اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
ألقى وزير الاقتصاد عامر البساط كلمة في المؤتمر الصحفي لإطلاق مؤتمر Beirut One قال فيها: 'في البداية، أود أن أعبّر عن امتناني لكل من ساهم في التحضير لهذا الحدث الوطني، وأتوجّه بشكل خاص بالشكر إلى شريكي في هذا المؤتمر شارل عربيد ودعم الهيئات الاقتصادية الممثلة بمحمد شقير. كما أرحّب بالسفراء الكرام والوزراء والزملاء من مختلف القطاعات، وبجميع الحضور من لبنان والخارج.
اسمحوا لي أن أبدأ بالإجابة على الأسئلة التي قد تدور في أذهان الكثيرين.
١. ما هو مؤتمر Beirut One؟
هو مؤتمر استثماري رفيع المستوى سيجمع العشرات من المستثمرين بعد سنوات من الغياب بسبب الأزمات المتتالية، ويهدف إلى الإشارة إلى أن الاقتصاد اللبناني دخل في مرحلة جديدة.
٢. ما هي الرسالة التي يريد المؤتمر إيصالها؟
الرسالة واضحة: لبنان ليس بلد أزمات ودوران في حلقة مفرغة، بل بلد فرص واستثمارات مربحة.
نريد أن نُغيّر السردية عن لبنان — من سردية العجز والتراجع إلى سردية المبادرة والفرص.
لبنان هو بلد الطاقة البشرية، والمواهب، والابتكار. وكل ما نحتاجه هو بيئة إصلاحية تفتح الأبواب أمام هذه الطاقات لتتحوّل إلى مشاريع إنتاجية حقيقية.
٣. هل من المبكر عقد مؤتمر استثماري في ظل الظروف الحالية؟
نحن واقعيون: الطريق طويل، نعم، والتحديات كثيرة، نعم، لكن مسار الإصلاح قد بدأ فعلاً. وضعنا الاقتصاد اللبناني على السكة الصحيحة والتغيرات الاقليمية ستفتح فرص للاستثمار فمن الحقيقة أنه ليس مبكرًا أبدًا أن نبدأ بالتفكير في اليوم التالي.
٤. من هو جمهور هذا المؤتمر؟
'Beirut One' يخاطب المحرّكات الحقيقية للاقتصاد اللبناني:
القطاع الخاص الذي أثبت أنه العمود الفقري للنمو رغم كل الصعوبات، والاغتراب اللبناني الذي يحمل لبنان في قلبه والذي نطلب منه اليوم أن يستثمر فيه، والشركاء الدوليون وخاصة العرب الذين لطالما وقفوا إلى جانبنا في المراحل الدقيقة والذين نطلب منهم العودة.
إنها رسالة إلى المستثمرين العرب والدوليين، وإلى اللبنانيين في الداخل والخارج، بأن لبنان يفتح الباب مجددًا للتعاون، وللاستثمار، وللشراكة المنتجة.
٥. هل سيقدّم المؤتمر أفكارًا استثمارية ملموسة؟
نعم. هذا المؤتمر ليس تنظيريًا ولا استعراضياً. سيعرض برامج استثمارية فعلية في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP)، وسيتضمّن لقاءات مباشرة (B-to-B) بين المستثمرين المحليين والدوليين لمناقشة مشاريع حقيقية قابلة للتنفيذ.
فسيعرض المؤتمر برنامج استثماري رأسمالي بقيمة تتجاوز سبعة مليارات ونصف دولار أميركي، يشكّل خارطة طريق أولية لمشاريع البنى التحتية والإنتاج والخدمات.
سنطرح أفكارًا ملموسة، ولكننا أيضًا سنفتح نقاشًا صريحًا حول ما يلزم لتحويل هذه الأفكار إلى إنجازات.
٦. ما هو شكل المؤتمر ومضمونه؟
Beirut One' سيمتد على يومين – نوفمبر ١٨ و١٩ تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية وسيتضمن ٧ جلسات قطاعية.
في كل جلسة، سيُقدَّم أولاً عرض رسمي من الحكومة اللبنانية حول الرؤية والإصلاحات والسياسات القطاعية، ثم تتبعها مداخلات من القطاع الخاص اللبناني ومن الاغتراب والمستثمرين الدوليين.
في اليوم الأول – في 18 تشرين الثاني، سيتشرّف المؤتمر بكلمة افتتاحية لفخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
يتبعها جلسة محورية بعنوان 'الرؤية الاقتصادية للبنان – تثبيت الأسس للمستقبل'، يتم خلالها عرض الرؤية الاقتصادية المتوسطة الأمد للحكومة اللبنانية، وما تتضمّنه من توجهات لإعادة هيكلة الاقتصاد وتعزيز الاستقرار المالي والنمو المستدام.
