اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، إلى حل قوات سوريا الديموقراطية “قسد”، وإنهاء ملفها، عبر دمجها مع مؤسسات الدولة السورية.
وقال باراك في مقابلة أجراها مع وكالة الأناضول، أمس الأحد، إنّ الولايات المتحدة تعتبر الحكومة السورية في دمشق الجهة الوحيدة التي ينبغي التعامل معها في أي مسار سياسي قادم، مؤكدا أن “قسد” يجب أن يتم حلها ودمجها في سوريا الجديدة، وأن هذا هو الحل الوحيد.
وفي تفسيره لذلك الموقف، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري أحمد مظهر سعدو، لحلب اليوم، إن 'ما أراد المبعوث الأميركي باراك قوله في جولته في المنطقة العربية وتصريحاته المتتالية هو أن السياسة الأميركية الشرق أوسطية تعطي كل الثقة والثقل للدور السوري ولدينامية ما تفعله حكومة العهد الجديد بدمشق وأن على الجميع في الداخل السوري أن ينضووا داخل أتون حكومة دمشق ولا إمكانية بعد اليوم لبقاء أي مليشيا خارج إطار الدولة السورية الوليدة'.
ومن ثم – يضيف سعدو – 'فإن جملة القرارات الأميركية المتخذة حتى الآن بما يخص الواقع السوري تشير إلى أهمية امتلاك سوريا الدور المركزي وبالضرورة لابد من التعاطي معها إقليميا ضمن هذا السياق ..وبالتالي فإن انعكاسات ذلك في القريب العاجل ستكون عبر المزيد من تراجع قسد عن تعنتها وعدم التزامها بالاتفاق الموقع منذ أشهر بين مظلوم عبدي والرئيس أحمد الشرع'.
وأكد المبعوث الأمريكي أن أي تسوية يجب أن تمر عبر دمشق وبموافقتها، وأن الوقت قد حان لتجاوز مرحلة الصراع والانقسام، مضيفاً أن الإدارة الأمريكية تؤمن بضرورة خلق مساحة حقيقية للحوار والمصالحة بين جميع الأطراف السورية.
ومضى بالقول إنه لا بديل أمام المجتمع الدولي سوى التعامل مع الدولة السورية بشكل رسمي، بما يعزز فرص الوصول إلى تسوية دائمة ومستقرة.
ويشير سعدو إلى سياسة إسرائيل واستمرارها في قضم الأراضي السورية، معتبرا أن باراك والإدارة الأميركية سوف يضغطون من أجل التوقيع على اتفاق سلام بين الدولة السورية الجديدة وإسرائيل.. ومرجحا أن سقف ذلك لن يتجاوز نهاية العام الحالي ٢٠٢٥.
ومضى بالقول: 'على مايبدو من تسريبات في صحيفة عبرية فإن الشرع لن يوافق على أي اتفاقات سلام مع إسرائيل إلا إذا تضمن انسحابا كاملا من الجولان السوري المحتل وهو ما سوف يساهم في تأخير الوصول إلى اتفاقات جديدة قد تكون أوسع بكثير من اتفاق فض الاشتباك الموقع بين حافظ الأسد وإسرائيل عام ١٩٧٤'.
كما لفت الكاتب إلى أن الوضع في لبنان سيكون جانحا إلى مزيد من التوافق مع السورييين والالتزام باتفاقات وقعت أو أنها تنتظر التوقيع.
يشار إلى أن اللجنة المختصة بإتمام الاتفاق مع “قسد”، قد عقدت معها سلسلة من الاجتماعات التّنسيقية، على مدى أشهر عدة، تمهيداً لتسوية شاملة تشمل مختلف الملفات العالقة، كما بدأت، في 13 نيسان، قُوات الأمن العام بالانتشار على مداخل حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب، بعد إزالة السَّواتر والحواجز الترابية وفتح الطرق المؤدية إليهما، وذلك بهدف ضبط الأمن واستكمال تنفيذ بِنود الاتّفاق.
وكان آخر اجتماع رسمي للجنة مع وفد من “قسد”، مطلع حزيران الماضي، وقال وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في وقت سابق، إن الاتفاق يأتي ضمن توجّه الحكومة السورية لحل جميع المشاكل عن طريق الحوار بما يخدم المصلحة الوطنية.