اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
في خضم تصاعد المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية، حملت زيارة الموفد الأميركي الجديد إلى لبنان، السفير السابق توماس باراك، مؤشرات لافتة على رغبة واشنطن في احتواء تداعيات النزاع الإقليمي على الداخل اللبناني، من دون إغفال الملفات الحساسة، وعلى رأسها ملف سلاح 'حزب الله'، وترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا.
وأجمعت أوساط الرؤساء الثلاثة على ارتياحها لنهج باراك، الذي أظهر وفق تعبيرهم تفهماً عميقاً للوضع اللبناني، وحرصاً على تجنيب لبنان أضرار الحرب الدائرة. ومع أن مهمته مؤقتة إلى حين تعيين موفد دائم، إلا أن خبرته الدبلوماسية في المنطقة من خلال عمله كسفير ومبعوث خاص لبلاده سابقاً، قد تُضفي زخماً على الدور الأميركي في المرحلة المقبلة.
دعم الاستقرار… لا تهاون في ملف 'الحزب'
بحسب مصادر قصر بعبدا، أبلغ باراك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تولّيه الملف اللبناني بصفة مؤقتة، طالباً تسريع المعالجة في ملف سلاح 'حزب الله' من دون تحديد مهلة زمنية. وأشار إلى أنّ بلاده تتمسك بمبدأ 'خطوة مقابل خطوة'، أي أن يقدم لبنان على خطوة مقابلة لكل خطوة إسرائيلية، خصوصاً في ما يتعلق بالسلاح.
الرئيس عون أكد للموفد الأميركي تمسك لبنان بدعم قوات 'اليونيفيل' وبتطبيق القرار 1701، مشدداً على ضرورة انسحاب إسرائيل من التلال الخمس في الجنوب. كما أعلن عن نية الجيش اللبناني زيادة عديده في منطقة جنوب الليطاني إلى عشرة آلاف جندي، في إطار تعزيز الاستقرار.
كذلك، أعرب عون عن أهمية معالجة موضوع حصرية السلاح بالحوار، سواء مع 'حزب الله' أو القوى الفلسطينية، مشيراً إلى أنّ الحرب الإسرائيلية – الإيرانية أعاقت تقدماً ملحوظاً كان قد أُحرز على هذا المسار.
العلاقات مع سوريا وترسيم الحدود
وتناول اللقاء أيضاً ملف العلاقات اللبنانية – السورية، حيث شدد الرئيس عون على وجوب ترسيم الحدود البحرية والبرية، بما فيها مزارع شبعا، وتفعيل التعاون لضبط الحدود ومنع التهريب، مؤكداً أنّ عودة النازحين السوريين باتت ضرورة وطنية، بعد زوال أسباب النزوح.
وفي السياق نفسه، طالب باراك بمزيد من التنسيق بين لبنان وسوريا، وطرح تصوراً شاملاً لمعالجة ملف الحدود مع الجانبين الإسرائيلي والسوري.
لا إنذارات… بل استفسارات
وأفادت مصادر رسمية مطلعة بأن باراك لم يحمل معه أي إنذارات أو مهَل كما أشيع قبل وصوله، بل أبدى حرصاً على الاستماع وتفهّم وجهة النظر اللبنانية، واستفسر عن الإصلاحات الإدارية والمالية، وتقدم ملف حصرية السلاح، ومصير العلاقات مع سوريا.
مهمة 'حدودية'… ورسائل هادئة
وبحسب مصدر مطّلع تحدّث إلى 'اللواء'، فإن مهمة باراك تركز على ملف الحدود جنوباً وشرقاً وشمالاً، والسعي نحو إنهاء ملف السلاح غير الشرعي. ووُصفت جولته على الرؤساء بأنها 'ممتازة'، مع تحذير واضح من مغبّة إدخال لبنان في مواجهة شاملة، خاصة إذا تورط 'حزب الله' عسكرياً إلى جانب إيران.
ونقل باراك تعهداً بنقل وجهة النظر اللبنانية إلى الرئيس ترامب، لا سيما في ما يتعلق بملف الانسحاب الإسرائيلي والدعم الاقتصادي للبنان، ودعم الجيش اللبناني للقيام بمهامه الوطنية.