بعدها تأتي جلسة 'إعادة وصل لبنان برأس المال العالمي'، والتي ستركّز على سبل استعادة ثقة المستثمرين والمؤسسات المالية الدولية، وكيفية الوصول إلى رأس المال المحلي والإقليمي والعالمي بطريقة فعّالة ومستدامة.
ثم ننتقل إلى جلسة 'القطاع الخاص: محرّك مستقبل لبنان'، التي تسلط الضوء على بيئة الأعمال اللبنانية وكيفية تحسينها من خلال الإصلاحات، والحوكمة، والاستدامة.
ويُختتم اليوم الأول بجلسة عن البنى التحتية والأشغال الكبرى، والتي ستتناول مشاريع النقل والطاقة والمرافئ والمياه وغيرها من المشاريع الحيوية التي تشكّل العمود الفقري للنمو الاقتصادي في السنوات المقبلة.
أما اليوم الثاني – في 19 تشرين الثاني، فسيبدأ بجلسة 'صُنع في لبنان – القطاعات الإنتاجية'، حيث سنناقش سبل تحويل الاقتصاد من استهلاكي إلى إنتاجي، من خلال تطوير الصناعة والزراعة وتعزيز قدراتهما التنافسية.
ثم تأتي جلسة 'خدمة العالم –السياحة والضيافة والتجارة'، التي ستُعيد التأكيد على أن القطاع الخدماتي هو أحد أعمدة الاقتصاد اللبناني، وأن إعادة بناء 'العلامة اللبنانية' (the Lebanon brand) هي عنصر أساسي في استعادة النمو.
بعدها جلسة 'الاقتصاد الإبداعي'، والتي تُسلّط الضوء على الموهبة اللبنانية، وعلى الإبداع والفن والإعلام والتصميم كقطاعات اقتصادية قابلة للتصدير.
ويليها محور 'الابتكار وريادة الأعمال والتكنولوجيا'، الذي يركّز على الشركات الناشئة اللبنانية ودورها في بناء اقتصاد حديث ومتصّل بالأسواق العالمية.
وسنختتم المؤتمر بجلسة تفاعلية عنوانها 'الرهان على مستقبل لبنان'، يقودها دولة رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام، حيث سيُوجّه رسالة ثقة بالاقتصاد اللبناني وبقدرة اللبنانيين على إعادة بناء دولتهم.
وستتضمّن الجلسة الختامية توقيع مذكرات تفاهم (MoUs) مع مؤسسات مالية وشركات عالمية.
سيشارك في هذا المؤتمر نخبة واسعة من المتحدثين تمثّل كل أركان المشهد الاقتصادي:
فمن الجانب الرسمي اللبناني، سيشارك فخامة رئيس الجمهورية في افتتاح المؤتمر، إلى جانب دولة رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء في مختلف الجلسات القطاعية.
ومن الجانب الدولي، ستشهد الجلسات مشاركة وزراء ومسؤولين من دول عربية، إضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى من البنك الدولي والصناديق العربية.
وسيكون القطاع الخاص اللبناني حاضرًا بقوة من خلال روّاد الأعمال وأصحاب المؤسسات الناجحة.
ومن ضمن المتحدثين من الاغتراب والخارج كبار المستثمرين والمديرين التنفيذيين من شركات عالمية مثل BlackRock، وMorgan Stanley وAl Ghurair وOrascom وGeneral Atlantic وغيرها من الأسماء التي تشكّل قيمة مضافة ونقلة نوعية في طبيعة الحوار الاستثماري الذي نطمح إليه'.
وختم البساط: 'أود في الختام أن أوجّه شكرًا خاصًا إلى الرعاة والشركاء والداعمين الذين ساهموا في إنجاز هذا الحدث منذ بداياته، ودعموا فكرته بإيمانهم بلبنان وبمستقبله.
دعمكم ليس ماديًا فقط، بل هو رسالة ثقة بأن لبنان قادر على النهوض من جديد، وعلى أن يكون مرة أخرى وجهةً للاستثمار والإبداع والعمل المشترك.
إن هذا المؤتمر لا يهدف فقط إلى الترويج، بل إلى تثبيت الثقة المستعادة – الثقة بين الدولة والمستثمر، بين المواطن والاقتصاد، وبين لبنان والعالم.
على أمل أن نلتقي في Beirut One في تشرين الثاني كي تكون هذه المحطة بداية مرحلة جديدة من التعاون والنهوض والثقة المستعادة'.