اخبار سوريا
موقع كل يوم -اقتصاد و اعمال السوريين
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
نشرت صحيفة 'الغارديان' البريطانية، اليوم الخميس، تقريراً يحكي كيف ولدت فكرة بناء برج يحمل اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في العاصمة دمشق.
ووفق الصحيفة، اقتُرح بناء ناطحة سحاب في محاولةٍ لكسب ود الرئيس الأمريكي، في الوقت الذي سعت فيه الحكومة السورية الجديدة إلى رفع العقوبات.
تقول الصحيفة:
بارتفاع خمسة وأربعين طابقاً، وتكلفة محتملة تصل إلى 200 مليون دولار (150 مليون جنيه إسترليني)، وكلمة 'ترامب' محفورة بالذهب على تاجه، هذا هو برج ترامب - دمشق، نصب تذكاري لامع يهدف إلى إعادة سوريا التي مزقتها الحرب إلى الساحة الدولية.
وكما تشير الحروف الذهبية، صُمم المبنى البراق لجذب انتباه الرئيس الأمريكي.
قال وليد محمد الزعبي، رئيس مجموعة تايغر الإماراتية، والتي تقدر قيمتها بخمسة مليارات دولار، والتي تقوم بتطوير برج ترامب دمشق: 'هذا المشروع هو رسالتنا - أن هذا البلد، الذي عانى واستُنزف شعبه لسنوات عديدة، وخاصة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية من الحرب، يستحق أن يتخذ خطوة نحو السلام'.
تم اقتراح بناء البرج في محاولة لجذب الرئيس الأمريكي، حيث سعت الحكومة السورية الجديدة إلى رفع العقوبات الأمريكية وتطبيع العلاقات مع واشنطن. وقد جاء ذلك بالتزامن مع عرض بتوفير إمكانية الوصول إلى النفط السوري وفرص الاستثمار للولايات المتحدة، فضلاً عن ضمانات لأمن إسرائيل.
نجح اقتراح سوريا، إلى جانب حثّ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على ذلك. في الأسبوع الماضي، أعلن ترامب إنهاء جميع العقوبات الأمريكية على سوريا، والتقى بالرئيس السوري، أحمد الشرع، واصفاً إياه بالرجل 'الجذاب' و'الصارم'.
والآن، ومع رفع العقوبات وتوطيد العلاقات مع واشنطن، يمكن لبرج ترامب أن ينتقل من الصفحة إلى الواقع.
يتوجه الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلب رسمي للحصول على تصاريح بناء لهذا البرج الشاهق.
قال الزعبي: 'ندرس عدة مواقع. نقترح بناء 45 طابقاً، قابلة للزيادة أو النقصان حسب الخطة'، مضيفاً أن تكلفة بناء البرج التجاري ستتراوح بين 100 مليون و200 مليون دولار.
بعد حصوله على رخصة البناء، سيحتاج الزعبي إلى التواصل مع علامة ترامب التجارية للحصول على حقوق الامتياز. الصور التي شاركتها صحيفة الغارديان لمجسم المبنى لا تتضمن شعار ترامب، حيث لا يزال الحصول على رخصة الامتياز قيد البحث.
وقدّر أن البناء سيستغرق ثلاث سنوات بمجرد حصوله على الموافقات القانونية من الحكومة السورية وحقوق مؤسسة ترامب التجارية.
مع ذلك، لا تزال هناك عقبات، إذ لا تزال عملية رفع العقوبات غير واضحة، في حين أن الاقتصاد السوري المدمر والبيئة السياسية الهشة قد تُعقّد المشروع.
الزعبي، رجل الأعمال السوري الإماراتي، هو أحد قادة مشروع برج ترامب إسطنبول، وقد بنى 270 مشروعاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وهو الآن يبني برج تايغر سكاي في دبي، وهو مشروع بقيمة مليار دولار يُزعم أنه يضم 'أعلى مسبح لا متناهي في العالم'. كما التقى الشرع في كانون الثاني/يناير، قبل تعيينه رئيساً لسوريا.
وُلدت فكرة برج ترامب دمشق في كانون الأول/ديسمبر، بعد أن طرح عضو الكونغرس الجمهوري الأمريكي جو ويلسون الفكرة في خطاب أمام الكونغرس.
قال رضوان زيادة، الكاتب السوري المقرب من الرئيس السوري: 'كانت الفكرة الرئيسية هي جذب انتباه الرئيس ترامب'. وطرح على الزعبي فكرة بناء برج ترامب، وبدأ الاثنان العمل على المشروع.
كان هذا النهج جزءاً من حملة ترويجية متعددة الجوانب تهدف إلى وضع سوريا على أجندة ترامب. لم يُدلِ الرئيس بتصريحات تُذكر بشأن سوريا عند توليه منصبه، وبدا الطريق لرفع العقوبات، الذي تديره وزارة الخارجية، طويلاً.
استضاف الرئيس السوري رجال أعمال أمريكيين وأعضاء في الكونغرس في دمشق، حيث قاموا بجولة في سجون نظام الأسد والقرى المسيحية المحيطة بالعاصمة. في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بزعماء روحيين مقربين من إدارة ترامب أثناء زيارته للأمم المتحدة في نيويورك.
مع استمرار الدبلوماسية، بدا برج ترامب وسيلةً لاستمالة أذواق ترامب غير التقليدية، ولتلطيف الخط الفاصل بين إمبراطورية أعمال عائلته ومنصبه السياسي، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث أهدته قطر طائرةً فاخرة.
في أوائل نيسان/أبريل، أخذ زيادة نموذجاً أولياً للبرج وقدمه إلى الشيباني، الذي كان 'متحمساً جداً له'. كما قدمه للسفير السعودي في دمشق، على أمل أن يصل إلى فريق ترامب عبر الرياض.
قال زيادة: 'هكذا تكسب عقله وقلبه'. ازدادت ثقته باستراتيجيته بعد أن نشر ترامب مقطع فيديو في شباط/فبراير أظهر برج ترامب في غزة كجزء من اقتراحه المثير للجدل لتهجير الفلسطينيين فعلياً وبناء ريفييرا فاخرة في الأراضي الفلسطينية.
إلى جانب كسب القلوب والعقول في الولايات المتحدة، يأمل السوريون أن يجذب مشروع عقاري ضخم مثل برج ترامب المزيد من الاستثمارات الدولية إلى سوريا.
هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية والخدمات الأساسية تتجاوز المشاريع الاستثمارية البراقة.
تُقدّر الأمم المتحدة أن 90% من الشعب السوري يعيشون في فقر، ويقضون معظم يومهم بدون كهرباء أو رعاية طبية مناسبة.
شارك الزعبي صورةً مُقابلةً لأفق دمشق، حيثُ استُبدل انفجارٌ بناطحة سحاب أنيقة من الفولاذ والزجاج.
قال الزعبي: 'يُجسّد المشروع كيفية انتقال هذا البلد الذي مزقته الحرب إلى مكانٍ ينعم بالنور والجمال.. إنه مشروع رمزي، يُسهم في الأمن والسلام'.