اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يتصاعد الاستيطان في القدس المحتلة بوتيرة غير مسبوقة، إذ تسابق حكومة الاحتلال المتطرفة التي يقودها بنيامين نتنياهو الزمن في سبيل فرض وقائع جديدة على المدينة المقدسة عبر محاولاته الرامية من خلال بناء البؤر الاستيطانية واتباع سياسة مصادرة الأراضي والهدم وغيرها من السياسات الممنهجة.
وارتفعت وتيرة الاستيطان أكثر بعد السابع من أكتوبر 2023، حيث استغل تسليط الأضواء على حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمجازر التي يرتكبها بحق المدنيين العُزّل، عبر ما يُسمى حسم قضية القدس وفرض وقائع تهويدية عليها، عبر الاستيلاء والسيطرة على الأراضي والممتلكة.
وشكّلت حرب الإبادة في قطاع غزة رافعة للاحتلال ليفتح جبهة أخرى على مدينة القدس، إذ تُشير تقديرات فلسطينية أن مساحة المستوطنات والأراضي التي صادرها الاحتلال من الجزء الشرقي من القدس بلغت حتى السابع من أكتوبر 2023، حوالي 35 ألف دونم، لكنها تصل الآن 51 ألف دونم، ما يثبت تسارع وتيرة الاستيطان الرامية تقسيم المدينة المقدسة داخلياً وتحويلها إلى كنتونات وعزلها عن مدن الضفة الغربية.
ويؤكد المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، أن مدينة القدس خصوصاً بعد السابع من أكتوبر تشهد تسارعاً غير مسبوق في وتيرة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي المقدسية والهدم وطرد الفلسطينيين، من أجل فرض وقائع استيطانية تهويدية.
ويقول أبو دياب لـصحيفة 'فلسطين'، إن هذا التصعيد يأتي ضمن رؤية إسرائيلية شاملة تهدف الى إعادة رسم خارطة جديدة في مدينة القدس بتغيير التركيبة السكانية لصالح المستوطنين، ومحاولة تشكيل مشهد ديمغرافي وجغرافي وسياسي للمدينة لصالح مشاريع الاحتلال الصهيونية، مشدداً على أن الاحتلال لطمس الهوية العربية والملامح الإسلامية للقدس.
ويضيف 'الاحتلال في سباق مع الزمن، حيث يحاول تغيير المشهد عبر تصعيد وتيرة الاستيطان بشكل كبير ضمن خطة ممنهجة لتغيير هويتها وواقعها الجغرافي، لذلك الاحتلال يحاول الان تغيير الترتيب السكاني ودفع الفلسطينيين إلى الرحيل، من خلال جعل البيئة طاردة للمقدسيين'.
ووفق أبو دياب، فإن الاحتلال يعمل في الوقت الحالي على مسارين، الأول داخل الأحياء المقدسية وخاصة في المناطق المحيطة للبلدة القديمة والمسجد الأقصى، من خلال قيامه بهدم منازل والاستيلاء على أخرى واحلال مستوطنين، لتفتيت النسيج الفلسطيني.
ويذكر أن المسار الثاني يتمثل بقيام الاحتلال ببناء وحدات استيطانية بشكل كبير في محيط القدس، لعمل حزام من المشاريع الاستيطانية ولفصل مدينة القدس عن عمقها في الضفة ومحاصرة التجمعات الفلسطينية.
وشدد الخبير المقدسي، على أن 'ما يجري في القدس ليس عشوائياً بل هو جزء من مخطط شامل يهدف لإعادة تشكيل هويتها وواقعها لصالح الاستيطان والمستوطنين، لذلك المشاريع الضخمة في محيط القدس مثل (E1) شرقي القدس والذي سيؤثر على الفلسطينيين بشكل عام، لأنه سيفصل شمال الضفة عن جنوبها ويمنع أي إمكانية لان يكون هناك مستقبلاً لدولة فلسطينية'.
أفاد بأن أكثر 13500 وحدة استيطانية فقط بعد السابع من أكتوبر، أما صادق عليها الاحتلال أو انشأها على أرض الواقع، أي أن ما نفذه الآن يمثل 33% مما صادق عليه، والباقي سيكون مع وجود هذه الحكومة المتطرفة.
وأوضح أن هناك مشاريع ضخمة ينفذها الاحتلال حيث يحاصر القدس من جميع الجهات، لأنه يريد أن يمحي التاريخ ويُغلق المساحات التي مازالت فارغة بين المدن الفلسطينية والقدس، لتضييق الخناق على المقدسيين وافقادهم أي إمكانية للتواصل والعيش بشكل طبيعي.
وبيّن أن الاستيطان ركيزة أساسية لتهويد القدس وحسم الصراع فيه لذلك يسابق الزمن من أجل فرض وقائع جديدة وجعلها مدينة يهودية خالصة، مشيراً إلى أن الاستيطان في القدس ليس فقط مشروعاً لإحلال مستوطنين واسكانهم فيها بل مشروع استعماري يستهدف الانسان والتاريخ والمقدسات.
وتطرق في ختام حديثه إلى مستقبل القدس قائلاً: 'الاحتلال يعتمد سياسة التدرج في الحسم في مسألة القدس والسيادة الكاملة عليها وتغيير تركيبتها السكانية ومعالمها، لكن إذا بقي الصمت العربي والإسلامي كما هو والاكتفاء بردات فعل ضعيفة، وبيانات شجب واستنكار فقط، سيسّرع أكثر في وتيرة الاستيطان والسيطرة على القدس'.
وطالب أبو دياب الأمة العربية والاسلامية بضرورة وضع خطط لحماية القدس وتاريخها وهويتها وليس الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار أو ردات فعل لا تسمن ولا تغني من جوع.

























































