اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
كشفت دراسة عالمية نُشرت في مجلة Nature Medicine أن معدلات الشيخوخة تختلف من بلد لآخر بسبب عوامل تتعدى الصحة الجسدية لتشمل البُنى السياسية والاجتماعية والبيئية.
وأظهرت الدراسة أن ضعف المؤسسات الديمقراطية، وعدم المساواة الاجتماعية، وتلوث الهواء، كلها عوامل مرتبطة بتسارع الشيخوخة البيولوجية، بينما يُعتبر التعليم من أبرز العوامل التي تحمي من التدهور السريع.
الدراسة التي شملت بيانات لـ161,981 شخصًا من 40 دولة على أربع قارات، اعتمدت على نموذج تعلُّم آلي لحساب 'فجوة العمر البيوبيولوجي'، أي الفرق بين العمر الفعلي والعمر المُقدَّر بناءً على الحالة الصحية والوظائف المعرفية.
الشيخوخة أسرع في مصر وجنوب إفريقيا وأبطأ في أوروبا
سجّلت مصر وجنوب إفريقيا أعلى معدلات الشيخوخة البيولوجية، بينما ظهرت دول أوروبا الغربية في مقدمة الدول ذات الشيخوخة الأبطأ، تلتها دول آسيا وأميركا اللاتينية بمعدلات متوسطة.
ووجد الباحثون أن الشيخوخة تتسارع بشكل ملحوظ في الدول التي تعاني من مؤشرات تراجع الديمقراطية مثل تقييد حرية التصويت، والانتخابات غير النزيهة، وانعدام الحريات السياسية، بالإضافة إلى انخفاض الدخل القومي، وعدم المساواة الاجتماعية، وتلوث الهواء، والتفاوت بين الجنسين.
التعليم والنشاط الذهني درع واقٍ
أبرز عوامل الحماية من الشيخوخة المتسارعة كانت التعليم، القدرة على أداء الأنشطة اليومية، والصحة الإدراكية. كما ساهم النشاط البدني والذاكرة الجيدة والمشي المنتظم في إبطاء العملية.
وعلى الجانب الطبي، كانت أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، وضعف السمع، وأمراض القلب، من أكثر العوامل تسريعًا للشيخوخة، إلى جانب السمنة، اضطرابات النوم، السكري، واختلال الرؤية.
كيف يؤثر المناخ السياسي والاجتماعي على الشيخوخة؟
يشير الباحث الرئيس أغوستين إيبانيز، من معهد صحة الدماغ في أميركا اللاتينية، إلى أن الإجهاد الناجم عن الاستقطاب السياسي وانعدام الأمل المجتمعي قد يكون العامل الوسيط بين السياق السياسي والتدهور البيولوجي، موضحًا أن الالتهابات المزمنة ربما تلعب دورًا في التأثير على الدماغ والجسد معًا.
ورغم أن الدراسة لم تشمل عوامل مثل التدخين بسبب اختلاف آليات القياس بين الدول، فإنها تمثل خطوة مهمة لفهم العلاقة بين السياسات العامة والصحة الفردية.
نحو سياسات صحية مخصصة
يأمل الباحثون في أن تُستخدم نتائج الدراسة لوضع سياسات صحية وطنية موجهة تعتمد على أبرز العوامل المؤثرة في كل بلد، بما يُسهم في تحسين نوعية الحياة وتقليل الفجوة بين العمر البيولوجي والزمني. كما يشيرون إلى إمكانية دراسة الأشخاص الذين يبدون أصغر من أعمارهم الحقيقية لاستخلاص استراتيجيات وقائية مفيدة لبقية السكان.