لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشفت المخرجة التونسية كوثر بن هنية تفاصيل فيلمها المؤثر 'صوت هند رجب'، مؤكدة أن الدافع الأساسي لإنجازه كان شعورها بالعجز أمام مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب خلال العدوان على غزة.
جاء ذلك في جلسة نقاش، انتظمت يوم الثلاثاء 21 أكتوبر/تشرين الأول، حول فيلم 'صوت هند رجب' للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، بحضور نقاد وصحفيين ومتخصصين في الشأن السينمائي.
بين الوجع والواجب.. دوافع كوثر بن هنية لصنع فيلم 'صوت هند رجب'
في تصريحات خاصة لـ'فوشيا'، أوضحت المخرجة التونسية أن الدافع الأساسي وراء الفيلم كان الإحساس العميق بالعجز أمام ما يحدث في غزة، قائلة: عندما سمعت نداء الطفلة وهي تقول: أنقذوني، أنقذوني، شعرت وكأنه موجه لي ولكل العالم. لم يتمكن أحد من التدخل، فكان القرار أن أستخدم السينما كوسيلة للمقاومة، ليصل صوت هند إلى كل مكان.
وتابعت: لم يكن مشروعي أن يحدث هذا، ولو كان بيدي لاخترت أن تبقى هند على قيد الحياة. لكن بما أن المأساة وقعت، كان واجبي الفني والإنساني أن أروي قصتها.
ويروي الفيلم، المستوحى من واقعة حقيقية مؤلمة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، اللحظات الأخيرة في حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة نحو 5 سنوات، قبل أن تُقتل تحت القصف، بعد مناشدات هاتفية مؤثرة استمرت لساعات من دون استجابة.
وعُرض الفيلم لأول مرة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، وحظي باستقبال استثنائي من الجمهور والنقاد، تجلّى في تصفيق حار دام أكثر من عشرين دقيقة، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الكبرى وعدد من الجوائز الموازية.
بين الوثائقي والروائي.. 'صوت هند' يفرض شكل الفيلم
حول البناء الفني للفيلم الذي يمزج بين الأسلوبين الوثائقي والروائي، قالت بن هنية: الفيلم يستند إلى التسجيل الصوتي الحقيقي لمكالمة هند مع طواقم الهلال الأحمر. حاولت أن أقرر: هل أتبنى الشكل الوثائقي أم أستعين بالشخصيات الحقيقية؟ الأهم كان أن يشعر المشاهدون باللحظة مباشرة، كما لو أنها تحدث أمامهم الآن. الصوت وحده يكفي لاستدعاء الألم وإيصال التجربة.
وأضافت: المراوحة بين الوثائقي والروائي لم تكن خيارًا، بل فرضتها طبيعة القصة وقوة التسجيل الصوتي. الهدف كان أن يعيش المشاهدون اللحظة كما عاشتها هند، بكل وقعها وتأثيرها.
نجاح البندقية.. ردود فعل فاقت التوقعات وأمل متجدد بالسينما
وعن تتويج الفيلم في مهرجان البندقية، قالت بن هنية: ما حدث فاق كل توقعاتي.. التصفيق المستمر، تفاعل الصحافة والنقاد، منحني شعورًا بأن صوت هند وصل فعلًا. هذا التفاعل ساعد على إيصال الفيلم إلى جمهور أوسع، وكان هدفي الأول.
وعن إضافة الفيلم لمسيرتها مقارنة بأعمالها السابقة، أوضحت: كل فيلم رحلة اكتشاف جديدة، لكن صوت هند رجب أعاد لي الإيمان بالسينما كوسيلة للتأثير والمقاومة. شعرت بتفاعل واسع من الجمهور حول الفيلم، ما جدد ثقتي بمهنة الإخراج والكتابة.
مشروع جديد يغوص في تاريخ وتراث تونس
وكشفت المخرجة أنها ستستأنف تصوير فيلم جديد كانت قد شرعت فيه قبل 'صوت هند رجب'، واضطرت لتأجيله.
ويركز الفيلم الجديد على التراث التونسي في حقبة الثلاثينيات والأربعينيات، ويروي قصة عائلية كبرى تكشف أسرارًا وتحولات داخل بنية العائلة والمجتمع، لتؤكد استمرار كوثر بن هنية في تقديم أعمال ذات عمق اجتماعي وتاريخي.