اخبار سوريا
موقع كل يوم -عنب بلدي
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
د. أكرم خولاني
مفصل الكتف هو المفصل الأكثر قابلية للحركة في الجسم، وهذا يجعلها معرضة للخلع بدرجة أكبر، ويعد خلع الكتف إصابة شائعة يمكن أن تسبب ألمًا شديدًا وتقييدًا للحركة، مما يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية.
خلع الكتف Shoulder Dislocation هي حالة طبية يخرج فيها رأس عظم الذراع العلوي (العضد) من تجويف لوح الكتف (التجويف الحقاني).
ويحدث خلع مفصل الكتف إما بشكل جزئي أو بشكل كامل، ويكون الخلع جزئيًا عندما يخرج رأس عظم العضد بشكل جزئي من التجويف الحقاني، بينما يكون الخلع كاملًا عندما يخرج رأس عظم العضد بعيدًا تمامًا عن التجويف الحقاني.
كما يقسم خلع مفصل الكتف من الناحية التشريحية إلى ثلاثة أنواع:
وتكمن خطورة خلع الكتف في أنه قد يؤدي لبعض المضاعفات والتي تتضمن ما يلي:
هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى خلع الكتف، وأشيعها:
الصدمة أو الإصابة:
يمكن أن تؤدي الأنشطة ذات التأثير العالي، مثل حالات السقوط وخاصة في بعض الرياضات كالتزلج على المنحدرات والجمباز والكرة الطائرة، وكذلك الإصابات الرياضية في الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، والصدمات الشديدة كما في حوادث المركبات، إلى إخراج عظم العضد من مأخذه وحدوث الخلع.
الإفراط بالحركة:
تؤدي الحركات العلوية المتكررة في الألعاب الرياضية مثل السباحة والتنس ورفع الأثقال إلى ضعف أربطة المفصل وزيادة قابليته للخلع.
الحالات الخلقية:
يولد بعض الأفراد بأربطة فضفاضة بشكل طبيعي، وهي حالة تُعرف باسم فرط الحركة، كما في متلازمة إهلرز دانلوس، مما يجعلهم أكثر عرضة لخلع الكتف.
تشمل أعراض وعلامات خلع الكتف ما يلي:
تتضمن عملية التشخيص عادة الفحص البدني واختبارات التصوير.
يقوم الطبيب بفحص الكتفين معًا، المصاب والسليم، ويقارن بين وضع كل واحد فيهما، ويقيم مدى الحركة والتشوهات والكدمات والتورم والألم عند تحريك المفصل.
كما يتأكد من استجابة الذراع والأصابع والجزء العلوي من الكتف لعملية اللمس، حيث أن فقدان الاستجابة الحسية أو الشعور بالخدر، من مؤشرات الإصابة في الأعصاب الإبطية.
بعد الانتهاء من الفحص الظاهري للكتف المصاب وفي حالة الاشتباه بوجود كسور أو خلع يتم إجراء اختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية، أو التصوير الطبقي المحوري، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، لتأكيد التشخيص واستبعاد الكسور أو الإصابات الأخرى.
الهدف الأساسي لعلاج خلع مفصل الكتف هو أن يعود رأس عظم العضد داخل التجويف الحقي ليتحرك المفصل بشكل طبيعي، ويتم تحقيق ذلك بالطرق المغلقة أو الطرق الجراحية، ثم إعادة تأهيل المفصل، ولكن يبدأ العلاج عند الاشتباه بحدوث خلع في الكتف بخطوات استباقية من الإسعافات الأولية الفورية.
تشمل إجراءات رد خلع الكتف بالطرق المغلقة ما يلي:
في أثناء هذه الإجراءات، يكون المريض بحاجة لاستخدام بعض المركبات الدوائية التي لها دور في تسكين الألم وتهدئة المصاب، كالمورفين والهيدرومورفين، كما يحتاج إلى أدوية تعمل على ارتخاء العضلات كالميدازولام والديازيبام.
في حالات قليلة جدًا، عندما تكون الإصابة شديدة، لا يستجيب الكتف للرد بالطرق المغلقة، وهنا لابد من التدخل الجراحي والذي يسمى إجراء مفتوح، وهناك نوعان لجراحة خلع الكتف:
ويتم اللجوء إلى جراحة خلع الكتف في الحالات التالية:
يمكن أن تكون عملية التعافي من خلع الكتف طويلة وتتطلب إعادة التأهيل وفق ما يلي:
مرحلة التعافي الأولية: خلال المرحلة الأولية يتركز الاهتمام على تقليل الألم والالتهاب، ويعتبر التثبيت والراحة، إلى جانب التبريد باستخدام أكياس الثلج، وتناول الأدوية المضادة للالتهابات كمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، أمرًا بالغ الأهمية.
التأهيل التدريجي: مع تقدم عملية الشفاء، يلعب العلاج الطبيعي دورًا محوريًا، ويتضمن برنامج إعادة التأهيل مجموعة من تمارين لطيفة لاستعادة نطاق حركة الكتف في وقت مبكر من عملية إعادة التأهيل، حيث تمنع هذه التمارين التصلب وتعزز المرونة، ثم تمارين التقوية التدريجية التي تستهدف عضلات الكتف، مما يعزز الاستقرار ويمنع الخلع في المستقبل.
التدريب الوظيفي: يركز التدريب الوظيفي على استعادة قدرة الكتف على أداء الأنشطة اليومية والحركات الرياضية المحددة.