اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
يواجه السوريون في ألمانيا خيارات متعددة بشأن مستقبلهم، خاصة مع التغيرات السياسية في سوريا، وبينما يرغب البعض في البقاء هناك، يرى آخرون أن العودة إلى الوطن قد تكون الخيار الأمثل.
يعيش في مدينة دريسدن الألمانية – على سبيل المثال – أكثر من 7 آلاف سوري، ولكن فقط 4 أشخاص يرغبون في العودة إلى سوريا، وفقًا لبيانات بلدية المدينة، رغم أن الحكومة الألمانية تقدم برنامجًا ماليًا للاجئين السوريين الراغبين في الرجوع إلى بلادهم، يشمل نفقات السفر ودعمًا للبدء بمشروع تجاري بقيمة 1200 يورو للشخص.
ويواجه السوريون في ألمانيا تحديات متعددة، بما في ذلك التكيف مع الثقافة الجديدة واللغة الألمانية، كما أن هناك مخاوف من إلغاء الحماية المقدمة لهم، مما قد يؤثر على مستقبلهم في ألمانيا، كما يرى بعض السوريين أن العودة إلى وطنهم قد تكون فرصة لبناء مستقبل أفضل، خاصة مع الاستقرار السياسي المتزايد في البلاد، فيما قد يساعد البرنامج المالي المقدم من الحكومة الألمانية في دعم عودتهم.
يقول الصحفي السوري المقيم في ألمانيا، عبد الرزاق صبيح، لحلب اليوم، إن هناك عودة حذرة للسوريين المتواجدين على الأراضي الألمانية إلى بلدهم الأصلي سوريا، ويُقدّر عددهم بالمئات، ومعظمهم من الأشخاص الذين لم يستطيعوا متابعة لم شمل أسرهم، بعد صدور قرار من وزارة الداخلية الألمانية بوقف لم الشمل، وأيضا من الذين لم يحصلوا على الإقامة داخل الأراضي الألمانية بعد.
وحول تزايد العنصرية وتأثيرها على العودة، قال صبيح إنها موجودة منذ سنوات في ألمانيا، وتشكل هاجسا عند العائلات المهاجرة، ولكن مع وجود قوانين صارمة في هذا الخصوص ربما، تكون الحالات قليلة، وتقتصر على الأذى اللفظي، وأحيانا نادرة العنف الجسدي.
من جانبه يؤكد شاب سوري مقيم في برلين – يفضل عدم ذكر اسمه – أنه بدأ يفكر في العودة منذ اليوم الأول لتحرير البلاد، لكن هناك الكثير من المعوقات التي تحول دون ذلك، أبرزها الدمار الواسع الذي حل بقريته في ريف إدلب الشرقي.
يقول الشاب الأربعيني إن بيته مدمر بالكامل، ويحتاج لما يقرب من 40 ألف دولار لإعادة بناءه، كما أنه يحتاج لمبلغ إضافي من أجل أن يبدأ به حياته من جديد.
كما أن غياب المدارس عن المنطقة، يدفعه للقلق على تعليم أبناءه الثلاثة، بينما يحظون بتعليم جيد في بلد اللجوء.
وفي مقابل تلك الصعوبات، هناك فرص تغريه بالبقاء في بلد اللجوء، حتى عام أو عامين على الأقل، حيث أنه لا يرغب في فقدان دخله الجيد هناك، والعودة إلى 'المجهول' في بلده، معربا عن أمله في تحسن الأوضاع خلال ما يقرب من عامين.
ويُقدّر الصحفي السوري صبيح نسبة الراغبين بالعودة إلى بلادهم، بنحو ٢٠ بالمئة فقط، من مجموع السوريين، وهم من الذين وصلوا إلى ألمانيا بعد العام ٢٠٢٠ ومابعد، مضيفا أن هناك حوالي ٥٠ ألف طلب لجوء مُعلق، بحسب وزارة الداخلية الألمانية، لم يحصلوا على إقامة أو لجوء، وبعد سقوط النظام في نهاية العام ٢٠٢٤، زادت تعقيدات حصولهم عليها.
ويعاني هؤلاء من صعوبات في تعلُّم اللغة الألمانية، والاندماج والحصول على عمل أو دراسة، لاسيما من الذين تتجاوز أعمارهم الثلاثينات، أما بالنسبة لغالبية السوريين من الذين وصلوا في موجة النزوح الكبيرة من العام ٢٠١٥ وحتى العام ٢٠١٧، فمعظمهم حصلوا على الجنسية الألمانية، وتعلموا لغة البلد، ودخل أولادهم إلى الجامعات والمدارس، ويقدر عددهم بمئات الآلاف، وقد حصلوا على سكن وتعتبر حياتهم مستقرة نوعا ما، واندمجوا في البلد.
وحول المعوقات أمام الراغبين في العودة، اعتبر صبيح أنها كبيرة، حيث أن معظم اللاجئين هم من مناطق خرجت عن سيطرة نظام الأسد، وذاقت نصيبها من التدمير، وحتى هذه اللحظة لا توجد فيها مقومات حياة وبدون ماء، وكهرباء ومدارس ومستشفيات وخدمات أخرى، ولايزال قسم كبير من أهاليهم وأقربائهم في المخيمات، ويمدونهم بمساعدات شهرية، على شكل حوالات مالية، وهم مصدر الدخل الوحيد لذويهم.
ويبقى مستقبل السوريين في ألمانيا غير واضح، خاصة مع التغيرات السياسية والاقتصادية في كلي البلدين، ومع صعود اليمين المتطرف ووصوله لسدة الحكم في بلد اللجوء.