يلفّْ حزب االله ويدور، رافضاً الموافقة على قرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة وحدها، وسلاح الحزب من ضمنه، بالرغم من موافقته على البيان الوزاري للحكومة التي يشارك فيها بوزيرين، وعلى اتفاق وقف الاعمال العدائية مع اسرائيل، بناء على الحاح وطلب منه، بعد الخسارة المدوية التي مني بها، جراء حرب الاسناد، التي شنها على اسرائيل، تارة بذريعة الخروقات الاسرائيلية للاتفاق والاحتلال للتلال الخمس جنوبا، وتارة اخرى بسبب المخاطر المتأتية من الحدود السورية الشرقية، جراء سقوط نظام بشار الاسد، وتولي سلطة سورية بديلة تخاصم الحزب والنظام الايراني على حد سواء.

يعيق رفض الحزب تسليم سلاحه للدولة اللبنانية قرار الحكومة جزئياً، ولكن لايستطيع تعطيله كليا، بسبب اصرار المسؤولين على تنفيذ القرار المذكور، التزاماً بالوعود المقطوعة للبنانيين والمجتمع الدولي، ولزوال اي وظيفة اودور للسلاح غير الشرعي بالاستمرار متفلتا خارج الدولة اللبنانية، ولاستحالة العودة الى مرحلة ماقبل حرب الاسناد.

يتسبب رفض الحزب بنزع سلاحه في تأجيج الاجواء السياسية بالداخل، لان معظم اللبنانيين، يدعمون قرار نزع سلاحه، والتشويش على انطلاقة الحكومة لتنفيذ مضمون بيانها الوزاري، لاسيما حل الازمات المتراكمة، واجراء الاصلاحات المطلوبة واعادة النهوض بالبلد عموما. ولكن الاخطر من كل ذلك، يعطي موقف الحزب هذا وقول مسؤوليه باعادة تعافيه بعد النكبة التي حلت به وخسارته العسكرية والسياسية، اكبر ذريعة لاسرائيل، لتنفيذ تهديدات قادتها، للاستمرار في اعتداءاتها المتواصلة على ماتدعيه مواقع ومستودعات اسلحة للحزب، واغتيال عناصره ومسؤوليه، ومواصلة احتلالها للتلال الخمس جنوبا، ومنع كل محاولات اعادة الاعمار في المناطق والقرى المواجهة حدودياً، كما يظهر ذلك بوضوح من خلال استهداف منظم للجرافات واليات ازالة الانقاض واعادة الاعمار.

هل يؤدي استمرار رفض الحزب نزع سلاحه، الى عدوان اسرائيلي واسع على لبنان؟