اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
تشارك سوريا في فعاليات منتدى 'مستقبل الاستثمار' (FII 2025) الذي انطلقت أعماله اليوم الاثنين في العاصمة السعودية الرياض، تحت شعار 'مفتاح الازدهار'، حيث وصل وفد من المسؤولين الاقتصاديين، فيما يعتزم الرئيس السوري أحمد الشرع القيام بزيارة عمل إلى الرياض غداً الثلاثاء.
وتسعى دمشق من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز حضورها الاقتصادي الخارجي، وفتح قنوات جديدة لجذب الاستثمارات ضمن مسار إعادة الإعمار، في وقت يشهد فيه الاقتصاد السوري تحركات مكثفة باتجاه التعاون مع مؤسسات مالية عربية ودولية.
الرياض وجهة استثمار بالغة الأهمية
أكد الخبير الاقتصادي السوري أدهم قضيماتي في تصريح لـ'حلب اليوم' أن مشاركة الوفد السوري في المنتدى تحمل 'أثراً كبيراً في إعادة بناء الثقة بين سوريا ودول الخليج، لا سيما السعودية'، مضيفاً أن للمملكة دوراً محورياً في تحريك عجلة الاقتصاد السوري من خلال صناديقها الاستثمارية السيادية الضخمة.
وأشار قضيماتي إلى أن 'الشركات السعودية تمتلك خبرة واسعة في مشاريع إعادة الإعمار وتهيئة البنية التحتية، ويمكن لسوريا الاستفادة من هذه الخبرات بشكل كبير في إعادة تأهيل البنى التحتية السورية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية'.
وأوضح أن 'السعودية تعد بوابة اقتصادية لدول الخليج ودول العالم المتقدمة ذات الاقتصاديات الضخمة، والتعاون الاقتصادي بين الرياض ودمشق يمكن أن يفتح المجال أمام سوريا للعودة إلى الاقتصاد العالمي'.
ويأتي الحضور السوري في المنتدى بعد زيارة مهمة لوفد اقتصادي رسمي إلى واشنطن، أفضت إلى تفاهمات وصفها وزيرا المالية والاقتصاد السوريان بـ'المهمة'، حيث عقدت خلالها لقاءات موسعة مع مسؤولين من البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ووزارة الخزانة الأمريكية.
وأكد وزير المالية محمد يسر برنية أن 'الوزارة انتقلت من مرحلة التشاور إلى التعاون والشراكة، خصوصاً مع وزارة الخزانة الأمريكية'، مشيراً إلى أن الاجتماعات التي عُقدت في واشنطن مع الصناديق العربية والإقليمية 'ستُترجم قريباً إلى مشاريع تنموية مشتركة ضمن مسار إعادة الإعمار'.
مشاريع نوعية
بحسب مصادر رسمية، سيعرض الوفد السوري (يضم وزراء المالية والاقتصاد والطاقة والمواصلات والإعمار) خلال المنتدى حزمة من المشاريع الاستثمارية النوعية في قطاعات البنية التحتية الذكية، والطاقة المتجددة، والصحة، والإسكان، ضمن خطة وطنية تهدف لجذب المستثمرين العرب والأجانب.
ويؤكد المراقبون أن المشاركة السورية في المنتدى تمثل خطوة جديدة نحو استعادة موقع سوريا على خريطة الاقتصاد الإقليمي، وتهيئة بيئة استثمارية أكثر انفتاحاً تخدم مصالح الشعب السوري والشركاء الخارجيين على حد سواء.
متى نقطف الثمار؟
في تعليقه على التحديات المتوقعة، يرى قضيماتي أن 'المرحلة الحالية هي مرحلة بناء وإعداد، وليست مرحلة قطف الثمار'، موضحاً أن تنفيذ الاتفاقيات يحتاج إلى وقت حتى تكتمل جاهزية البنية التحتية في سوريا، ما يتطلب صبراً واستمرارية في العمل المؤسسي لجذب الاستثمارات الكبرى.
ويضيف الخبير الاقتصادي أن الكثير من الناس يقولون إن الاتفاقيات لا يتم تنفيذها، أو أن البعض لديه شكوك حول تنفيذها، لأننا الآن في مرحلة بناء وتجهيز، ولا نستطيع أن نقطف الثمار إلا عندما تكون البنية التحتية في سوريا جاهزة من أجل دخول الاستثمارات. ويمكن أن تساهم هذه الاتفاقيات وهذه المؤتمرات في بناء البنية التحتية، وبناء اقتصاد ضخم وكبير يضاهي مكانة سوريا الجغرافية والتجارية.
وتستمر فعاليات منتدى 'مستقبل الاستثمار' حتى 30 تشرين الأول بمشاركة أكثر من 7500 شخص و600 متحدث من مختلف أنحاء العالم، بحسب وكالة الأنباء السعودية 'واس'.
ويُتوقع أن يشهد المنتدى صفقات استثمارية تتجاوز 60 مليار دولار، مع مشاركة واسعة من قادة الأعمال وكبرى الشركات العالمية العاملة في مجالات الضيافة، التطوير الحضري، البنية التحتية، التنمية الاجتماعية، والاقتصادية.




































































