اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوطن
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
رياضة القوس والنشاب رياضة فتية في سوريا خطت خطواتها الأولى قبل سنوات، وكانت العناية فيها محدودة نظراً للتكاليف الباهظة التي تتطلبها، وهذه الرياضة هي من الرياضات العربية الأصيلة التي اشتهر بها العرب.
وانتشرت هذه الرياضة في دمشق وأكثر الأندية التي زاولت اللعبة هو نادي محافظة دمشق، وكان لها وجود في حمص وحلب أيضاً.. وهي رياضة تحتاج بالدرجة الأولى إلى أعصاب متينة وتركيز عال وقوة بدنية وعضلية عالية المستوى.
ويعتبر البعض أن هذه الرياضة ينجح فيها الذكور، لكن الرياضية الأنثى قهرت هذه المقولة، فتفوقت وحققت الإنجاز في برهان جديد من التحدي بين الجنسين.
ومن هؤلاء البطلات جولندا علي غالول التي كسرت كل الحواجز وارتقت باللعبة حتى مصاف النجوم والأبطال، وهي اليوم تستعد للمشاركة ببطولة كأس العالم الشهر الجاري.
ماذا تقول جولندا عن هذه الرياضة؟ لنتابع:
ما الذي أعجبك فيها؟
الآن يمكنني القول إنني معجبة بها بعد ممارستها، ولكن من قبل، صراحة لم تكن تجذبني كفاية، أي شخص من الخارج يرى أنها رياضة سهلة ومن السهل ممارستها إذا توفرت الأقواس والمعدات ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فالرماية من الرياضات التي تتطلب الدقة العالية في الأداء.
لم تكن تجذبني، لأنني ظننت أنها رياضة سهلة ومملة ولأنك تمارسها بالمكان نفسه من دون أن تتحرك، الأمر الذي لم أكن معتادة عليه في رياضاتي السابقة، ولكن أنا الآن لست فقط معجبة وإنما مغرمة بهذه الرياضة، لأن فيها الكثير من التحدي من نوع آخر غير الذي كنت معتادة عليه من قبل.
ما المواصفات التي يجب أن يتمتع بها الرياضي لكي ينجح ويتألق في القوس والنشاب؟
إذا كنت تريد أن تصل إلى المراتب العليا في هذه الرياضة وتنجح، فتحتاج إلى الاستمرارية في التمرين وهذا سيعطيك ثقة عالية بالنفس، بعض الرياضيين يمارسونها كهواية ولكن لبلوغ مراتب المنافسة تحتاج إلى الكثير من التمرين والتركيز النفسي قبل الجسدي.
هل لك أن تخبرينا عن بداياتك، والطريق الذي سرت به؟
بدأت بهذه الرياضة عن طريق المصادفة صراحة، ذهبت لأبيع قوساً كان يمتلكه ابن اختي الذي مارس هذه الرياضة خلال وجوده بإسبانيا وتركه هنا للبيع، عند دخولي النادي سألني المدرب إذا جربت يوماً ما الرماية بالقوس، فقلت: لا وبعدها انضممت لدورة تدريبية لأتعلم الرماية، وأتممت الدورة وتم تسجيلي باتحاد الرماية، كان الأمر محض مصادفة، وأشكر ابن أختي لأنه دلني على الطريق.
ما الصعوبات التي تواجهك في ممارسة هذه اللعبة والتفوق فيها؟
لا توجد صعوبات من الناحية الجسدية والعضلية عندي لطالما مارست الرياضة منذ صغري وأواظب عليها، ولكن الصعوبات التي واجهتها في البداية كانت أن رياضة القوس تمارس في المكان ذاته خلال المنافسة، فالرامي لا يتحرك من مكانه، عكس كل الرياضات التي مارستها سابقاً والتي تتطلب مجهوداً عضلياً أكبر لتنجز بشكل أفضل، صحيح تحتاج إلى قوة عضلية وتكمن الصعوبة في الناحية النفسية، والتركيز العالي أثناء المنافسة مرهق وإذا لم تتمكن من ضبط النفس فالأداء سينخفض بشكل ملحوظ، في البداية كان الأمر صعباً وبعد دخول المنافسات بشكل دوري صار الأمر أكثر سهولة، بينما الضغط النفسي لا بد منه في المنافسات.
هل تنصحين الفتيات بممارسة القوس والنشاب؟
أكيد، لأن هذه الرياضة تساعد في تطوير حدة التركيز والقوة والدقة، إلى جانب تمرين الكتلة العضلية، والأهم من ذلك أن هذه الرياضة يمكن أن يتساوى فيها الرجال والنساء على عكس رياضات أخرى، فمع التمرين تستطيع الرياضية أن ترمي بأقواس، فقوتها يمكن أن تتساوى بقوة أقواس الرجال أو حتى تتخطاها.
