اخبار سوريا
موقع كل يوم -هاشتاغ سورية
نشر بتاريخ: ٣١ كانون الأول ٢٠٢٤
ما مصير 'حزب البعث العربي الاشتراكي' بعد سقوط نظام الأسد؟
بعد أيام قلائل من إطاحة 'هيئة تحرير الشام' في سوريا بالرئيس بشار الأسد، أعلن 'حزب البعث العربي الاشتراكي' تجميد أنشطته، بعد أكثر من 6 عقود في حكم البلاد.
ولجأ الكثيرون من أعضاء قيادة الحزب إلى الاختباء، بينما فر البعض الآخر إلى خارج البلاد، وفي خطوة رمزية، حوّل حكام سوريا الجدد المقر السابق للحزب في العاصمة دمشق، إلى مركز يصطف داخله أعضاء سابقون بالجيش وقوات الأمن، لتسجيل أسمائهم وتسليم أسلحتهم، فيما يعرف بـمراكز المصالحة والتسوية.
في الوقت ذاته، تتصاعد الدعوات لحل 'حزب البعث العربي الاشتراكي'، الذي حكم سوريا رسميا منذ عام 1963.
ويرى الكثير من السوريين، بما في ذلك أعضاء سابقون بالحزب، أن حكمه أضر بالعلاقات مع الدول العربية الأخرى، وساعد في تفشي الفساد الذي أدى إلى انهيار الدولة التي مزقتها الحرب.
من جهته، قال مسؤول في 'هيئة تحرير الشام'، التي قادت الإطاحة بالأسد، إنه لم يجر بعد اتخاذ قرار رسمي بشأن ما يجب فعله مع 'حزب البعث'.
وأشار المسؤول، الذي اشترط عدم كشف هويته، لأنه غير مخول له بالتحدث عن الأمر، إلى أن زعيم 'هيئة تحرير الشام'، أحمد الشرع، قال إن المسؤولين الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري على مدى العقود الماضية، سيمثلون أمام العدالة، وألمح إلى أن هذا يشمل أعضاء 'حزب البعث'، بحسب ما نقلته صحيفة 'الشرق الأوسط'.
يذكر أن الحزب، الذي كان هدفه توحيد الدول العربية في أمة واحدة، تأسس على يدي اثنين من القوميين العرب السوريين، ميشيل عفلق وصلاح الدين بيطار، عام 1947، وفي فترة ما، حكم الحزب بلدين عربيين، العراق وسوريا.
واشتعلت حالة من التنافس بين الفرع السوري تحت حكم الأسد ووالده الراحل حافظ، والفرع العراقي تحت حكم صدام حسين، الذي أطاح به الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
وأصبح 'حزب البعث' داخل سوريا، مرتبطا ارتباطا وثيقا للغاية بعائلة الأسد التي تولت السلطة منذ عام 1970، وعلى امتداد عقود، استغلت العائلة الحاكمة الحزب وآيديولوجيته القومية العربية للسيطرة على البلاد.
الجدير بالذكر، أن الكثير من السوريين كانوا ملزمين بالانضمام إلى 'طلائع البعث' و'شبيبة الثورة'، الفرعان الخاصان بالأطفال والشباب بالحزب، أثناء وجودهم في المدرسة الابتدائية، وذلك بغرض التأكيد على الآيديولوجية القومية العربية والاشتراكية.
وكان من الصعب على الأشخاص الذين لم يكونوا أعضاء بالحزب، الحصول على وظائف حكومية أو الانضمام إلى الجيش أو أجهزة الأمن والاستخبارات.
عام 2012، بعد عام من اندلاع الانتفاضة السورية، جرى إلغاء فقرة من الدستور تنص على أن 'حزب البعث' قائد الأمة والمجتمع، في خطوة سعت إلى تهدئة مطالب الجمهور بالإصلاح السياسي. إلا أنه على صعيد الممارسة العملية، ظل الحزب مسيطرا، حيث شغل أعضاؤه مقاعد الأغلبية في البرلمان والحكومة.
في السياق، نقلت الصحيفة عن جندي سابق في الجيش السوري، لم يذكر سوى اسمه الأول، غدير، خوفا من تعرضه للانتقام باعتباره من أبناء الطائفة العلوية، قال إنه جاء من عائلة فقيرة، وانضم إلى الحزب حتى يتمكن من دخول الجيش للحصول على دخل ثابت. وقال: 'لا يمكنك الحصول على أي وظيفة إذا لم تكن بعثيا'.
وفي حين أن قلة من الناس يتباكون على سقوط الحزب في سوريا، فإن البعض يخشون أن الأغلبية السنية التي تسيطر الآن على البلاد، قد تشن حملة تطهير مماثلة لتلك التي حصلت في العراق بعد سقوط صدام حسين.
وقد جرى تشكيل لجنة لاجتثاث 'حزب البعث' في العراق، وكانت مهمتها الرئيسة التخلص من الموالين لصدام داخل أروقة الحكومة والمؤسسات العسكرية، واعتبرت الأقلية السنية أن هذا الأمر وسيلة لتصفية الحسابات الطائفية من قبل الأغلبية الشيعية في البلاد، وأسهم الاستياء السني والحرمان من الحقوق الذي أعقب ذلك، في صعود جماعات متطرفة في البلاد، بما في ذلك تنظيما 'القاعدة' و'داعش' في العراق.
في سوريا، دعا بيان لـ 'حزب البعث'، صدر بعد 3 أيام من سقوط الأسد، جميع الأعضاء إلى تسليم أسلحتهم وسياراتهم العامة للسلطات الجديدة.
فرنسا تقصف مواقع 'داعش' في سوريا
حريق متعمد يستهدف برج اتصالات في فرنسا ويؤثر على 800 ألف شخص
للسوريين خبرة 12 دستورا خلال 92 عاماً.. لماذا نتأخر؟