اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
قال المحلل السياسي د. إياد القرا إن المشهد الميداني والسياسي في غزة يشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لن يعود إلى الحرب الشاملة، بل يواصل إدارة مرحلة 'اللاحرب' التي تخدم حساباته الداخلية وتوازناته السياسية المعقدة.
وأوضح القرا، في تحليل نشره عبر منصته على 'تليجرام'، أن هذه المرحلة تتسم بهدوء ميداني هش تحكمه اعتبارات السياسة الأمريكية وضغوط الداخل الإسرائيلي، إلى جانب إدارة فلسطينية واقعية تسعى لتثبيت وقف إطلاق النار وتوسيع مساحات الاستقرار المؤقت.
وبيّن القرا أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتهاء الحرب على غزة شكّل تعهّدًا سياسيًا واضحًا يمنع تل أبيب من العودة للقتال، إذ إن أي استئناف للحرب سيُعد فشلًا مباشرًا للإدارة الأمريكية في فرض الاستقرار.
وأضاف أن واشنطن تمارس ضغوطًا على حركة حماس لتقييد تحركاتها، لكنها في الوقت نفسه تتفهم تعقيد الملفات الحساسة، مثل قضية الأسرى والجثامين، وتتعامل معها كجزء من تسوية أوسع لا كذريعة للتصعيد.
بالمقابل، أشار القرا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى للإبقاء على أجواء الحرب دون الانزلاق إلى مواجهة جديدة، في محاولة للتوفيق بين ضغط اليمين المتطرف المطالب بالتصعيد وضغط عائلات الأسرى المطالبين بإتمام صفقة التبادل.
وأوضح أن نتنياهو يكتفي بتصعيدات محدودة ومحسوبة تمنح حكومته مظهر القوة، دون الدخول في حرب مفتوحة قد تُفجّر الأزمة الداخلية من جديد.
على الصعيد الفلسطيني، أكد القرا أن المقاومة الفلسطينية تُدير المرحلة بواقعية سياسية وعسكرية، إذ تلتزم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار دون تفريط، وتسعى إلى استثمار الهدوء الحالي لتمديده وصولًا إلى وقف دائم للحرب، مع التركيز على ملف إعادة الإعمار وترتيب المشهد الداخلي في غزة.
ولفت القرا إلى أن الملفات الكبرى مثل سلاح المقاومة، وإعادة الإعمار، والضمانات السياسية، ستُطرح على الطاولة خلال المرحلة الثانية من المفاوضات، وهي مرحلة يُرجَّح أن تمتد لأشهر حتى تتبلور رؤية واضحة للتسوية النهائية.
وخلص المحلل السياسي القرا بالقول إن الواقع الحالي يُدار تحت عنوان 'لاحرب محسوبة'؛ فلا حرب شاملة تلوح في الأفق، ولا سلام كامل مستقر، بل مرحلة دقيقة تتأرجح بين السياسة والميدان، بانتظار أن تتضح ملامح الحل النهائي لكافة الملفات العالقة.