اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
في زمنٍ باتت فيه الرياضة صناعةً تدرّ المليارات، ومنصّةً للنفوذ السياسي والتأثير الإعلامي، يدور سؤال جوهري، هل ما زال في الرياضة نُبل؟ أو أن " نُبل الرياضة " بات مجرّد وِجهة نظر تختلف بإختلاف مَن يُمارسها ومَن يُشاهدها؟!
لطالما إقترنت الرياضة في وِجدان الشعوب بقيَم سامية منها الإحترام والإنضباط والروح الرياضية وتقبّل الهزيمة، والتعالي على الأحقاد. ولطالما كانت الرياضة "مدرسة أخلاقية" قبل أن تكون ساحة تنافس.
في الملاعب، تعلّمنا كيف نهتف لمن نُحب، وكيف نُصفّق لمن يُبدع حتى لو لم يكن من فريقنا، تعلّمنا أن نمدّ أيدينا للخصم قبل الصديق، وأن الخسارة ليست نهاية، بل بداية جديدة.
لكن، أي متابع حقيقي يُدرك أن هذه الصورة المثالية لا تعكس دائماً الواقع، فكم من نجمٍ سقط أخلاقيًا رغم تألقه في الملاعب وداخل الصالات؟ وكم من جمهور تحوّل من التشجيع إلى الشتم والتخريب؟ بل كم من جهة إستخدمت الرياضة أداةً للدعاية الشخصية أو التغطية على قضايا أخرى؟.
هذه التناقضات تجعل من مفهوم "نُبل الرياضة" نسبياً، يخضع لتأويلات متعدّدة.
بالنسبة إلى البعض، الفوز هو القيمة العُليا حتى لو جاء بالخداع أو العنف، ولآخرين الخسارة بشرَف أرقى من نصرٍ مُلطّخ.
ومع ذلك، فإن الجدَل حول "نبل الرياضة" لا يعني غيابه، بل يُذكّر بأهميته، فكلما ضاعت البوصلة، عدنا إلى تلك القيَم لنقيس بها سلوكنا كرياضيين ومشجعين وإعلاميين.
الرياضة في جوهرها، ليست فقط من يفوز ومن يخسر، بل كيف نلعب وكيف نُشاهد وكيف نَروي القصص، النُبل لا يُفرَض بالقوانين، بل يُبنى بالممارسة والتربية.
فلنجعل مِن ملاعبنا ساحاتٍ للتنافس النزيه، ومِن إعلامنا منابر تُعلي من القيم، لا من الإستفزاز. لأن الرياضة بلا نُبل... تبقى مجرد صراع عضلي، لا روح فيه. عبدو جدعون