اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
قدّم الاتحاد الأوروبي خرائط أقمار صناعية محدثة للساحل السوري، من أجل توجيه عمل فرق الاستجابة وإطفاء الحرائق التي تواجه صعوبات متزايدة بريف اللاذقية.
وجدّدت الرياح اشتعال الحرائق على ثلاثة محاور أساسية مساء أمس الجمعة، رغم الجهود
المستمرة، وذلك جراء انتقال شرر النار لمسافات بعيدة تتجاوز خطوط القطع الناري، ووجود ألغام، وتضاريس المنطقة شديدة الوعورة.
ومع وصول الحرائق إلى القرب من المنطقة الحدودية مع تركيا، شمال اللاذقية، أغلقت السلطات التركية معبر كسب بشكل مؤقت، خوفا من امتداد النيران.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه فعّل خدمة “كوبرنيكوس” لتوفير خرائط أقمار صناعية محدثة، للمساعدة في مواجهة “الحرائق التي اجتاحت مناطق في سوريا وأدّت إلى نزوح آلاف الأشخاص، وألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمعات، وتتابع دول أوروبية مشاركة في آلية الحماية المدنية الوضع عن كثب، وتبحث سُبل دعم السوريين في مواجهة هذه الكارثة”.
وتُستخدم هذه الخرائط من قِبل فرق الاستجابة 'لتوجيه عملياتهم بدقّة، ويمكن تكبيرها حتى مستوى القرى لتقييم حجم الأضرار'، وفقا لبيان من الاتحاد أمس.
وتعمل فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري، اليوم، على ثلاثة محاور أساسية لمواجهة انتشار النار في غابات ريف اللاذقية الشمالي، برج زاهية، وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، فضلا عن عدة بؤر متفرقة، بدعم من فرق الإطفاء التركية والأردنية، حيث يشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقاً من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، إضافة لفرق من المؤسسات والوزارات وفرق تطوعية مدعومين بـ 300 آلية إطفاء وعشرات آليات الدعم اللوجيستي، إضافة لمعدات هندسية ثقيلة تُستخدم لتقسيم الغابات إلى قطاعات يمكن الوصول إليها وفتح الطرق أمام فرق الإطفاء.
وتشارك أيضا في العمليات فرق إطفاء برية من تركيا والأردن، وفي الجانب الجوي تساهم 16 طائرة من سوريا وتركيا والأردن ولبنان في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي، في إطار تنسيق مشترك، وفقا للدفاع المدني.
من جانبه قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أمس، إن الوزارة تتلقى العديد من الرسائل التي تتضمن مقترحات لوقف تمدد النيران وإخماد الحرائق، معربا عن تقديره وامتنانه لأصحاب هذه المبادرات، لكنّه أكد أنّ بعض هذه الاقتراحات غير قابلة للتطبيق في الاستجابة العاجلة، كونها تندرج ضمن الإجراءات الاستباقية التي تعمل الوزارة عليها، في حين أن تنفيذ بعضها الآخر يتطلب بنى تحتية غير متوفرة في بلد أنهكته حرب مدمرة دامت أربعة عشر عاماً.
وأضاف أن فرق الإطفاء تعمل بكل الأساليب والتكتيكات المعتمدة عالمياً في إخماد الحرائق في الغابات، من خلال العزل، وإنشاء خطوط قطع ناري، والعزل الاستباقي، وذلك بإشراف خبراء وقادة عمليات وكوادر ميدانية ذات خبرة واسعة.
وأشار إلى مشاركة فرق من تركيا والأردن، مع وصول دعم من العراق، لافتاً إلى أن وجود الألغام ومخلّفات الحرب، إضافة إلى سرعة الرياح وتبدل اتجاهها، وامتداد الشرر لمسافات تتجاوز مئات الأمتار، كلها عوامل تُعقّد مهمة السيطرة على الحرائق.
وكانت فرق الإطفاء قد أخمدت أمس حريقَين حراجيين كبيرين في ريف حماة، الأول اندلع في منطقة نبع الطيب، والثاني اندلع في جبل تقسيس قرب البحوث العلمية.