اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
في تدرّجه منذ تأسيس المجتمعات الأولى على ضفاف الأنهر حتى وصوله إلى ما وصل إليه اليوم من علوم الفضاء والأرض وما بينهما يظن الإنسان انه بلغ من الرقيّ الدرجة الأسمى ومن التحضّر المستوى الأعلى ومن التمدّن الحالة الأعلى.
لكن ما يجري حقيقة على أرض الواقع يدلّ على ان ذلك ليس صحيح بل ربما ان العكس هو الصحيح.
فكل هذا الواقع المتوحش الذي يسود مناطق كثيرة من العالم، وهذا العنف المتفشي حيث يوجد الإنسان، وهذا العمى والصمم الذي يسود مراكز القرار في العالم أمام ما يحدث من مجازر وأنهار الدم المتدفقة في أكثر من منطقة في العالم يقابلها عمى وصمم وكأن لا شيء يحدث يشير إلى أن حالة وحشية أين منها حالة القرون الوسطى وحتى ما قبل ذلك بكثير.
وعلى سبيل المثال، فأمام ما يجري في غزة من إبادة وتجويع وتعطيش وتهجير يقف مجلس الأمن عاجزاً أمام رفع يد المندوب الأميركي بالاعتراض على صدور قرار يوقف ذلك!!
ويعود كل شيء إلى الصمت من حالة من العمى والصمم.
فأية حضارة هذه التي يدّعيها إنسان اليوم وعلى وجه الخصوص في أقاصي الأرض وأدانيها حيث الادّعاء بمضامين ومبادئ لا أساس لوجودها في حيز التطبيق العملي.
فالإعلام اليوم يغطي كل أنحاء الأرض وبحيث يصبح كل مشاهد هو شاهد عليه.
فأين ردّات الفعل على ما يحدث من إبادة جماعية في غزة في القرن الحالي وما فائدة كل هذه المنظمات بأسماء وصلاحيات متعددة وهي غير قادرة على إدخال الغذاء والدواء والماء لأطفال جوعى؟؟.
وهذا الصمت العملي من دول تدّعي تبنّي حقوق الإنسان إلى آخر المعزوفة فحتى الآن لم تقطع دولة علاقاتها بدولة الإجرام.. بمجرد بيانات فارغة لا تسمن ولا تغني عن جوع.
هذا فيما يتعلق بالأبعدون
وماذا عن الأقربون؟!..