اخبار سوريا
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ٢١ نيسان ٢٠٢٥
حذر منذر إسحاق، راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في مدينة بيت لحم المحتلة بالضفة الغربية، من تهديد خطير يطال الوجود المسيحي في فلسطين بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وسياسات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأكد إسحاق في بيان نقلته صحيفة 'حرييت'، أن المسيحيين استقبلوا للمرة الثانية عيد الفصح بحزن وسط الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة، وقال: 'نفهم هذا العيد في ظل معاناة ناجمة عن الإبادة الجماعية في غزة والقمع في الأراضي المحتلة'.
وأشار إسحاق إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى جانب المداهمات المتواصلة في الضفة الغربية، قلصت أعداد المسيحيين الذين يحضرون احتفالات عيد الفصح في القدس الشرقية للسنة الثانية على التوالي.
قال إسحاق إن المسيحيين في غزة يحتفلون بالعيد وسط معاناة شديدة بسبب الحصار الإسرائيلي وانعدام الإمدادات الغذائية والطبية، محذراً من تهديد خطير بهجرة الفلسطينيين القسرية من القطاع.
الاحتلال يتعدى القيم الدينية
أكد إسحاق أن القطاع الصحي في غزة يتعرض للتدمير الممنهج، مشيراً إلى القصف العنيف الذي طال المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، مما يعكس، بحسب تعبيره، تجاهل الاحتلال الإسرائيلي لأي خطوط حمراء.
لفت إسحاق إلى أن كنيسة القيامة، الواقعة في القدس الشرقية والتي يعتبرها المسيحيون من أقدس مواقعهم الدينية، أصبحت اليوم شبه معزولة عن الضفة الغربية، موضحاً أن سلطات الاحتلال تفرض قيوداً صارمة على تنقل المسيحيين الفلسطينيين بين الضفة الغربية والقدس.
شدد إسحاق على أن نحو 6 آلاف فقط من أصل 50 ألف مسيحي فلسطيني في الضفة الغربية حصلوا على تصاريح خاصة للوصول إلى القدس الشرقية خلال احتفالات العيد.
انتقد إسحاق القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال على عدد المشاركين في قداسات كنيسة القيامة، معتبراً أن الهدف منها هو ترسيخ سيادة الاحتلال الإسرائيلي على القدس والقيم الدينية فيها.
مناشدة وانتقاد 'الصمت'
ناشد إسحاق العالم المسيحي عدم تجاهل ما يحدث في غزة والضفة الغربية، محذراً من أن استمرار الأوضاع قد يؤدي إلى زوال الوجود المسيحي في فلسطين، وأضاف: 'ننادي العالم: لا تنسوا القيم التاريخية لهذه الأرض ولا تتجاهلوا معاناتها'.
ووصف إسحاق الهجمات الإسرائيلية بـ'الإبادة الجماعية'، منتقداً صمت الدول الغربية التي طالما دافعت عن حقوق الإنسان لكنها اليوم، بحسب تعبيره، 'تلتزم الصمت'، كما اتهم الاحتلال بتنفيذ خطة تطهير عرقي تؤثر على جميع الفلسطينيين بمن فيهم المسيحيون.
ويعيش نحو ألف مسيحي فقط في قطاع غزة من بين مليوني نسمة، وينتمي 70 في المئة منهم إلى الطائفة اليونانية الأرثوذكسية، بينما ينتمي الباقون إلى الطائفة الكاثوليكية اللاتينية.