اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل، منذ 21 شهرًا، تنفيذ حرب إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة، في ظل انهيار مطلق للقيم والمبادئ الدولية، وعجز المجتمع الدولي عن وقف آلة القتل والسياسات الإجرامية التي تنتهجها إسرائيل بلا مواربة.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل لم تعد تخفي أهدافها العدوانية، بل تعلنها صراحة، وتُجاهر بممارسات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وسط صمت عالمي مخزٍ وتواطؤ واضح من قِبل دول غربية كبرى.
وفي سياق تصعيد جديد، كشفت الصحيفة عن خطة أعلنها وزير الجيش الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، لإجبار الفلسطينيين على الانتقال قسرًا إلى مخيم مؤقت داخل أنقاض مدينة رفح، وُصف من قبل حقوقيين إسرائيليين بأنه لا يختلف عن معسكر اعتقال، حيث يُمنع السكان من مغادرته، ويُحاصرون في ظروف غير إنسانية.
ونقلت الصحيفة عن المحامي والحقوقي الإسرائيلي، مايكل سفارد، وصفه للخطة بأنها 'تنفيذ فعلي لجريمة ضد الإنسانية'، مشيرًا إلى أن هذه الخطط تحولت إلى واقع دموي، حيث قُتل المئات وأصيب الآلاف أثناء محاولتهم الحصول على أبسط مقومات الحياة، وسط حصار شامل يمنع دخول الغذاء والماء والمساعدات.
وأشارت الغارديان إلى أن إسرائيل تعتمد سياسة التجويع المتعمّد كسلاح في حربها ضد المدنيين، وهي جريمة منصوص عليها في القانون الدولي، وتدل على انعدام كامل للمسؤولية الأخلاقية والإنسانية من قبل دولة تمارس الاحتلال باعتباره منظومة إرهاب منظم وإبادة موجهة.
وتساءلت الصحيفة كيف يمكن لشعب بأكمله أن يُحرم من أدنى مقومات الحياة، ويُعزل عن العالم بهذه الطريقة، فيما يغضّ معظم الإسرائيليين الطرف عن جرائم جيشهم دون أدنى شعور بالندم.
وأضافت: 'ربما تعود جذور هذا التجريد من الإنسانية إلى نكبة عام 1948، حين تم تهجير الفلسطينيين قسرًا وسُلبت أراضيهم، واعتُبر ذلك حقًا مقدسًا بُني على مزاعم دينية وسياسية زائفة'.
ومنذ ذلك الحين – بحسب الصحيفة – استمرت إسرائيل في مصادرة الأراضي، وتشريد السكان، تحت غطاء قانوني زائف يروّج له الاحتلال ويحظى بدعم غربي مستمر، رغم مخالفته الصريحة للقانون الدولي.
شدّدت الغارديان على أن الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، وما رافقه من فظائع، ليس إلا امتدادًا لمسار طويل من الانتهاكات والإهانة المنظمة ضد الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن المحكمة الجنائية الدولية سبق أن أصدرت مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، متهمة إياهما باستخدام 'التجويع كأسلوب حرب'، وارتكاب 'جرائم ضد الإنسانية' تشمل القتل والاضطهاد.
لكن هذه المذكرات بقيت حبرًا على ورق، في ظل غياب آليات الردع، واستمرار الدعم العسكري والسياسي الذي تتلقاه إسرائيل من حلفائها الغربيين.
وركزت الصحيفة على أن فشل المجتمع الدولي في فرض القانون وتطبيق قرارات الأمم المتحدة – خصوصًا تلك التي تنص على حق العودة منذ عام 1948 – يؤكد تغوّل مصالح الدول الكبرى على حساب حقوق الشعوب.
وأوضحت أن محاولات الفلسطينيين اللجوء إلى المؤسسات القضائية الدولية لم تسفر عن نتائج تُذكر، نتيجة ضعف آليات التنفيذ، وغياب الإرادة السياسية لدى القوى المؤثرة.
ورغم كل المآسي، أكدت الغارديان أن الفلسطينيين لا يزالون متمسكين بحقهم في الأرض والكرامة، ويرفضون الاستسلام لمحاولات القمع والترهيب.
وفي الضفة الغربية، تستمر إسرائيل في تغيير ديموغرافيا الأرض بالقوة من خلال التوسع الاستيطاني، وعزل المدن والبلدات، وتحويل مناطق كاملة إلى معازل خاضعة للرقابة العسكرية المشددة، كما هو الحال في البلدة القديمة من الخليل.
أما غزة، فأصبحت – كما تقول الصحيفة – ساحة حرب مفتوحة ضد كل مقومات الحياة: الزراعة، التعليم، الصحة، الماء، والغذاء. وسط منع مستمر لدخول المساعدات، ما يشير إلى محاولة ممنهجة لدفع السكان إما للاستسلام أو الرحيل.
وختمت الغارديان تقريرها بالتأكيد على أن الوقوف مع الشعب الفلسطيني اليوم لم يعد مجرد موقف سياسي، بل واجب أخلاقي وإنساني.
ودعت إلى خطوات عملية وفورية لوقف المجازر، ورفع الحصار، وضمان وصول المساعدات، والضغط الجدي على إسرائيل لوقف حربها المفتوحة ضد المدنيين في غزة.
وقالت: 'غزة، بتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين، لن تُمحى. والفلسطينيون سيواصلون الحياة رغم الدمار، بالصمود والكرامة، سواء بدعم العالم أو رغم تجاهله.'