اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
48 ساعة تفصل محافظة بعلبك الهرمل عن الاستحقاق البلدي والاختياري، حيث تتحضر المنطقة على اختلاف انتماءاتها السياسية والطائفية إلى معارك قاسية في بعض المناطق، وأخرى يبقى إيقاع منافستها مضبوطاً تحت سقف المصلحة العامة وعدم جرّها إلى خلافات، وينتظر جميعها الأصوات خلف الستار لحسم النتيجة، لتترجم الانقسامات والأوزان في الصندوق.
اكتمل المشهد العام من حيث تأليف اللوائح وصياغة التحالفات، وبات الجميع على أهبة الاستعداد لاستحقاق يوم الأحد المقبل، بعد غياب تسع سنوات عن العرس الديمقراطي، ويتطلع معه الناس بحماسة وأمل إلى هذه اللحظة التي يبنى عليها المشهد السياسي للمرحلة المقبلة. فالكل يدرك أن الإنتخابات ليست مجرد تنافس على المناصب، بل محطة حاسمة تعكس التحولات في موازين القوى، وتعبر عن تطلعات السكان الذين ينتظرون فرصة التعبير عن رأيهم، واختيار الأكفأ ممن يرونه أهلاً لخدمتهم.
تشتدُّ حماوة المعركة في بعلبك، وتجمع المعطيات أن المنافسة فيها ستكون حامية الوطيس، والتي تنبع من تعقيد تركيبتها الطائفية والسياسية. هنا تتداخل الأصوات والمصالح بين مختلف المكونات، ما يجعل المشهد الانتخابي أكثر احتداماً وتنافساً، وتلتقي فيها قوى عدة، من أحزاب وعائلات لها وزنها، إلى جماعات طائفية متنوعة، ما يجعل الاستحقاق الانتخابي اختباراً دقيقاً للتوازنات الداخلية، وكلّ ذلك، يعكس أهمية المدينة وموقعها الاستراتيجي في المشهد السياسي المحلي والوطني.
وفيما فرط عقد الاتفاق بين حركة 'أمل' و'حزب الله' مع مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي إضافةً إلى 'جمعية المشاريع'، حيث كان يطمح فيه 'الثنائي' إلى كسب أكبر عدد ممكن من الأصوات السنية في بعلبك والتي تتجاوز 11 ألف صوت، عكف الثنائي على اختيار مرشحين من العائلات السنية، كان محط تأييد من البيئة في مكان، ومحل انتقاد في آخر.
يحشد 'حزب الله' في سبيل الوصول إلى نسبة اقتراع عالية ضمن البيئة التي تضم فوق الـ 22 ألف ناخب، مقابل لائحة 'بعلبك مدينتي' التي تضم شخصيات شيعية بالتحالف مع السُنة، إذ تعتبر الطائفة السنية الرافعة والداعمة للائحة أملاً في تحقيق خرق قد يجيّره البعض لمصالح شخصية وانتخابية. وما بين اللائحتين، تتسابق الاتهامات وترفع الشعارات التي يُرجى منها تحفيز الناخبين ودفعهم نحو الصناديق.
وفيما يسجل للمنافسة في بعلبك ضمها خليطاً طائفياً 'شيعياً، سُنياً، ومسيحياً'، تدور رُحى المعارك في عدد من البلدات والقرى الشيعية تحت سقف 'حزب الله' وحركة 'أمل'، حيث ترك الأمر للعائلات بعد تعذر التوافق والتزكية، من دون إغفال دعم إحدى اللوائح من تحت الطاولة. غير أن مدينة الهرمل تستعد لمنافسة بين لائحتين: الأولى، مدعومة من 'الثنائي' ومكتملة (21 عضواً)، وأخرى، يدعمها علي صبري حمادة عبر 'حركة قرار بعلبك الهرمل' (17 عضواً)، في مشهد يحمل في طياته تبدلاً واضحاً لجهة أن تخاض معركة ضمن البيئة الشيعية بنهجَين سياسيين مختلفَين.
أما في البلدات السنية، فتتحضر بلدة عرسال لخوض معركة انتخابية تتنافس فيها ثلاث لوائح: الأولى، مكتملة من 21 عضواً تحمل اسم 'عرسال عائلتي'، تضم تمثيلاً وفيراً من مختلف عائلات ومكونات البلدة، وهي مدعومة من العائلات والشخصيات الفاعلة. أما الثانية، فهي غير مكتملة وتلقى دعماً أساسياً من رئيس البلدية السابق علي الحجيري 'أبو عجينة' والنائب السابق عن تيار 'المستقبل' بكر الحجيري، فيما يتحضر رئيس البلدية السابق باسل الحجيري لإتمام تأليف لائحة غير مكتملة توضع اللمسات الأخيرة عليها خلال الساعات القادمة. واللافت في عرسال، والتي تضم أكثر من 18500 ناخب موزعين على أربعة مراكز اقتراع، أن لا لائحة حتى الآن تضمن النجاح الكامل، حيث يتجه الناخب العرسالي إلى التشطيب كونه غير مقتنع بالمرشحين جميعهم في اللائحة، ربطاً بحق التمثيل والتوازن العائلي، فالعائلات الكبرى في البلدة ، والتي تضم أفخاذاً، لم تمثل جميعها في أي لائحة، وعليه سيصل مجلسٌ بلدي من اللوائح الثلاث وفق التقديرات.
على ضفة رأس بعلبك، التي تضم أكثر من 5000 ناخب مسيحي، حيث يتوقع أن تصل نسبة الاقتراع فيها إلى أكثر من 50%، تستعد البلدة لخوض معركة شرسة بين لائحتين: الأولى، تدعمها 'القوات اللبنانية' والحزب الشيوعي، النائب السابق سعود روفايل وعدد من العائلات 'الراسية' تحت اسم 'نبض رأس بعلبك'، واللافت فيها أنها تضم عدداً من السيدات، مقابل لائحة 'ضيعتنا مسؤوليتنا' المدعومة من رجل الأعمال حسان بشراوي و'التيار الوطني الحرّ'، الكتائب، والنائب السابق ألبير منصور، وهي تحالف عائلات مطعّم بالأحزاب. وتشير المعطيات إلى أن النتيجة غير محسومة حتى الآن، والتعويل يبقى على هوى الناخب، إضافةً إلى التشطيب.
واللافت في معركة رأس بعلبك، أنها تخاض تحت سقف سياسي بامتياز، حيث ترسم معالم الاستحقاق النيابي لجهة المرشح الكاثوليكي للانتخابات المقبلة بديلاً عن النائب الحالي سامر التوم، الذي كان مدعوماً بشكل رئيسي من البشراوي.