اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٥
تميّز خطاب رئيس الجمهورية جوزاف عون بأنه جمع بين الحسم والإتزان الوطني. في إطلالته امام كبار ضباط الجيش اللبناني، في عيد تأسيس المؤسسة العسكرية، رسالة واضحة من قلب وزارة الدفاع الوطني، توحي بأن أمرَ الدفاع عن لبنان وحفظ سيادته وحماية مكوناته، هنا لا غير.
واذا كان الرئيس عون حاسماً في خطابه، تجاه مسألة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، إلا أنه خاطب حزب الله وبيئته بتقدير جهودهم وتضحياتهم في الدفاع عن لبنان ضد الإعتداءات الاسرائيلية، ليقول لهم عملياً: تعالوا نبني ونحمي الدولة اللبنانية، التي انتم جزء اساسي منها. ومن هنا، جاءت دعوته إلى اقتناص الفرصة التاريخية من دون تردّد، لاستعادة ثقة العالم بنا، وبقدرة الدولة على الحفاظ على أمنها بوجه الاعتداءات الاسرائيلية.
وجاء كشف الرئيس عون عن الورقة اللبنانية التي سلّمها للأميركيين، لتبيّن أيضاً الالتزام ببنود: وقف الأعمال العدائية الاسرائيلية، انسحاب إسرائيل خلف الحدود الدولية، سحب السلاح، تسليح ودعم الجيش، اعادة الإعمار، وحل مسألة النازحين السوريين.
لذلك، استند خطاب رئيس الجمهورية إلى ثوابت لبنانية، صاغ بنودها ورئيس الحكومة نواف سلام، بالتنسيق الكامل مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وهي تشكل أرضية صالحة لنهضة الدولة اللبنانية، عبر حل أزماتها الأساسية، بينما تمضي الحكومة بسياسة ثبّتها العهد الرئاسي في مكافحة الفساد، والإصلاح الإداري والمالي، وإجراء التعيينات الإدارية والتشكيلات القضائية، بما يتناسب مع عنوان الخروج من الأزمات.
كل ذلك، يفيد بأن لبنان يمرّ بفترة مفصلية، لا يمكن فيها العودة إلى الخلف، بل التطلّع إلى مواكبة المتغيرات الاقليمية اولاً، ثم الدولية، قبل أن يُترك البلد لمصيره، في ظل تهديدات وحروب ومخاطر تحيط به من كل صوب. ولذلك، أتت جملة الرئيس عون في خطابه معبّرة، تختصر المشهد: ساعة الحقيقة بدأت تدق، وعلينا الاختيار، إما الانهيار أو الاستقرار.