اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
فيما تبدو خطوة أولى نحو صفقة لإخراج نحو 200 مقاتل من المقاومة محاصرين في مدينة رفح، أي في المنطقة الصفراء الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال، أعلن الاحتلال تسلمه بقايا جثمان الضابط هدار جولدين.
ووفق ما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقد تسلمت إسرائيل عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر نعش رهينة قُتل، وتم تسليمه إلى قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك داخل قطاع غزة.
ومن المتوقع أن يقوم خبراء الطب الشرعي الإسرائيليون بتحديد هوية الرفات، قبل أن يتم إبلاغ عائلة الضابط رسميًا بالنتيجة.
وفي وقت سابق، أعلنت كتائب 'عز الدين القسام'، الجناح المسلح لحركة 'حماس'، عن اعتزامها تسليم جثة الإسرائيلي هدار جولدين، الذي أسرته من مدينة رفح جنوبي غزة خلال الحرب التي شنتها تل أبيب على القطاع عام 2014.
وقالت 'القسام' في بيان: 'في إطار صفقة طوفان لأقصى لتبادل الأسرى، سنقوم بتسليم جثة الضابط هدار غولدين، التي تم العثور عليها ظهر السبت في مسار أحد الأنفاق بمخيم يِبْنا في مدينة رفح جنوبي القطاع'. وأشارت إلى أن تسليم الجثة لوفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر سيتم الساعة 2:00 ظهرًا بتوقيت غزة.
وادعى إعلام عبري، الأحد، أن الوسطاء وحركة 'حماس' يرغبون في تسليم رفات الضابط الإسرائيلي مقابل إطلاق تل أبيب سراح 200 مقاتل فلسطيني عالقين بمدينة رفح جنوبي القطاع.
ووفق قناة 'الجزيرة'، فإن كتائب القسام انتشلت بصحبة فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر جثة الضابط الإسرائيلي هدار جولدين من نفق غربي مدينة رفح.
ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية، الأحد، عن مصدر سياسي إسرائيلي دون تسميته، أن 'إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى تأخير عودة رفات هدار جولدين، الذي تقول حماس إنها عثرت عليها، وتطالب إسرائيل بإعادتها فورًا'.
وتقول إسرائيل إن جولدين قُتل في معركة برفح خلال عملية 'الجرف الصامد' (العدوان على غزة يوليو–أغسطس 2014)، وتحتجز 'حماس' جثته.
وأوضحت الهيئة أن التقدير الإسرائيلي هو أن حماس تريد إجراء مفاوضات منفصلة لإعادة رفات الملازم غولدين، وربط ذلك بالإفراج عن المسلحين المحاصرين في شبكة الأنفاق برفح. ونقل مصدر إسرائيلي آخر قوله: 'لا مفاوضات حاليًا.. هناك اتفاق، وعلى حماس الالتزام به'.
ومع ذلك، تخرق إسرائيل هذا الاتفاق يوميًا عبر القصف الذي يقتل ويجرح مئات الفلسطينيين في غزة، فضلًا عن عدم الالتزام بالمتفق عليه بشأن إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
وقال مصدر أمني إسرائيلي للهيئة: 'بعد إعلان حماس العثور على جثمان جولدين، تأمل المؤسسة الأمنية أن تتضح الصورة اليوم'.
وتابع أن الجيش الإسرائيلي 'سمح لعناصر من الصليب الأحمر وآخرين من حماس بدخول منطقة رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية للبحث عن القتلى الإسرائيليين الخمسة لدى الفصائل الفلسطينية'.
ومنذ بدء الاتفاق، سلمت 'حماس' الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء، ورفات 25 آخرين من أصل 28، معظمهم إسرائيليون، بينما تدعي إسرائيل أن أحد الجثامين التي تسلّمتها ليست لأي من أسرىها، وأن رفاتًا أخرى ليست جديدة بل بقايا لأسير سبق انتشاله، وتقول إنها تنتظر تسلم 5 جثامين متبقية.
بدورها، قالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية الأحد: 'يسود غضب في إسرائيل إزاء ما يعتبرونه انتهاكًا خطيرًا للاتفاق'، وأرجعت ذلك إلى 'امتناع حماس عن تسليم رفات الملازم غولدين الليلة الماضية، رغم إعلانها العثور عليها في نفق برفح'.
وأضافت أن 'حماس حاولت في الأسابيع الأخيرة دفع عملية إطلاق سراح نحو 200 مسلح محتجزين على ما يبدو في أنفاق رفح، وقد باءت محاولاتها هي والوسطاء حتى الآن بالفشل'.
وفي البداية، قال رئيس الأركان الإسرائيلي اللواء إيال زامير إنه سيوافق على إطلاق سراحهم فقط مقابل جثة جولدين، لكن في اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، الخميس الماضي، قال زامير إنه لن تكون هناك 'أي صفقة' مع هؤلاء المسلحين.
وتابع: 'إما يُقضى عليهم أو يستسلمون ويُحالون للتحقيق في قاعدة سدي تيمان جنوب إسرائيل'.
ويومض 'سدي تيمان' كمعسكر اعتقال تابع للجيش الإسرائيلي، شهد تعذيب وقتل أسرى من غزة، وفق وسائل إعلام ومنظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها بقية جثث الأسرى، بينما تؤكد حماس أن الأمر يستغرق وقتًا لاستخراجها نظرًا للدمار الهائل في غزة.
في المقابل، يوجد نحو 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض الحرب، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وانتهى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أنهى الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 وأسفرت عن 69،169 شهيدًا و170،685 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء.
وقال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان إن الحركة ملتزمة تمامًا بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، محملًا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن أي تصعيد محتمل بسبب خروقاته المتكررة للاتفاق.
وأكد أن حماس سلّمت جثة الضابط هدار غولدين، وأن ما تبقى من جثث الأسرى الأربعة يحتاج إلى معلومات استخباراتية ومعدات خاصة وطاقم متخصص لاستخراجهم.
وأوضح حرص الحركة على ضمان خروج المقاتلين من المنطقة الصفراء بشكل آمن وسليم، وبكرامة، بعيدًا عن أي استفزازات إسرائيلية.
وشدد رضوان على ضرورة الضغط على إسرائيل للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن المقاومة ستدافع عن نفسها في حال أي محاولات لمداهمة أماكنها أو الاقتراب من المقاتلين، وأن حماس حريصة على استمرار التهدئة، محملًا الاحتلال وحده مسؤولية أي تصعيد قادم.


































