اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥
يعد السوق المقبي في مدينة الميادين أحد أبرز المعالم التراثية والاقتصادية التي شكلت على مدى مئات السنين شرياناً حيوياً ربط الريف بالمدينة،
وكان شاهداً حياً على تاريخ عريق وذاكرة جماعية نابضة بحياة أهل الميادين عبر الأجيال، فهذا السوق الأثري لم يكن يوماً مجرد مساحة للبيع والشراء، بل شكل ملتقى اجتماعياً وثقافياً، تجسدت فيه قيم الأخوة والتكافل، وكان رمزا ًللعمل الشريف والكرامة الإنسانية. وعلى مر العقود، احتضن السوق المقبي قصص الكد والتعب، وتوارثت العائلات الميادينية مهنها بين أروقته، ليبقى علامة فارقة في هوية المدينة وروحها، إلا أن الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة أثرت على السوق وبنيته، ما استدعى اليوم تحركاً شعبياً يعيد إليه مكانته ودوره الحيوي. وفي هذا السياق، بدأت سواعد أبناء الميادين الأوفياء بإعادة إعمار السوق المقبي، في مبادرة تعكس روح الانتماء والمسؤولية تجاه تاريخ المدينة ومستقبلها، أعمال الترميم والبناء الجارية لا تقتصر على إعادة الحجارة إلى أماكنها، بل تهدف إلى إحياء روح السوق، ليعود نابضاً بالحياة كما كان، وبحلة أجمل وأكثر تنظيماً. ويؤكد القائمون على هذه المبادرات أن إعمار السوق مسؤولية جماعية وواجب أخلاقي وتاريخي، يقع على عاتق كل محب لمدينته، بعيداً عن انتظار دعم المنظمات أو الجهات الخارجية، فكما اعتاد أهل الميادين عبر تاريخهم، كانوا دائماً أصحاب المبادرة في البناء والعطاء.
الفرات




































































