اخبار سوريا
موقع كل يوم -عنب بلدي
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
تشهد معارض التجهيزات المنزلية في مدينتي رأس العين وتل أبيض تراجعًا حادًا في الإقبال، رغم ما تقدمه من عروض وتخفيضات على مختلف الأثاث المنزلي والأدوات الكهربائية.
وبحسب عدد من أصحاب المعارض، فقد اضطروا لتقديم حسومات وصلت إلى 30% في محاولة لجذب الزبائن، إلا أن ذلك لم يؤتِ ثماره كما هو متوقع.
لا إقبال رغم انخفاض أسعار الثلاجات من 240 دولارًا أمريكيًا إلى 170 دولارًا، والشاشات قياس '32 بوصة' من 100 إلى 70 دولارًا، كما تراجعت أسعار الأفران من 60 إلى 42 دولارًا، وأجهزة التكييف التي تعمل بالغاز من 270 إلى 190 دولارًا.
أما أسعار المكيفات التي تعمل بالمياه، فصارت بـ90 دولارًا بعد أن كانت بـ130 دولارًا، وانخفضت أسعار الغسالات 'الأوتوماتيكية' من 240 إلى 170 دولارًا، والعادية من 135 دولارًا إلى 95 دولارًا.
تعطلت ثلاجة سلوى العزو منذ أكثر من أربعة أشهر بسبب ضعف الكهرباء في مدينة تل أبيض، لذلك قررت زيارة أحد معارض الأدوات الكهربائية لشراء ثلاجة جديدة.
وعند سؤالها عن السعر، أخبرها البائع أن أصغر نوع متوفر يُباع بـ170 دولارًا أمريكيًا، أي ما يعادل 1.65 مليون ليرة سورية حسب سعر الصرف المحلي.
قالت سلوى (37 عامًا)، إنها لا تملك هذا المبلغ في الوقت الحالي، لذلك ستسعى لإصلاح ثلاجتها الحالية مؤقتًا، في محاولة لتوفير المبلغ اللازم لشراء ثلاجة جديدة في المستقبل.
بعد مرور شهرين على خطبته، بدأ عزوز الفرحان من مدينة رأس العين التحضير لتجهيز منزله استعدادًا للزواج، واضعًا الأجهزة الكهربائية الأساسية في مقدمة احتياجاته.
تجوّل عزوز في عدد من معارض التجهيزات المنزلية للاستفادة من التخفيضات التي وصلت إلى نحو 30%، لكنه وجد أن الأسعار ما زالت تفوق قدرته المادية، خاصة في ظل الغلاء العام الذي تشهده الأسواق.
وما زاد تعقيد الأمور عليه هو غياب خيار الشراء بالتقسيط، الذي كان من شأنه أن يخفف العبء المالي ويتيح له توزيع التكاليف على دفعات شهرية، مما حال دون قدرته على تأمين جميع المستلزمات دفعة واحدة.
وأشار إلى أنه اشترى بعض القطع الأساسية من المعارض، لكنه اضطر لشراء باقي الأجهزة من المستعمل، بسبب ارتفاع الأسعار وعدم قدرته على تغطية تكاليف التجهيز الكامل من الجديد، وهو ما يعكس حال الكثير من الأهالي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
يرفض أصحاب معارض الأدوات الكهربائية التعامل بأي عملة سوى الدولار الأمريكي، لأنها أكثر استقرارًا ما يشكل تحديًا إضافيًا على السكان الذين لا يملكونه، ويضطرهم إلى تحويل الليرة السورية، ما يكبدهم خسائر إضافية نتيجة تقلبات سعر الصرف.
المجهّز الرئيس لمعارض الأدوات المنزلية في رأس العين وتل أبيض، علاء الدين مراد، قال لعنب بلدي، إن الطلب على الأجهزة والتجهيزات المنزلية شهد تراجعًا كبيرًا مقارنة بالعامين الماضيين.
وأوضح أن عدد المعارض التي كان يزوّدها انخفض من 15 إلى 7 فقط، بسبب إغلاق عدد منها نتيجة ضعف المبيعات وتراجع الإقبال.
وأضاف أن قيمة التجهيزات التي كان يقدّمها يوميًا سابقًا كانت تصل إلى نحو 8000 دولار أمريكي، بينما لا تتجاوز اليوم 2000 دولار في أفضل الحالات.
وأشار مراد إلى أن ضيق المساحة الجغرافية، والحصار المفروض على المنطقة، إلى جانب قلة فرص العمل وتراجع النشاط الزراعي، ساهمت مجتمعة في تدهور الوضع الاقتصادي وانخفاض الطلب على هذه المواد.
في ظل الغلاء وتراجع القدرة الشرائية، أصبح شراء الأجهزة المستعملة الخيار الأول لأهالي رأس العين وتل أبيض، حيث تجاوزت الأسعار الجديدة قدرة معظمهم رغم التخفيضات المعروضة.
أحمد سليمان صاحب معرض للتجهيزات المنزلية في رأس العين، قال لعنب بلدي، إنه رغم التخفيضات التي قام بها ووصلت إلى 30%، فإن الإقبال على المعرض لا يزال ضعيفًا للغاية.
وأوضح أن الظروف الاقتصادية الصعبة أدت إلى تراجع القدرة الشرائية لدى السكان مما دفع الكثير من الأسر إلى تأجيل شراء الاحتياجات غير الأساسية، والتركيز فقط على الضروري منها.
وأضاف أن غالبية السكان أصبحوا يتجهون لشراء الأثاث المستعمل نظرًا لانخفاض تكلفته وملاءمته الأفضل لظروفهم الاقتصادية.
وأشار إلى أنه في حال استمر هذا الوضع، فقد يضطر إلى إغلاق المعرض أو اللجوء إلى البيع بالتقسيط كحل أخير.
وتعتمد تل أبيض ورأس العين بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، ما يضيق مجالات العمل ويحد من توفر وظائف متنوعة للسكان، كما أثر ضعف البنية التحتية والخدمات مع ضيق المساحة في قدرة المنطقة على استقطاب الاستثمارات، وأسهم كل ما سبق في ضعف القدرة الشرائية للسكان.