اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
كتب محمد خليل السباعي
أنجزت الفنانة الرسامة باسمة عطوي، لوحتين فنيتين حملت الأولى إسم: «نقطة فاصلة» والثانية: «رحلة في ذات اللون»، والتي نفذتها في مرسمها الخاص في بيروت، وأطلقتها بحضور العديد من الشخصيات الثقافية والفنية والنقابية والتربوية والإعلامية، وتحدثت عطوي لـ «اللواء» عنها فقالت: «تتراقص الألوان في عمق الذات وكأنها تبحث عن ملاذ آمن كأنها أجنحة تحلّق في فضاء النفس والروح الإنسانية تبحث عن أسئلة ولا تبحث عن إجابات حيث تتوّق للمعرفة هنا الألوان تتداخل وتتحاور وتتجادل لتقدّم ملحمة بصرية بسيطة ربما، لكنها تحمل طبقات خفيّة من الهواجس التي تدور في عمق اللون، وأنني كرسّامة ألا وسيط ما بين اللون وما بين تلك العناوين الغامضة التي تسبح من خلالها الفضاءات اللونية أو اللون في الفضاءات، يأتي الفرشاة لتقدّم الإحساس على القماشة البيضاء في توليف مرتجل؟ لا يبني نسق محدد وكأن الفنان أو كان الأصابع هي مجرد خادم لتلك العملية الحسّية، هذا هو التجريد أن تقوم بمراقصة النفس، واستجلاب بعض العناوين والأهداف ومسايرتها من أجل أن فهم ما لا يفهم واستكشاف تلك الطرق الدهليزية والسرية الغامضة».
وأضافت عطوي: «لقد أطلقت هذين العنوانين على هاتين اللوحتين، لأن إرتباط الاسم دائماً بما هو باطن أو ظاهر في اللوحة من لون أو حركة أو أشكال هندسية، وأحيانا ما يصدر عن الفنان هو ما يسكنه من احساس داخلي، لذلك عندما نصنع هوية للعمل الذي نصنعه نختار الاسم بالإحساس وبالنظر».
وتابعت عطوي: «إن الأدوات والألوان التي أستخدمها في طريقة الرسم محصورة فقط باستعمال ألوان الأكليريك، وإن كنت أحياناً أحتاج إلى بعض اللمسات من الباستيل والفحم لإضافة لمسات قليلة على لوحتي، ولكن ليس دائماً».
وأوضحت عطوي: «منذ بداية مشواري الفني، رأيت الكثير من المدارس وأعجبت بها ولكنني ككلّ فنان رأيت الجمال، واحتفظت به في ذاكرتي، وأحب المدارس الفنية التشكيلية بكل معانيها وأبعادها، ولكنني لم أتخذ لنفسي مدرسة فنية معينة، فقد استخدمت أسلوباً خاصاً بي ليكون هو اللون الخاص بي، وعندما أرسم أو أعمل على لوحة تكون هذه بصمتي، إنني لا أقلّل أبداً من قيمة المدارس الفنية الأخرى، بل بالعكس إنها أنتجت لنا الجمال بكل أشكاله، وأخذنا منها الدروس والعِبَر على مرّ التاريخ والزمن. ولكنني أحببت أن يكون لي بصمة خاصة بي، لا تشبه أي مدرسة أخرى، لذلك تراني أعمل بطريقتي الخاصة مع ألواني بعيدة عن الآخرين».
وأردفت عطوي: «في الحقيقة لدينا مجموعة من الفنانين المبدعين والمميّزين والرائعين في لبنان، ومنها على سبيل المثال والحصر، الفنان الدكتور حسن الجوني، وإن كانت لوحاته تسير في مسار مختلف عن وجهتي التجريدية، بينما لوحاته تقوم على الواقعية المجتمعية بكل مشاكل حياتنا اليومية، وكذلك يشير إلى الحركة المفرطة للأشخاص، لكن ضمن إطار أعجبت جدا بتكوين عناصره واختيار مواضيعه. وهناك الفنان عبد الحليم حمود، له توليفة جميلة بجمع لوحاته وألوانه، يسكنها عبق من سريالية ورسائل متداخلة عبر اللون والفكرة والفلسفة، واعتماده التجدّد الدائم في الأسلوب والروح. وهناك الكثير من الفنانين الذين نستطيع أن نثني على أعمالهم كالفنان علي شمس الدين، الدكتور يوسف غزاوي والفنانة خولة طفيلي، وهناك عالمياً الفنان الرسّام حسن إدلبي، ومحمد شرف وغيرهم. أما غربياً فأصحاب المدارس الذين لهم فضل علينا بأن فتحوا أبواب الفن على مصراعيه أمامنا، لكي نتعلّم ونستحدث ونطور من الحياكة للألوان التي نستعملها في لوحاتنا، وأبرزهم: بابلو بيكاسو، سلفادور دالي، وخوان ميرو وغيرهم».
وختمت عطوي: «إن الفنان - الرسّام يعكس هموم المجتمع الذي يعيش فيه، ويجب أن يعبّر عن تطلّعاته ومعاناته وأفكاره وما يعاني منه. فهل عكست كذلك في إبراز ذلك من خلال لوحاتك؟ الفنان التشكيلي هو ابن بيئته وهو من أكثر الأشخاص تأثّراً بمحيطه لذلك عندما يعمل أو يؤلف عملاً فنياً له. فهو يكون من صميم حياته الاجتماعية، بمعنى آخر بأنه يرسم المعاناة التي يراها أو يعيشها، فالفنان أكثر رهافةً في الحس من غيره، لذلك تجده يرسم معاناته في لوحاته من خلال أفكاره وطريقة تقديم اللون والرموز التي يعتمدها في أعماله، فهي طريقة للتعبير عن ذلك الغضب والألم والمعاناة، وأنني شخصياً كفنانة تشكيلية عشت الكثير من هذه الحروب والمآسي والدمار في بلدي، لذلك تجدني أعبّر في لوحاتي، عن كل ما نعيشه ونراه على أرض الواقع، لذلك أبرز ذلك في لوحاتي، وأخرج انفعالاتي من خلال القماشة واللون».