اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
هناك خشية من أن تكون غزة والضفة الغربية تقعان خارج مربع رغبة ترامب بالضغط على نتنياهو؛ وثمة انتظار أيضاً لمعرفة ما إذا كان لبنان سيعامله ترامب كما عامل سورية؛ بمعنى هل يمنحه فرصة لتنفيذ مطالب المجتمع الدولي وذلك من دون أن تكون هذه الفرصة مسلطاً عليها سيف حبس المساعدات ونوع غير مباشر من العقوبات؟؟..
بمعنى أوضح هل يفعل ترامب مع العهد الجديد وحكومته في لبنان ما فعله مع أحمد الشرع وإدارته الجديدة في سورية؛ حيث دخلت هذه الإدارة منذ أول أمس مرحلة أن واشنطن لا تقيدها اقتصادياً ولا تفرض عليها عقوبات؛ وبدل ذلك ترفع عنها عقوباتها حتى تمنحها قدرة أكبر على تنفيذ مطالب المجتمع الدولي الذي يقول الشرع أيضاً أن – أقله – جزءا من هذه المطالب هي مطالبه.
والواقع أن مطالب أميركا المجتمع الدولي من أحمد الشرع هي تقريباً ذات مطالبهما من الدولة اللبنانية؛ ولكن ما حصل عليه أحمد الشرع من كرم أميركا والمجتمع الدولي لم يحصل عليه لبنان ولا عهده الجديد؛ ما يوحي أن هناك مكيالين إثنين بخصوص كيف قارب ترامب والمجتمع الدولي مسألة المطالب والعقوبات على سورية من جهة وعلى لبنان من جهة ثانية.
وفيما أحمد الشرع نال تلبية طلبه بأن يتم وضع حصاني رفع العقوبات والمساعدات الدولية أمام عربة الإصلاحات، فإن لبنان لا يزال يواجه بأن المجتمع الدولي – أقله كما تخبرنا أورتاغوس – يضع حبس المساعدات عنه أمام عربة تنفيذ مطالب المجتمع الدولي.
السطور السابقة لا تريد القول أن لبنان غير مقتنع بحاجته لتنفيذ مطالب المجتمع الدولي أي الإصلاح واحتكار الدولة للسلاح، بل تريد القول أن لبنان غير مقتنع بأن العالم وزعيمه ترامب يقبل في سورية ما لم يقم بقبوله في لبنان.
يحق للمواطن اللبناني ولا أقول المستوى السياسي اللبناني، أن يتساءل لماذا جرى تراجع عن ربط المساعدة ببدء الإصلاح أولاً وجمع السلاح أولاً في سورية، فيما في لبنان لا يحصل ذلك؟؟. هل ثقة العالم بأحمد الشرع وإدارته المعينة أقوى من ثقة المستوى الرسمي المنتخب في لبنان؟؟..
المطلوب عدالة في المعاملة الدولية للبنان، خاصة وأن قيادة لبنان المنتخبة مثل قيادة أحمد الشرع المعينة، لا تقول أنها لا تريد إصلاحاً فهذا مطلب للبنان بمثلما هو مطلب دولي؛ ولا تقول لا تريد احتكار السلاح للدولة، فهذا أيضاً مطلب للبنان بمثلما هو مطلب للعالم؛ لكن ما تقوله بيروت هو ما قاله الشرع للعالم وجرى الاستجابة له، ومفاده: أعطونا المساعدات ورفع العقوبات حتى نمنح البلد فرصة لالتقاط الأنفاس ويصبح قادراً؛ وليس فقط مقتنعاً؛ بأنه حان وقت الذهاب إلى التغيير والقفز نحو الأفق الجديد..
يبقى هناك طاقة أمل فتحت جراء ما حصل مع سورية، وهي أنه بمثلما أن الجهود المخلصة التي بذلها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نجحت في تغيير الموقف الأميركي من إدارة أحمد الشرع وفي تغيير مجمل الأجندة الدولية في التعامل مع سورية؛ فإنه يمكن توقع أن يكون للأمير محمد بن سلمان نفس الموقف مع ترامب بخصوص لبنان؛ وذلك مع تفهم أن الرياض تريد قبلاً أن تطمئن أكثر إلى أن لبنان سيسير معها حتى نهاية المشوار فيما لو قامت بضمانته دولياً.