اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
اتصالات لرئيس الجمهورية لتجنب الانزلاق إلى حرب إسرائيلية كبرى
لطالما ركز رئيس المجلس النيابي نبيه بري في لقاءاته مع الموفدين الأميركيين مورغان أورتاغوس وتوماس باراك على التوالي، في السؤال عن مصير اتفاق وقف إطلاق النار الموقع 27 نوفمبر 2024 بين إسرائيل ولبنان برعاية أميركية ـ فرنسية. ولطالما سأل رئيس المجلس عن اعتبار الاتفاق قائما أو وجوب الانتقال إلى اتفاق جديد.. وجاء الجواب الأميركي بعرض تبناه لبنان عبر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بالتفاوض غير المباشر مع إسرائيل على تنفيذ مفاعيل اتفاق نوفمبر الماضي وغيرها، إلا ان الرد السلبي الإسرائيلي بدد الجهود الأميركية، والاندفاعة اللبنانية المدروسة بدقة.
ما حصل أدى إلى اصطدام جهود المسؤولين اللبنانيين وطرح رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بإجراء مفاوضات غير مباشرة لإنهاء العدوان واحتلال المواقع الحدودية، بالرفض الإسرائيلي للعرض الأميركي بإجراء محادثات تنهي الوضع على الحدود، وتعيد بسط سلطة الدولة على كامل منطقة جنوب الليطاني تمهيدا لتسوية أوسع يريدها لبنان وفقا لاتفاق الهدنة الموقع العام 1949، بعيدا عن أي اتفاقات سلام قبل حل القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
باختصار، تمارس إسرائيل ضغوطا على لبنان، منطلقة من احتلالها لأراض لبنانية واحتجازها أسرى وانتهاكها المجال الجوي اللبناني، في غياب أي ورقة قوة مماثلة في يد لبنان، وفق ما أعلنه الرئيس جوزف عون من منبر قصر الإليزيه في 28 مارس الماضي في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وعلمت «الأنباء» ان رئيس الجمهورية سيواصل مساعيه عبر اتصالات دولية، لتكريس الحفاظ على الوضع الحالي، ومنع الانزلاق إلى حرب شاملة تريدها إسرائيل، وتتطلع في الحد الأدنى إلى تكريس منطقة عازلة في الضفة الحدودية من لبنان، من دون ان تستقر على مساحة معينة، بعد تدميرها بالكامل قرى الحافة الحدودية الأمامية، مع خشية ان تتنامى يوما بعد يوم لدى سكان قرى الحافة الحدودية الثانية، من توسيع إسرائيل للمنطقة العازلة. وهذا أمر يدركه الرئيس عون، ويعطي توجيهاته لتعزيز صمود الأهالي، وقد استقبل أمس كاهن رعية بلدة القليعة الحدودية المارونية بيار الراعي في القصر الجمهوري، علما انه يهتم شخصيا بتسريع تحديد مواعيد تطلب من أهالي المناطق الحدودية للقائه. وقال النائب البروفيسور غسان سكاف لـ«الأنباء»: «على الدولة اللبنانية تقديم آلية تفاوض جديدة، والإفادة من زيارة البابا ليو الرابع عشر إلى لبنان نهاية الشهر المقبل، ما يتيح عمليا تجنيب البلاد حربا إسرائيلية موسعة». ورأى أنه «لابد للبنان من التعاطي بواقعية مع نتائج الحرب الإسرائيلية».
وقال مرجع سياسي لـ«الأنباء»: «أعاد تلاشي غبار عاصفة المفاوضات الوضع إلى دائرة المراوحة. والتعويل على تعزيز دور لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار لجهة توسيع مهامها وتكثيف اجتماعاتها، مع توقع إعطاء زخم وتعاون مع مهمة الجيش جنوب الليطاني خصوصا، من خلال عقد اجتماعات دورية لمتابعة الوضع، مع التوقع بتنشيط الاتصالات بوصول السفير الأميركي الجديد إلى لبنان ميشال عيسى مطلع نوفمبر المقبل، ما قد يعيد بعض الحرارة إلى الاتصالات المفقودة منذ أسابيع عدة».
وتتوقف مصادر «عند غياب أي ضغط على إسرائيل لإفشالها مسعى التفاوض، في وقت تتزايد التحذيرات الغربية للبنان من احتمال دخوله في حرب جديدة قد تكون أعنف من سابقاتها، اذا استمر الجمود في موضوع نزع السلاح ليس بما يتعلق بحزب الله فحسب، بل أيضا بموضوع المخيمات الفلسطينية، حيث غابت أي مبادرة فعالة في الأسابيع الأخيرة، في ظل حصول اشتباكات من وقت إلى آخر داخل هذه المخيمات»