أيضاً في بعض الدول ومنها إسبانيا توصف هذه الرياضة للأشخاص الذين خضعوا لجراحة سرطان الثدي والذين أصيبوا بوذمة لمفاوية التي تؤدي عادة إلى كسل في إحدى الأذرع وتبقى ضعيفة، وبممارسة الرماية تعيد النشاط للذراع وتحرك عضلات الظهر والأكتاف، وكثير من النساء تحولن إلى راميات محترفات بعد أن كان هدفهن بالبداية فقط أن تكون الرياضة هذه بهدف إعادة تأهيل الطرف المصاب.
لكل لعبة رياضية متعة خاصة بها، ما المتعة التي تجدينها في هذه الرياضة؟
المتعة التي أجدها في هذه الرياضة هي التحدي، ليس التحدي والتنافس مع الآخرين فقط، وإنما التحدي مع نفسي، فكلما زاد التركيز أثناء الرمي، ينتابك شعور بالانفصال عن الآخرين وكأنما أرمي وحدي من دون أن أشعر بمراقبة الآخرين لي، هذا شيء صعب تنفيذه على أرض الواقع، ولكن إذا استطعت ذلك فسوف يتحسن مستواك خلال المنافسات بشكل ملحوظ.
لا بأس أن تحدثينا عن تاريخك الرياضي، البدايات، المدربون، البطولات؟
منذ الطفولة بعمر الثماني سنوات تقريباً بدأت رحلتي الرياضية بألعاب القوى، لا أذكر صراحة اسم المدرب الذي كان يشرف علينا، حيث شاركت في سباقات المسافات القصيرة والطويلة حتى سن الخامسة عشرة عاماً تقريباً.
حصلت على العديد من الميداليات، بما في ذلك المراكز الأولى والثانية والثالثة في المسابقات الرسمية في سوريا، كما لعبت كرة السلة إلى جانب ألعاب القوى في سوريا، في نادي الوثبة في حمص برعاية المدربين عمار الدروبي وأحمد دراق السباعي من سن الـ١٤ ولغاية ١٨ عاماً، وشاركت في مباريات كرة السلة المحلية، انتقلت إلى دبي، حيث بدأت في ممارسة لعبة الكروسفت من 2013 إلى 2018، تنافست مرتين في مسابقات (strong más and woman )، وحصلت على المركز الثاني في واحدة منها، شاركت أيضاً في مسابقة دولية للكروسفت أقيمت في الكويت.
بدأت بممارسة الرماية في إسبانيا في أيار ٢٠٢٢ وعملت بجد لتحسين مهاراتي، وبدأت في المنافسة عام 2023 في مسابقات صغيرة داخل مدينتي (سالامانكا) وفي عام 2024 انتقلت إلى المسابقات الرسمية، وفزت بالمركز الأول في مقاطعتي، وحصلت على المركز الرابع عشر في البطولة الإسبانية الداخلية، وشاركت أيضًا في بطولة للرماية في فرنسا لاكتساب الخبرة على المستوى الدولي. وهذا العام حققت المركز التاسع في البطولة الإسبانية الداخلية في فئتي وأنا الآن أستعد للموسم الخارجي.
لكل رياضي مشروعه الخاص، هل تخبرينا عن مشروعك الرياضي وأين ستصلين به؟
على المستوى الشخصي في الوقت الحالي أسعى للحصول على عقد مع شركة ألبسة لتصميم ملابس رياضية لماركة مسجلة قمت بالعمل عليها هنا في إسبانيا وسجلتها باسمي، كان حلمي منذ الطفولة كلما ذهبت لأشتري لباساً رياضياً أقول لنفسي عندما أكبر أريد أن أصنع ماركة ألبسة رياضية خاصة بي .
أيضاً أفكر في برنامج لتطوير هذه الرياضة في سوريا مع مدربين آخرين وإمكانية الارتقاء بهذه الرياضة إلى مستوى أعلى مما هي عليه حالياً في سوريا، والبدء بعد ذلك بمنافسات على المستوى المحلي لأخذ الخبرات ومهارات الرمي للوصول لاحقاً إلى بطولات دولية.
وإن شاء الله سأزور سوريا قريباً وأطرح ما لدي على وزارة الرياضة والشباب ونعمل معاُ على تطويرها.
كلمة أخيرة تودين الحديث بها؟
حالياً كل ما أريده هو أن أعطي انطباعاً جيداً عن سوريا بشكل عام وعن نساء سوريا بشكل خاص، خاصة بعد تحرير سوريا من نظام الأسد.. قبل التحرير عرض عليّ تمثيل سوريا، ولكنني رفضت، بينما الآن أشعر بالفخر لأنني أريد ذلك وبشدة، وأود لو أستطيع الوصول إلى مراتب عليا في المنافسات والمحافل الدولية لرفع اسم سوريا عالياً إن شاء الله.
ناصر النجار