اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
الجماهير || عتاب ضويحي..
في إحدى الطرق المؤدية لقلعة حلب، وبملاصقة جامع السفاحية التاريخي، يأخذك بيت عربي من بيوت حلب القديمة لزمن المغامرة والأساطير، كل ركن فيه ينقلك لعالم مليء بحكايات سمعتها ويجعلك تعيش تفاصيلها وكأنك احد أبطالها.
بيت عربي حوله صاحبه محمد صالحة عاشق التراث إلى متحف متخم بالأصالة والعراقة والتراث، تفاصيل كثيرة لكنها لاتشعرك بالملل بل على العكس تثير فيك الفضول لاكتشافها والغوص فيها لمعرفة قصتها، أينما توجهت بنظرك لفتك شيئ مميز بتاريخه، بألوانه، بحرفيته، بتصميمه، بروعة صنعه، وجمال شكله.
طريق الحرير كما أسماه صاحبه صالحة عبارة عن معرض يضم مختلف أنواع وأصناف التحف والأنتيكات والقطع التراثية، حيث دفعه شغفه بكل ماهو قديم بجمع واقتناء القطع الأثرية، وواظب من عام 1990 إلى عام 2003 ألى تحويل المنزل السكني الذي يبلغ عمره 750 عاما' إلى متحف يحتضن عشقه للتراث، منوهاً في حديثه إلى أن عائلته امتهنت بيع الشرقيات في خان الصالحة بسوق القطن عام 1898،حيث كانت تنزل قوافل طريق الحرير في أسواق وخانات حلب القديمة للتجارة، ومن هنا جاء اختياره لتسميه معرضه باسم طريق الحرير.
ويحوي المعرض عدد هائل من القطع والتحف مختلفة الأشكال والأنواع منها على سبيل المثال كما ذكر صالحة الصواني العثمانية النحاسية عمرها 500 عاماً، و'مطريات' عبارة عن إناء نحاسي دائري الشكل يستخدم كخزان للماء يحمل أثناء السفر الطويل 'قوافل الحج، التجارة' يقدر عمرها بأكثر من 400 عاماً،
إلى جانب المطرزات والأشغال اليدوية، مفارش الأسرة والطاولات من قماش الاورغانزا والمطعمة بالفضة، ارابيسك، لوحات خشبية ونحاسية، أواني فخارية عليها رسم يدوي بالريشة، أواني وقوارير زجاجية تحمل رسومات ونقوش يدوية،
السجاد العجمي، الشالات والأغطية، المجوهرات، الصمديات والتحف، لوحات خرز، الثريات والمصابيح المصنوعة من الخرز،غرف وصناديق الموزاييك، إلى جانب مايحويه المنزل من زوايا أثرية مثل جرن الكبة الحجري، وآخر مخصص ليشرب منه الحمام الماء ، الكثير من القطع لايمكن حصرها،
وبين صالحة أن المعرض يضم قطع للبيع وأخرى للعرض فقط، مشيراً إلى حرصه تسليم الآثار والمتاحف القطع الأثرية كونها أرث وطني،في حال الحصول عليها.
يسعى صالحة في الوقت الحالي بعد إغلاق طويل لمحله، أن يعيد الألق له من خلال تغييرات جديدة وتخصيص ركن خاص لكل نوع، مع تحويل باحة المنزل لمقهى عربي يحمل روح الشرق، ويأمل أن تعود السياحة إلى حلب، ليتعرف السياح على تاريخ وعراقة حلب، مؤكداً على مسؤولية الجميع في حفظ التراث والحفاظ على الطابع العمراني لبيوت حلب القديمة، لأنها هويتنا وثقافتنا.