اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع الاحتلال الإسرائيلي باستهداف استقرار سورية وخلق الفتن منذ إسقاط النظام السابق سعيا لتحويلها إلى ساحة فوضى غير منتهية وتفكيك وحدة شعبها، وذلك تعليقا على قصف الاحتلال للعاصمة دمشق وعددا من المواقع الأخرى، وأعلن الاتفاق على إسناد الأمن في محافظة السويداء إلى الفصائل المحلية وإلى مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز بعد يومين من الاشتباكات الدامية.
وأوضح الرئيس الشرع في كلمة متلفزة وجهها للشعب «نحن أبناء سورية نعرف جيدا من يحاول جرنا إلى الحرب ومن يسعى إلى تقسيمنا وتشتيت جهودنا ولن نعطيهم الفرصة لذلك».
وشدد على أن الدولة السورية هي دولة الجميع وهي كرامة الوطن وعزته وهي حلم كل سوري برؤية وطنه يعيد بناء نفسه من جديد من خلال هذه الدولة، داعيا الجميع للاتحاد.
وخاطب الشرع أبناء الطائفة الدرزية الذين هم «جزء أصيل من نسيج هذا الوطن»، قائلا إن «سورية لن تكون أبدا مكانا للتقسيم أو زرع الفتن بين أبنائها». وشدد على أن «حماية الحقوق والحريات هي من أولوياتنا وأننا نرفض أي مسعى يهدف لجركم إلى طرف خارجي أو لإحداث انقسام داخل صفوفنا».
وأوضح أن الدولة السورية تدخلت بجميع مؤسساتها وقياداتها بكل إرادة وعزم لوقف القتال الداخلي في (السويداء) بين مجموعات مسلحة من سكانها ومن حولهم من مناطق إثر خلافات قديمة. وأضاف ان «هناك مجموعات خارجة عن القانون اعتادت الفوضى والعبث وإثارة الفتن وقادة هذه العصابات هم أنفسهم من رفضوا الحوار لشهور عديدة واضعين مصالحهم الشخصية الضيقة فوق مصلحة الوطن وارتكبوا في الأيام الأخيرة ما ارتكبوا من الجرائم بحق المدنيين».
وأعلن الشرع أنه قرر تكليف فصائل محلية ورجال دين دروز «مسؤولية حفظ الأمن في السويداء»، التي شهدت منذ الأحد أعمال عنف واشتباكات دامية.
وقال إنه تم إصدار قرار «بتكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، إذ إن الخيار الأمثل في هذه المرحلة هو اتخاذ قرار دقيق لحماية وحدة وطننا وسلامة أبنائه بناء على المصلحة الوطنية العليا».
وأشاد الشرع بـ «التدخل الفعال للوساطة الأميركية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول».
وإذ تعهد الشرع بـ«محاسبة من تجاوز وأساء لأهلنا الدروز فهم في حماية الدولة ومسؤوليتها»، فإنه شرح الأسباب التي دفعته لسحب القوات الحكومية من السويداء وتسليم الأمن في هذه المحافظة للدروز، موضحا الشرع أن «هذا القرار نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة». وانسحبت قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي أمس من جميع المناطق التي دخلتها خلال الأيام الماضية في محافظة السويداء، بعد اتفاق ينص على ذلك بين الحكومة ومشايخ عقل الدروز. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات الحكومية تلقت أوامر بالانسحاب قبيل منتصف الليل وأنهت انسحابها فجر أمس من السويداء، في حين بدأت فصائل محلية درزية بالانتشار في المحافظة.
كذلك قالت مصادر محلية لقناة «الجزيرة» إن فصائل محلية درزية انتشرت في المواقع التي انسحبت منها قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي في السويداء.
وجاء إعلان دمشق بدء انسحاب قواتها من المحافظة بعدما أشارت وزارة الداخلية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يضم 14 بندا، ينص أبرزها على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.
وأعلنت وزارة الداخلية والشيخ يوسف الجربوع، أحد أبرز 3 مرجعيات روحية في السويداء، التوصل إلى الاتفاق.
في غضون ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» ان محافظة السويداء شهدت «حركة نزوح وتهجير قسري لعشائر البدو في ريفها، بعد اعتداءات نفذتها مجموعات خارجة عن القانون ضد المدنيين، وارتكاب مجازر وانتهاكات بحقهم.