اخبار سوريا
موقع كل يوم -اقتصاد و اعمال السوريين
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
تشهد محال الألبسة الجاهزة منافسة حادة في مختلف أسواق المدن السورية، لما لها من اهتمام استثنائي عند مجمل السوريين، وبخاصة النساء منهم.
وفي جولة ميدانية أجراها موقع 'اقتصاد' على أسواق مدينتي حماة وسلمية، تحدث إلينا 'أحمد'، وهو صاحب معرض للألبسة الجديدة، ليخبرنا أن وتيرة التنافس بين المحلات تزداد في مواسم الأعياد بخاصة، فالخيارات متاحة، والزبون على حق دائماً في انتقاء ما يناسبه.
ويضيف 'أحمد'، بأن الأسعار المناسبة هي الأهم في عملية استقطاب الزبون ضمن مجتمع تعيش معظم العائلات فيه على دخل متواضع جداً.
في السابق كان أصحاب المعارض الشعبية، وهي الأكثر انتشاراً في سوريا، يعملون على كسب زبائنهم المرتقبين عبر هذه العملية التنافسية المتعلقة بالسعر.
بعد التحرير، برزت تحديات تنافسية أخرى لم تكن في البال، قوامها الانتشار الأفقي لمعارض وبسطات الألبسة الأوروبية المستعملة، حتى ليخال الناظر أن الأسواق والساحات السورية تعوم على بحر هائج من معروضات (البالة) مما تسبب في إضعاف القدرة التنافسية لتجار الألبسة الجديدة.
'فاطمة'، سيدة متزوجة من موظف في القطاع العام ولديها ثلاثة أولاد، تقول لموقع 'اقتصاد': 'فرحة العيد للأولاد والصبايا تُختصر في إضافة ملابس أخرى إلى خزائنهم الشحيحة'.
وتضيف 'فاطمة': 'خياري للتسوق من (محال البالة) في العيد، كما الآخرين، بسبب الفارق الكبير في الأسعار. فسعر بنطال الجينز لفتاة في مقتبل العمر يترواح ما بين 100 إلى 250 ألف ليرة سورية، بينما في محال البالة يتراوح السعر ما بين 25 إلى 50 ألفاً في أحسن الأحوال. وقد تأخذه من بسطات الشوارع بمبلغ لا يتجاوز 10 آلاف ليرة سورية. وقس على ذلك. مع الأخذ بعين الاعتبار الفارق في الجودة بين ألبسة البالة والألبسة الجديدة'.
'مصطفى'، صاحب بسطة لبيع الألبسة، يعيد سبب انتشار بائعي الألبسة الأوروبية المستعملة إلى تخلص تجارها من دفع إتاوات الترفيق والجمرك في عهد النظام البائد، مما انعكس بعد التحرير في فتح الأسواق بشكل إيجابي لصالح محفظة النقود المتواضعة للمواطن الفقير، حسب وصفه.
ويطلع 'مصطفى' موقع 'اقتصاد' على سبب آخر لهذا الانتشار، قوامه تفشي البطالة في صفوف أرباب العائلات الذين لا يتقنون مهنة في السابق، كونهم اعتادوا على إعالة أسرهم من خلال عملهم في جهاز الجيش والشرطة والوظائف الحكومية التي فقدوها بعد التحرير، فكان خيارهم الإتجار بـ 'البالة'، كونها أهون السبل لتأمين أرباح تسد احتياجات أسرهم المعيشية، معتمدين على زبائن يوازونهم في الفقر والحاجة والهدف.