راديو بسمة… صوت بلادي ونموذج إعلامي فريد يعيد تشكيل المشهد الفلسطيني

رام الله مكس-اسلام ابوعرة: يواصل راديو بسمة، بشعاره 'صوت بلادي', ترسيخ حضوره كمنصة إعلامية فلسطينية متفرّدة تجمع بين قوة الأثير وروح الإعلام الرقمي الحديث، مقدّمًا نموذجًا مختلفًا في معالجة القضايا الوطنية والاجتماعية والثقافية. وفي وقت تتسابق فيه وسائل الإعلام على السرعة، يختار بسمة الجمع بين الدقة والإنسانية، وبين المهنية والاحتفاء بتفاصيل الحياة الفلسطينية، ما جعله اليوم واحدًا من أبرز الأصوات التي تعبّر بصدق عن الشارع الفلسطيني داخل الوطن وفي الشتات.

راديو بسمة لا يقدّم تغطية إعلامية فحسب، بل يقدّم رؤية جديدة للإعلام الوطني، تقوم على أن يكون صوت الناس أينما كانوا. هذا ما ظهر جليًا خلال التغطية الميدانية في إسبانيا، حيث نقلت الصحافية هبة عريقات أجواء مباراة المنتخب الفلسطيني بشكل حي ومباشر، مقدّمة صورة نابضة عن المشجعين الفلسطينيين في الخارج. لم تكن التغطية مجرد متابعة رياضية، بل شهادة على حضور فلسطين في العالم، وامتدادًا لرسالة بسمة في إيصال صوت بلادي إلى كل مكان.

وفي بروكسل، قدّمت مديرة الأخبار فاطمة برقاوي محتوى سياسيًا ودبلوماسيًا نوعيًا خلال مشاركتها في بعثة الاتحاد الأوروبي، من خلال لقاءات قصيرة وحيوية مع شخصيات بارزة، ما ساعد على فتح النقاش حول الإعلام الفلسطيني على منصات عالمية. هنا يبرز اختلاف راديو بسمة: فهو لا يكتفي بالرواية المحلية، بل يذهب إلى حيث تُصنع الأخبار، ويُسمِع العالم صوت فلسطين عبر خطاب إعلامي حديث وواثق.

أما في رام الله، فقد شكّل مؤتمر Palestine Online محطة إضافية تبرز فرادة راديو بسمة، إذ قدّم فريقه نموذجًا للإنتاج المتزامن بين البث الحيّ والمحتوى الرقمي المبسّط والجاذب. وتحت إدارة المدير العام للراديو مصطفى قبلاوي، تحوّل حضور بسمة في المؤتمر إلى مساحة ديناميكية تجمع بين التغطية المهنية والروح الشبابية، حيث استطاع تحويل الحدث من نشاط مغلق إلى منصة تفاعلية مفتوحة أمام الجمهور. هذا الأسلوب يعكس قدرة بسمة على دمج الإعلام التقليدي والرقمي في زمن واحد، وبصوت واحد ينسجم مع تطلعات الجيل الجديد.

ويتعمّق هذا الحضور أكثر عبر برنامج 'زمامير'، الذي يجوب به الإعلامي علاء علوش المحافظات الفلسطينية، مستمعًا لقصص الناس وحكاياتهم اليومية، وناقلًا نبض الشارع كما هو. هذا القرب من الناس ليس مجرد عمل إعلامي، بل جزء من هوية راديو بسمة الذي يرى أن الإعلام الحقيقي يبدأ من الميدان، من البيوت والأحياء والشوارع، من القصص الصغيرة التي تصنع الصورة الكبيرة.

اختلاف راديو بسمة يكمن في رؤيته قبل أدواته؛ فهو نموذج إعلامي فلسطيني فريد يجمع بين المهنية والابتكار والروح الوطنية. إنه مؤسسة تعمل على بناء سردية فلسطينية حديثة، تُبرز الإنسان قبل الخبر، وتُقرّب فلسطين إلى جمهورها في الداخل والخارج عبر محتوى إنساني وجريء وتفاعلي. ومع كل تغطية، وكل جولة ميدانية، وكل لحظة تُبث على الهواء أو تتحول إلى محتوى رقمي، يعيد بسمة التأكيد على رسالته: أن يكون فعلًا صوت بلادي، وصوت الفلسطيني في كل مكان.