وظهور وسائل إعلام تابعة لجهات متصارعة، وهو ما أدى إلى الانقسام الذي ضرب تلفزيون لبنان وسرقة أرشيفه، وهو ما أفضى إلى توزيع الرخص لاحقاً - في 1994- بعد نهاية الحرب من خلال المحاصصة بين أمراء الطوائف، وغدا تلفزيون لبنان مهملاً وضعيفاً، كما يشكل انعكاساً لضعف الدولة والخلل الذي يعتري بنيتها، مقابل المحطات التي راحت تهيمن على سوق الإعلان، وتعقد شراكات معلنة وخفية مع الخارج، هذا عدا عن أنها لم تلتزم بنود القوانين الناظمة لعملها، ولا أخلاقيات المهنة، ولا مسؤوليتها الاجتماعية والوطنية'.
من جهتها، تؤكد الدكتورة والإعلامية وفاء أبو شقرا عمق تأثير الحرب الأهلية في كل المؤسسات العامة، وتستذكر 'خبر تعيين أحد السياسيين الكبار أحد أنصاره في تلفزيون لبنان بعيداً عن الكفاءة'، وتضيف 'في ظل الندرة وعدم وجود مؤسسات منافسة، احتل تلفزيون لبنان موقع الريادة في لبنان والعالم العربي، قبل انقسامه بين ‘القناة 7‘ في تلة الخياط، و‘قناة 9‘ في الحازمية، قبل توحيده مجدداً، ولكن هذه المرة أصبحت المؤسسة مهترئة وهدفاً للتوظيف، وصولاً إلى صفقة الصرف لقاء تعويضات خيالية، ومن ثم وقف العمل موقتاً عام 2000، والعودة من دون قدرات لوجيستية أو بشرية أو معدات وتجهيزات حديثة، ولم يعد أمامه إلا اللجوء إلى الأرشيف وعرض برامج قديمة لملء الهواء'، وتخلص أبو شقرا 'ألا صلة بين انتشار المنصات وخسارة مكانة تلفزيون لبنان، فقد بدأت معركته وتراجعه منذ أجل بعيد بسبب الإنتاجية الصفرية'.