بداية جديدة لرمز تاريخي زحلة تنبض... إعادة تأهيل "سوق البلاط"

يكفي أن ينشر أي موقع إلكتروني في زحلة، صورة لـ 'سوق البلاط'، أحد أبرز الأسواق التراثية الذي يمتد على مساحة كيلومتر بين أحياء تحمل أسماء كنائسها الأولى، حتى يلتقط حالة تفاعلية لا مثيل لها حول ورشة تأهيله التي طال انتظارها.

أخيراً، تبدلت حلّة جزء من هذا السوق، ونفض عنه غبار أعوام من الإهمال، مع تكفل 'القوات اللبنانية' عبر جمعية 'CDDG' وبإشراف مباشر من بلدية زحلة بإعادة تأهيل مساحة مئة متر منه. ومع أن منسق الحزب في المدينة آلان منير لا يتوقع تسليم الموقع مكتملاً قبل شهر نيسان، فهو يتحدث عن 'معالم العز التي استعادت وضوحها فيه'، لتغمر الفرحة كل الزحليين. فما هو سبب هذه السعادة؟

يعيد رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب الأمر إلى 'تعلق الزحليين بتراثهم وماضيهم' فالسوق محمل بـ 'نوستالجيا' تاريخ المدينة، على رغم صغر سنها، تصنف ثالث أكبر مدن لبنان. وهذا ما يجعل كل زحلي يعتبر السوق سوقه، بصرف النظر عن الفرص الاستثمارية التي يوفرها.

تعددت المحاولات في المقابل لإعادة تأهيل سوق البلاط، إلا أنها اصطدمت دائماً بعقبات. حتى أن هبة بقيمة 120 ألف يورو توفرت لذلك عام 2006 عبر مقاطعة 'لواز الفرنسية'، لكن العصي وضعت في الدواليب، لتحول دون قبولها في الحكومة.

بعد توفر التمويل الأخير، كلفت بلدية زحلة لجنة من المهندسين المتطوعين الإشراف المباشر على مختلف الأعمال التي تضمنتها الورشة، فشكل هؤلاء نقطة التواصل بين الجهة الممولة ومتعهد المشروع من جهة، وبين البلدية ورؤيتها للموقع من جهة ثانية، ليترك هذا العمل التشاركي بصمة زحلية دامغة ولو على مسافة لا تتجاوز العشرة في المئة من امتداد السوق.

في المقابل، يبدي زغيب تفاؤلاً بمستقبل السوق ويتطلع لأن يشمل الإنماء كامل مساحته مستقبلاً، متحدثاً عن خطة لتحويله إلى منطقة مشاة، وعن وضع مخطط لطريق محاذٍ ومواقف سيارات ستخدمه.

إلا أن رئيس البلدية لا ينفي وجود عقد قد يعيق انطلاقته بالمشاريع الاستثمارية، نتيجة للتشاركية المعقدة في ملكيات مؤسساته. إذ يتحدث زغيب عن تشارك 550 مالكاً حالياً مساحة تجارية في المنطقة المؤهلة لا تتعدى الـ 850 متراً مربعاً. وهذا ما جعل معدل التملك المادي للفرد في المساحة المعاد تأهيلها لا يتجاوز المتر وربع المتر. بعض المحلات مؤجر أيضاً منذ زمن طويل، ولم يكن المالكون يهتمون لذلك بسبب انتفاء القيمة الاقتصادية للسوق. أما اليوم فالشهية فتحت على استثمارها، وهذا ما يجب أن يُحل بحسب زغيب من ضمن الأطر القانونية.

المهم بالنسبة للزحليين 'أننا ربحنا السوق، أو جزء منه'. حتى لو جاء مصدر تمويله بداية محفوفاً بجدل تنافس سياسي على تبني المشروع. يقول منير 'نحن موّلنا الحلقة الأولى اليوم، والفرصة متاحة لتمديد المساحة المؤهلة من 120 إلى 240 متراً'. وزحلة بالتأكيد تستحق أن يسهم الجميع في إنمائها.