اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
لا تزال أصداء الترحيب تتوالى على المقترح الذي قدّمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزّة، وسط تفاعل إقليمي ودولي لافت، واعتباره فرصة سياسية قد تُمهّد لوقف إطلاق النار ووضع حدٍّ لأشهر من التصعيد. وفيما رحّبت إسرائيل بالخطة وأبدت استعدادها للمضي بها، ينتظر الجميع ردّ حركة 'حماس' الذي سيكون حاسمًا في تحديد مسار المرحلة المقبلة، بين تهدئة مشروطة أو عودة إلى المواجهة.
في هذا السياق، أفاد موقع 'أكسيوس' نقلًا عن مصدرَيْن مطلعَيْن، بأنّ قطر ومصر وتركيا حثّت حركة حماس على تقديم ردّ إيجابي على مقترح الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزّة.
ووفق المصدرَيْن، عقد مسؤولون رفيعو المستوى من الدول الثلاث اجتماعَيْن مع قادة 'حماس'” خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ونقل 'أكسيوس' عن مصدر مطلع قوله: 'بينما كان ترامب يعرض خطته على العالم، كان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية حسن رشاد يعرضانها على قادة حماس في الدوحة، وحثّ كلاهما الحركة على قبولها'.
من جهته، أثنى البابا لاوون الرابع عشر على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحلال السلام في غزة المكوّنة من 20 بندًا، وعبّر عن أمله في أن تقبلها حركة حماس.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) عن البابا لاوون الرابع عشر: 'هناك عناصر مثيرة للاهتمام للغاية في الخطة… آمل أن تقبلها حماس ضمن الإطار الزمني المحدد'.
وقال البابا: 'يقول الناس من جميع الأطراف: دعونا نأمل ألّا يكون هناك عنف، وأن يُعامل الناس باحترام. هذا أمر مهم للغاية'.
في حين اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الثلاثاء أنّ حركة حماس 'لم يعد لديها أي مبرّر لرفض الاقتراح المقدم إليها' في إطار الخطة الرامية إلى إنهاء الحرب في قطاع غزّة، بحسب وكالة 'الصحافة الفرنسية'.
وقال عبر أثير إذاعة 'فرانس إنتر': 'حماس الآن معزولة حتمًا، وتمّ التنصل منها بشكل تام، وعليها أن تكون واقعية: لقد خسرت'، في إشارة إلى تبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية كبيرة في 12 أيلول نصًّا يدعم قيام دولة فلسطينية مستقبلية تُستبعد منها حماس.
وغداة كشف خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السلام في قطاع غزّة والتي أيّدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبر بارو أنّ على حماس 'اغتنام الفرصة المتاحة لها لنزع سلاحها والرحيل إلى المنفى'.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، 'جميع الأطراف إلى الموافقة على خطة الرئيس الأميركي للسلام في غزّة وتطبيقها'، وفق متحدث باسمه في بيان.
وقال المتحدث فرحان حق في بيان: 'من الضروري الآن أن تلتزم جميع الأطراف بالاتفاق وتطبقه، وهو يجدّد دعوته إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار'.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد علّق على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خريطة الطريق للسلام في غزّة، وقال في تصريحات لشبكة 'سي.إن.إن': 'اطلعنا على الخطة وننتظر ردًّا من حماس، ولا يزال الاقتراح الأميركي يتطلّب موافقة حماس، ويتضمن عدة بنود رفضتها الحركة سابقًا، وقد وُضعت أكثر من 100 خطة مختلفة خلال الثمانين عامًا الماضية بشأن هذا الصراع في الشرق الأوسط'.
وأضاف: 'الخطة الوحيدة المستدامة هي التي تعترف بحقوق الفلسطينيين في تقرير المصير وتحترمها، ونحن فقط ننتظر ونراقب إذا كان هذا سيحدث'.
مهلة ترامب
وكان ترامب قد أمهل حركة حماس ثلاثة أو أربعة أيام للردّ على خطته بشأن غزّة، وحذر من أنّه 'إذا رفضت حماس الاتفاق فستفعل إسرائيل ما يجب عليها فعله'.
وقال ترامب للصحافيين، أمس الثلاثاء، وهو يغادر البيت الأبيض إنّ خطته الجديدة للسلام في غزّة واضحة ومتكاملة وباتت تحظى بقبول إسرائيلي وعربي واسع، مشيرًا إلى أن الكرة أصبحت الآن في ملعب حماس.
وحذّر من أنه 'إذا رفضت حماس الاتفاق فستفعل إسرائيل ما يجب عليها فعله'، معتبرًا أنّ المبادرة 'تمنح الفلسطينيين فرصة تاريخية لوقف الحرب والانتقال إلى مرحلة جديدة من السلام والتنمية'، على حد تعبيره.
وتنصّ الخطة، التي تتضمّن 21 بندًا، على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزّة خلال 72 ساعة ونزع سلاح حركة حماس، كما تنصّ على أن تدار غزّة موقتًا عبر لجنة فلسطينية انتقالية تكنوقراطية، مسؤولة عن إدارة الخدمات العامة تحت إشراف هيئة انتقالية دولية تسمى 'مجلس السلام' يرأسها ترامب.
وتشمل الخطة كذلك إطلاق برنامج إعادة إعمار واسع يفتح الباب أمام إقامة دولة فلسطينية في المدى المتوسط.