اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٩ حزيران ٢٠٢٥
خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
يوجد في إسرائيل انتظار على أحرّ من الجمر لما سيقرره ترامب بخصوص موضوع هل سيشارك فعلياً في الهجوم على إيران؛ وتحديداً متى سيقرر قصف موقع فوردو بالقنبلة الأم القادرة حسب مزاعم وليس تأكيدات، على اختراق عمق ٨٠٠ م تحت الأرض حيث يوجد الجزء الأكبر من اليورانيوم المخصب(؟؟)؛ وأكثر من ذلك فإن السؤال هو متى سيفعل ترامب ذلك؟؟.
.. بهذا المعنى يبدو أن إسرائيل انتقلت من الهجوم على إيران إلى حالة انتظار متى ستهجم أميركا على إيران.. وهذا الأمر يشي بأن تل أبيب دخلت في حرب ليس بهدف حسمها بنفسها بل بهدف استدراج أميركا لحسمها نيابة عنها ولمصلحة إسرائيل.
ليس مضموناً أن ترامب سيذهب مع نتنياهو من أجل تحقيق شعار إسرائيل أولاً؛ فترامب بالنهاية كما يحب أن يعرف عن نفسه، هو اختصار للجملة التالية: أميركا أولاً.
وفيما يجمع مراقبون كثر على أن الولايات المتحدة الأميركية ستدافع عن إسرائيل حتى النهاية؛ وأن هذا القرار الأميركي يتخطى أي اجتهاد لترامب بخصوص هذه النقطة؛ فإن نفس هؤلاء المراقبين يجمعون على أن ترامب له كل هامش الاجتهاد بموضوع هل عليه الانجرار وراء رغبة نتنياهو بالهجوم على إيران معه أو حتى قبله..
والواقع أن أسباباً كثيرة تجعل ترامب لا يستطيع إلا الدفاع عن إسرائيل بمقابل أن أسباباً مماثلة كثيرة تجعله لا يستطيع أن يشارك بالهجوم الفعلي والعلني على إيران مع إسرائيل. ومن هذه الأسباب أن واشنطن لا تريد تغيير التوازن في المنطقة على نحو كلي؛ هي تريد فقط إجراء تعديلات على التوازن الذي كان قائماً لسنوات طويلة؛ وهي أنجزت هذه التعديلات من خلال إضعاف حزب الله وإسقاط النظام السوري ورد إيران إلى داخل حدودها؛ وحالياً جعل طهران وتل أبيب في حالة إرهاق.. ولا تريد واشنطن سواء الجمهورية أو الديموقراطية أخذ توازنات المنطقة إلى أبعد من ذلك؛ فيما نتنياهو وحده يريد الحسم في المنطقة؛ بمعنى أنه يريد زرع العلم الإسرائيلي فوق تلة الشرق الأوسط؛ وهذا أمر لم تستطع الولايات المتحدة نفسها تحقيقه؛ فواشنطن تسيطر على التوازنات في الشرق الأوسط وليس على الشرق الأوسط بكليته؛ وحينما يقرر نتنياهو ضرب هذه التوازنات تحت وهم أنه يخضعها له؛ فإنه سيصطدم بأنه لن يستطيع فعل ذلك من جهة؛ وسوف يخرب من جهة ثانية على واشنطن منظومة توازنات تناسبها، وليس لديها مصلحة بالذهاب أبعد من إجراء تعديلات محسوبة عليها.