اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
دقت الصور التي تظهر جفاف نهر العاصي في سهل الغاب شمال غرب سورية لأول مرة منذ عقود، ناقوس الخطر منذرة بأزمة بيئية غير مسبوقة في واحدة من أخصب بقاع سورية الزراعية.
وبعد أن كان العاصي شريان حياة، استحال أرضا متشققة وبركا راكدة، تحمل تحذيرا صارخا من انقراض الحياة المائية وانهيار نظام بيئي كامل إن لم تتخذ إجراءات عاجلة لإنقاذ ما تبقى، بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الرسمية «سانا».
ولم يشفع كل ذلك لما تبقى فيه من أسماك حيث يعمد المئات إلى الصيد العشوائي بطرق بدائية قبل أن يختفي النهر.
وحذر المواطن باسم حبابة، وهو صياد من بلدة التمانعة، من أن «العاصي» يشهد أسوأ موجة جفاف منذ 54 عاما، حيث انخفض منسوب المياه بشكل مخيف، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك بسبب انحسار المياه وارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى تراجع مستوى الأمطار إلى أقل من ربع المعدل السنوي، مبينا أن هذه العوامل مجتمعة عمقت أزمة الجفاف وجعلت النهر يعاني تراجعا حادا.
وأضاف حبابة: تضررت أنواع سمكية مثل الكرب والسلور المحلي والمشط والعاشب، التي تشكل مصدرا غذائيا واقتصاديا للسكان، فيما تفاقم الوضع بسبب انتشار أنواع غازية مثل السلور الأفريقي، الذي يفترس بيوض الأسماك المحلية ويهدد التنوع البيولوجي.
ومع انحسار المياه، لجأ صيادون من قرى التمانعة وجسر بيت الراس والعمقية وقبر فضة إلى صيد بدائي باستخدام شباك وصنارات تقليدية، حسب الصياد ماجد عبدو من بلدة جسر بيت الراس، الذي قال: «لم يعد هناك ما نصطاده.. الأسماك التي كانت مصدر رزقنا ولقمة عيشنا صارت ذكريات». ويضيف: «نصطاد اليوم لنأكل، لا لنبيع».
وقال محمد ضاهر وهو صياد من قرية العمقية: إن جفاف النهر أدى إلى انهيار المشاريع السمكية على ضفاف نهر العاصي، حيث انخفض إنتاج المزارع السمكية في سهل الغاب من 40% إلى أقل من 10% من الإنتاج، واضطر أصحابها لدفع تكاليف باهظة لضخ المياه من الآبار الجوفية، في حين أثر جفاف النهر أيضا على ري المحاصيل، ما دفع المزارعين إلى تقليص المساحات الزراعية أو ترك الأراضي بوراً، كما اضطر البعض إلى استخدام مصادر مائية ملوثة بسبب الجفاف وهو ما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض.