اخبار سوريا
موقع كل يوم -عنب بلدي
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
د. أكرم خولاني
تعد كسور العنق من حالات الطوارئ الطبية التي تحتاج إلى تدخل طبي عاجل، لأن منطقة العنق هي ممر للحبل الشوكي الذي يوفر التواصل بين الدماغ والجسم، لذلك يوصى بعدم تحريك الشخص الذي يشتبه بإصابته بكسر في العنق، وينبغي أن يستلقي الشخص ساكنًا وينتظر فريقًا طبيًا طارئًا.
كسر العنق هو كسر في أي من الفقرات السبع التي يتألف منها العمود الفقري الرقبي، ولذلك تسمى كسور العمود الرقبي.
وقد يؤدي انزلاق الفقرات نتيجة الكسر إلى إصابة الحبل الشوكي، ما تنتج عنه مضاعفات خطيرة أهمها:
ونشير إلى أن عملية الإعدام شنقًا تعتمد على إحداث كسر مميت في العنق، إذ يعقد حبل المشنقة يسار المحكوم عليه، بحيث يهتز الرأس بحدة إلى الأعلى وإلى اليمين عند تعليق المحكوم عليه، فتعمل هذه القوة على كسر الرقبة، منتجة فقدانًا فوريًا للوعي والموت في غضون دقائق.
تحدث كسور الرقبة عادة بسبب صدمات قوية في بعض الحالات مثل:
وننوه إلى أنه هناك بعض العوامل قد تزيد من الضرر الواقع على الفقرات العنقية مثل هشاشة العظام وسرطان العظام والتهابات الفقرات.
تتراوح أعراض كسور العنق بين الخفيفة والشديدة، وتعتمد على شدة الكسر وموقع الإصابة.
الأعراض الخفيفة الشائعة:
أعراض كسر العنق الشديدة:
يمكن أن يكون التاريخ المرضي والفحص الجسدي كافيين لتأكيد خلو المصاب من كسور العمود الفقري العنقي، ولكن عند الاشتباه لا بد من إجراء التصوير الشعاعي، ويقصد التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) في جميع الحالات التي يشار فيها إلى ضرورة التصوير الطبي، ويمكن إجراء الرنين المغناطيسي (MRI)، ولا تقبل الأشعة السينية إلا في حالة عدم توفر غيرها.
بداية نؤكد أنه في حالة وجود صدمة شديدة على الرأس يجب افتراض حدوث كسر في العنق حتى يثبت العكس، لذا يعد التثبيت أمرًا ضروريًا لحماية الحبل الشوكي، ويجب أن يثبت الرأس والرقبة بصورة كاملة في أقرب وقت ممكن وقبل تحريك المصاب، ولا ينبغي إزالة المثبتات إلا بعد التأكد من خلو الرقبة من الكسور، والاستثناء الوحيد لتحريك المصاب هو وجود خطر وشيك خارجي، مثل وجود حريق في مسرح الحادثة.
ويعتمد العلاج على نوع الكسر:
الكسور الثابتة أو المستقرة: هي كسور تظل فيها الأجزاء المكسورة من الفقرة في مكانها ولا تتحرك، وفي هذه الحالة لا يحتاج العلاج إلى التدخلات الجراحية.
الكسور المتحركة أو غير المستقرة: هي كسور تحركت فيها الأجزاء المكسورة من الفقرة من مكانها، وتحتاج هذه الحالات إلى التدخلات الجراحية لعلاجها، خوفًا من أن تكون القطعة المكسورة قد تحركت باتجاه الحبل الشوكي، ما قد يؤدي إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة.
وفي كل الحالات، يحتاج المصابون إلى أدوية مسكنة للألم، وتمنع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الديكلوفيناك أو الإيبوبروفين، لأنها قد تؤثر على عملية التئام العظم، ويمكن استخدام الباراسيتامول كبديل مناسب.
ويتم العلاج غير الجراحي في حالة الكسور الثابتة عن طريق تثبيت الرقبة جيدًا لمنع تحرك القطع المكسورة، وذلك عن طريق ارتداء أطواق الرقبة الصلبة، أو سترات هالو (Halo vests) في حالة الحاجة إلى صلابة أكثر، وقد يتم تركيب أجهزة شد (Traction devices) عندما يكون التدخل الجراحي لديه مخاطر عالية، أو الرغبة في تقليل الكسر.
أما العلاج الجراحي في حالة الكسور المتحركة أو غير المستقرة فيمكن أن يتم عن طريق استئصال القرص الفقري التالف واستبدال الفقرات المكسورة بفقرات صناعية وتثبيتها بشرائح ومسامير، أو قد يلجأ الجراح إلى تثبيت الفقرات المكسورة ولحمها مباشرة مع الفقرة التي فوقها أو التي تقع أسفلها باستخدام الألواح المعدنية أو البراغي أو الأسلاك.
ويتم تطبيق العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل لفترة طويلة بعد العلاجات التداخلية لكسور الرقبة، وإذا حدثت إصابة الحبل الشوكي بسبب الكسر فقد يستغرق العلاج الطبيعي وقتًا أطول، ومع ذلك، وعلى الرغم من كل الجهود، قد لا يتحقق الكثير من الشفاء في حالة كسور الرقبة وإصابة الحبل الشوكي.