اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٤ أب ٢٠٢٥
بأكثر من ثلاثة عشر مليون دولار، ومبادرة مجتمعية غير مسبوقة، تمكن نحو 100 متطوع وبرعاية رسمية من تنظيم مؤتمر لجمع التبرعات والمساهمات لتحسين الواقع الخدمي المنهك في محافظة حمص، وكذلك لتسليط الضوء على الموظفين والعمال المخلصين الذين يؤدون واجبهم رغم الصعوبات المعيشية، ولإحياء الهوية البصرية والثقافية للمدينة.
وعلى عادة اهل حمص المشهورين بخفة ظلهم اختاروا اطلاء اسم «أربعاء حمص» على الفعالية لما لهذا اليوم من اهمية في الموروث الشعبي الحمصي.
وأقيمت الفعالية في قصر جوليا دومنا بحمص القديمة التي اطلقها فريق «ملهم التطوعي» بمشاركة عدد من النشطاء، وهو احد المنازل الأثرية الذي تحول مطعما، وخصصت المبالغ التي تم جمعها من متبرعين داخل سورية وخارجها، لإعادة إعمار المدارس وبناء مدارس جديدة، وإصلاح الآبار الجافة والمشافي والبنى التحتية، وتأهيل آبار المياه، إضافة إلى مشاريع خدمية وتنموية أخرى تعزز جهود التعافي في المدينة. وقد شهدت حضورا شعبيا واسعا شاركت فيه شخصيات سياسية وعسكرية ووزراء وإعلاميون ومنظمات مجتمع مدني، وتوجت بجمع نحو 13 مليونا و350 الف دولار.
مدير المبادرة، رجل الأعمال محمد نور الأتاسي، قال في تصريحات خاصة لموقع «تلفزيون سورية» إن الفكرة ولدت بعد عودة فريق العمل إلى سورية عقب التحرير.
وأوضح: «كنا قد نزحنا خلال سنوات الثورة وأغلقنا شركتنا في سورية عام 2012 بعد أن تمت سرقتها من قبل نظام الأسد، وأسسنا نشاطنا في إسطنبول، لكن بعد التحرير شعرنا بضرورة إطلاق مشروع يعبر عن هوية المدينة ويسلط الضوء على قيمها».
وعن أهداف مبادرة «أربعاء حمص»، أشار الأتاسي إلى أن المبادرة ليست مجرد فعالية محلية، بل خطوة أولى ستتكرر في بقية المحافظات، مضيفا أن المبادرة «تسعى لإثبات الهوية الوطنية السورية الجديدة، وإبراز الموظف الكفء الذي بقي يخدم وطنه رغم تدني الرواتب التي قد لا تتجاوز 100 دولار، وظروف الحياة القاسية».
وذكر أن اختيار المتطوعين كان على أساس الرغبة في العمل المجاني، حيث وصل عددهم إلى نحو 100 شخص من رجال أعمال وفنانين ومخرجين ومصممين وصحافيين ولوجستيين من مختلف المدن والطوائف السورية.
ولا تقتصر المبادرة على جمع التبرعات، بل شملت تكريم 12 موظفا يمثلون نموذج «الموظف الكفء» من مختلف القطاعات، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي واللوحات الطرقية، إضافة إلى تكريم مباشر خلال المؤتمر.
ووفق الأتاسي، تولي المبادرة أهمية خاصة لإبراز الهوية الحمصية التي طمست بفعل التهجير والدمار، موضحا أن سبب اختيار الأربعاء كرمز للمبادرة يعود إلى دلالته التاريخية لدى الحماصنة، حيث تقول الروايات انهم هزموا المغول في معركتين في ذلك اليوم.
كما ارتبطت المدينة تاريخيا بـ«جوليا دومنا» التي نقلت عبادة الإله الواحد إلى روما، فضلا عن أن الأربعاء كان يوما احتفاليا في تقاليد أعياد الربيع.
وأكد الأتاسي أن حمص كانت، حتى ما قبل الثورة، مدينة خالية من المتسولين بفضل ثقافة التكافل الاجتماعي، معبرا عن أمله في استعادة هذه القيم عبر المبادرة.
وأكد الأتاسي أن «حمص هي ميزان سورية، مدينة التنوع، وإذا كانت بخير فسورية بخير. هي عاصمة الثورة السورية وأكثر المدن التي دفعت ثمنا من أجل الحرية».