اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
حتى إشعار آخر، يتصرف النواب المرشحون لدورة برلمانية جديدة على أساس أن الانتخابات قائمة في موعدها، بقطع النظر وفق أي قانون، هل القانون النافذ أم القانون المعدل في بنده المتصل باقتراع الاغتراب لستة مقاعد نيابية جديدة تنشأ في القارات.
قد يكون هذا الموضوع شاغلاً لبال الكتل النيابية الكبرى المنقسمة بين فريق تقوده القوات اللبنانية يريد إلغاء هذه المادة لتصبّ أصوات الاغتراب في الصناديق المحلية، وآخر يقوده الثنائي الشيعي الذي يخشى الأمر خوفاً على حجمه وتمثيله بعدما كشفت أرقام ٢٠٢٢ عدم قدرة هذا الفريق على الحشد في الخارج.وفي انتظار تبيّن مصير هذا البند - الإشكالية، ينصرف نواب إلى حملاتهم الانتخابية التي بدأوا بها مبكراً لحجز مقاعدهم على اللوائح النسبية.في هذه المشهدية، يبرز السؤال عن النواب الذين خرجوا عن طاعة البيت العوني بعدما أمسك النائب جبران باسيل بمقاليد التيار البرتقالي. والواقع هو أكثر من سؤال، من سيترشح ومن سيعود إلى الندوة البرلمانية ووفق أي تحالفات، وبأي أصوات تفضيلية؟
أول الغيث برز مع إطلاق النائب إبراهيم كنعان حملته في عشاء ضخم أقامه في فندق الحبتور، جاء للمفارقة في المساء التالي لعشاء نقابة المهندسين التي حضرها باسيل، وجلس إلى يمينه النائب السابق ميشال فرعون، فيما جلس كنعان على طاولة ملاصقة. قد يكون من المبكر الحديث عن التحالفات الانتخابية، لكن ضخامة المهرجان الذي أقامه كنعان وردود الفعل الممتعضة في أوساط باسيل فتحت المعركة، من دون أن يعني ذلك أن معالمها اتضحت. فالتحالف الأكيد حتى الآن يضم كنعان ونائب رئيس المجلس إلياس بو صعب، فيما يُفترض أن تتبلور صورة التحالف مع حزب الطاشناق في مرحلة لاحقة، علماً بأن التمثيل الرفيع لوفد الطاشناق في عشاء كنعان أعطى انطباعاً بأن إمكانات التحالف كبيرة.
بناءً على ذلك، سيكون المتن أمام أربع لوائح. فإلى جانب تحالف كنعان-بو صعب وربما الطاشناق، هناك لائحة القوات وأخرى للكتائب ورابعة للتيار الوطني الحر الذي يرشح النائب السابق إدي معلوف ويتحالف مع النائب ميشال المر. علماً بأن أصوات الطاشناق والحزب القومي السوري ستشكل وجهة المرشحين. ذلك أن انضمام هذه الأصوات إلى تحالف كنعان-بو صعب سيفقد ثنائي التيار-المر القدرة على تأمين حاصلين وسيكون التنافس على أشدّه بينهما.في أي حال، قدّم كنعان نفسه مرشحاً قوياً في المتن من خلال أول إطلالة انتخابية له، ستعقبها إطلالة ثانية بعدما تعذر على مئات الوصول إلى فندق الحبتور، وفق ما تكشف أوساط في ماكينة كنعان. وهو بذلك يكون فتح المعركة باكراً وأجبر القوى الأخرى على تزييت ماكيناتها، علماً بأن أهداف كنعان وبو صعب تذهب أبعد في اتجاه مشهد انتخابي عابر للأقضية، لا يتوقف على المتن، بل يتمدد نحو أقضية أخرى، لا على خلفية استهداف التيار الوطني الحر في معاقله، بل بناءً على مشروع تطلق عليه الماكينة الانتخابية شعار مشروع بناء الدولة ومؤسساتها.