اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
دمشق-سانا
نظّمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع مبادرة 'إحياء' للتعافي وإعادة بناء النظام الصحي في سوريا اليوم، ورشة عمل متخصصة تحت عنوان 'تطوير برامج الدراسات العليا'، وذلك في مركز رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق.
أهداف الورشة
وتهدف الورشة إلى مراجعة نتائج التقييم الوطني لطلبة الدراسات العليا في الجامعات السورية، وتحليل الفجوات القائمة في البرامج التعليمية الحالية ومقارنتها بمعايير ACGME-I العالمية، وتصنيف المخرجات التعليمية بهدف تعزيز الكفاءات الطبية المطلوبة لسوق العمل، وصياغة توصيات عملية قابلة للتنفيذ والتطوير، وتحديد أولويات الإصلاحات الأكثر إلحاحاً في نظام التدريب الطبي.
أولوية إستراتيجية لتطوير التعليم الطبي
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي في كلمته الافتتاحية أن الطب ليس مجرد مهنة، بل التزام أخلاقي ورسالة إنسانية ومعرفة متجددة لا تعرف الاكتفاء ولا التكرار، الأمر الذي يجعل من تطوير برامج الدراسات العليا أولوية إستراتيجية، تعكس تطور العلوم الطبية وتستجيب للتحديات الصحية الراهنة.
وأوضح الوزير الحلبي، أن تحديث هذه البرامج يتطلب مراجعة شاملة للفلسفة التعليمية، وآليات التدريب، ومعايير الجودة، ومخرجات البحث العلمي، وربطها الوثيق بأولويات النظام الصحي واحتياجات المجتمع السوري، مؤكداً أهمية أن تكون هذه البرامج بيئة تعليمية محفزة للتفكير النقدي، والبحث العلمي، والتدريب السريري عالي الجودة.
وبين الوزير الحلبي، أن إصلاح التعليم الطبي هو الخطوة الأولى لإصلاح القطاع الصحي ككل، وأن الاستثمار في تطوير مناهج الدراسات العليا هو استثمار مباشر في صحة المواطن وأمن المجتمع، مشيراً إلى أن مخرجات هذا اللقاء تمثل خطوة عملية نحو تأهيل جيل من الأطباء الاختصاصيين القادرين على خدمة وطنهم بكفاءة وضمير.
نتائج الاستبيان الوطني وتحديات التدريب
واستعرض استشاري الأمراض الإنتانية والعناية المركزة الدكتور مازن خير الله خلال الورشة، نتائج الاستبيان الوطني حول واقع برامج الدراسات العليا الطبية في سوريا، مُسلّطًا الضوء على الفجوات بين البرامج الحالية ومتطلبات الاعتماد الأكاديمي والمهني، وقدّم شرحًا لمفهوم الاعتمادية، مؤكدًا أهمية مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات المجتمع وسوق العمل.
كما أشار خير الله، إلى أبرز التحديات والفرص المتعلقة ببيئة التدريب السريري، مشددًا على ضرورة تطوير المناهج، وتعزيز جودة التدريب، وتحسين البنية التحتية، بما يسهم في رفع كفاءة الأطباء المقيمين وتحقيق المعايير الوطنية والدولية في التعليم الطبي.
تحليل بيئة التعلم السريري وتوصيات عملية
بدوره، قدّم الدكتور غيث الفخري، خريج كلية طب الأسنان في جامعة دمشق، محاضرة تناول فيها تحليل الإحصاءات الوصفية لمقياس PHEEM، مع التركيز على مقاييسه الفرعية التي تقيس جوانب متعددة من جودة بيئة التعلم السريري، مثل الإشراف والتدريب والدعم المهني، مستعرضاً واقع بيئة التعلم السريري في المستشفيات التعليمية السورية قبل التحرير، وتحليلًا شاملًا للنتائج ومجموعة من التوصيات العملية لتحسين بيئة التدريب للأطباء المقيمين، وتعزيز كفاءتهم ضمن الظروف الراهنة.
مداخلات الحضور وتوصياتهم
وتركزت مداخلات الحضور حول ضرورة تطوير آليات البرامج التدريبية لتواكب التطورات الطبية الحديثة، وتلبي احتياجات الأطباء العاملين في علاج الحالات المرضية المعقدة والخطرة، وتقديم الرعاية الصحية المثلى وفقاً لأحدث المعايير الدولية.
حضر الورشة معاونا وزير التعليم العالي للشؤون العلمية والبحث العلمي الدكتور غيث ورقوزق وللشؤون الإدارية الدكتورة عبير قدسي، ورئيس جامعة دمشق الدكتور مصطفى صائم الدهر، وعدد من عمداء الكليات الطبية ومديري المستشفيات التعليمية، وعدد من المختصين والمعنيين بالتعليم الطبي والتدريب السريري.