اخبار لبنان
موقع كل يوم -التيار
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
أُطلِق سراح رولان خوري. وبعد توقيفٍ رآه كثيرون تعسفيًّا، مسيَّسًا، ومُريبًا، عاد الرجل إلى عائلته، إلى موقعه، وإلى مكانته. ولا يسعنا في مثل هذه اللحظة إلا أن نقول: إنّ الحرية تنتصر، والكرامة لا تموت، والأنقياء لا ينحنون! رولان خوري ليس مجرّد مديرٍ لكازينو لبنان، بل هو نموذجٌ لرجل الدولة النزيه، الذي عمل في الظلّ، نظَّف، طوَّر، ورفض الانخراط في لعبة المحسوبيات والصفقات. رجلٌ آمن بأنّ الإصلاح ليس شعارًا يُرفع في الخطابات، بل سلوكٌ يُمارَس في القرارات والإدارة. واليوم، حين نفهم كيف تمّ توقيفه، وكيف سعت بعض الجهات لتشويهه، نُدرك أنّ الاستهداف لم يكن بريئًا، وأنّ الصمت لم يكن خيارًا. استهدافٌ سياسي؟ نعم، وبكل وضوح. لا أحد يُقنعنا بأن ما جرى كان 'تحقيقًا عاديًّا'.حين يُوقَف شخصٌ عُرف بنزاهته، من دون مذكرة واضحة، ومن دون أدلّة دامغة، ويترافق ذلك مع حملة إعلامية موجّهة، فإنّ المواطن من حقّه أن يتساءل: ما القصة؟ ولماذا هذا الإصرار على إسقاط هذا الاسم تحديدًا؟الرجل لم يهرب، ولم يتنصّل من المساءلة. بل عاد إلى لبنان طوعًا، ووقف بكلّ جرأة أمام القضاء. لكن من الواضح أنّ هناك من أراد رؤيته مكسورًا، موقوفًا، ومُستسلِمًا. لكن، وكما يقول المثل: 'انقلب السحر على الساحر!' رولان خوري لم يكن وحده. كلّ من يعرفه، من عمل معه، من لمس نزاهته، وقف إلى جانبه. ولكنّ الأهمّ من ذلك، أنّ التيار الوطني الحرّ كان حاضرًا، ثابتًا، وعلى قدر التحدي.لم يتخلَّ جببران باسيل وتياره عن رجله، ولم يسلمه إلى الحملات الإعلامية والسياسية المأجورة. دافع عنه بالموقف، بالصوت العالي، وبالثقة الكاملة بأن لا شبهة تُدنّس اسمه.وهنا يظهر الفارق: فثمّة من يبيع رفاقه عند أوّل شائعة، وثمّة من يحميهم لأنّه يؤمن بنزاهتهم. وهذا هو التيار الوطني الحر: لا يساوم على كرامة أبنائه، ولا يخذلهم ساعة الشدّة. وماذا بعد؟ إنّ الإفراج عن رولان خوري ليس مجرّد قرار قضائي. إنّه رسالة إلى الجميع بأن ّالكذب لا يدوم، وأنّ التشويه لا يصنع حقيقة، وأنّ التوقيف السياسي لم يعُد يمرّ كما في السابق. نحن في مرحلةٍ جديدة، حيث أصبح الناس أكثر وعيًا، وأكثر جرأة، وأطول نفسًا. لكنّ هذا الحدث يجب ألا يُطوى سريعًا، بل أن يُفتح منه باب المحاسبة : من حرَّض؟ من شوَّه السمعة؟ من حاول تكسير صورة رجلٍ نزيهٍ خدم مؤسّسته بشرف؟ يجب أن يُحاسَب كلُّ من استخدم سلطته للإساءة والتصفية السياسية، كما يجب أن يُكرَّم كلّ من بقي ثابتًا على الموقف، شريفًا في الدفاع، واضحًا في الرؤية.كلمةٌ أخيرة : في زمنٍ ينهار فيه كلّ شيء، لا يزال هناك من يثبت أنّ الأمل موجود. رولان خوري حُرّ، لأنّ الحقّ لا يموت، ولأنّ هناك رجالًا لا يُشترَون، ولا يُباعون، ولا يركعون. وهذا هو التيار الوطني الحر: تيارٌ لا يقاوم بالسلاح فحسب، بل بالموقف، وبالحقّ، وبالكرامة. ما جرى اليوم ليس تفصيلاً عابرًا، بل هو علامةٌ فارقة في مسار طويل، لا تزال فيه المعركة مفتوحة، لكنّ كفّتها تميل في النهاية إلى جانب الشرفاء !