اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
تحت عنوان “المساعدات الإنسانية لغزة.. فشل الخطة الإسرائيلية وتفكك المؤسسة المشبوهة”، قال موقع “ميديا بارت” الفرنسي إنّه بعد أشهر من التحضيرات، انهارت خطة إسرائيل لتولي توزيع المساعدات الإنسانية في غزة. فالمؤسسة التي كانت يُفترض أن تكون واجهتها الإنسانية، “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، توقفت عن العمل قبل أن تبدأ فعليًا، حيث استقال رئيسها التنفيذي، جاك وود، يوم 25 مايو/أيار الجاري، معلنًا أن المؤسسة لا تستطيع احترام المبادئ الإنسانية الأساسية: الإنسانية، والحياد، والنزاهة، والاستقلالية.
وكانت المؤسسة، التي أُسست في سويسرا في فبراير/شباط الماضي، تهدف إلى أن تحل محل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية في توزيع المساعدات داخل غزة. غير أن معظم الجهات الإنسانية الكبرى، بما فيها برنامج الغذاء العالمي، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، رفضت الانخراط في هذا المشروع، معتبرة إياه “مُعسكرًا” ومخالفًا للأعراف الدولية، يُشير موقع “ميديا بارت”.
ابتداءً من مارس/آذار وحتى منتصف مايو/أيار الجاري، فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة. ثم عرضت خطة جديدة للمساعدات تعتمد على إنشاء مراكز توزيع مركزية، غالبًا في جنوب القطاع، بحراسة شركة أمنية أمريكية خاصة تُدعى SRS. هذه الخطة كانت تهدف إلى تقليص دور المنظمات الدولية، وتطلب من السكان التنقّل إلى نقاط توزيع محدودة وتقديم بيانات بيومترية مقابل الحصول على المساعدات، يوضح موقع “ميديا بارت”.
المنظمات الدولية رفضت الخطة بشدة، محذّرة من أنها تسهم في تهجير السكان وتكرّس الفوضى. كما أُثيرت شبهات بوجود روابط بين شركة SRS وشخصيات عسكرية مقرّبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
منذ البداية، كانت GHF محاطة بالغموض. رغم إعلانها عن دعم من شخصيات بارزة مثل ديفيد بيزلي ونات موك، إلا أن هؤلاء نفوا لاحقًا أي علاقة بها.
وفي 22 مايو/أيار الجاري، زعمت المؤسسة أن منظمات دولية كبرى انضمت إليها، لكن “أنقذوا الأطفال” نفت ذلك رسميًا.
الضربة القاضية جاءت من منظمة TRIAL International السويسرية، التي دعت السلطات القضائية للتحقيق في مدى التزام المؤسسة بالقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
بعد تفكك الفرع السويسري، ظهرت نسخة جديدة من المؤسسة مسجّلة في ولاية ديلاوير الأمريكية، وهي ولاية معروفة بكونها ملاذًا ضريبيًا وشبه قانوني. هذه النسخة ليست مسجّلة كمؤسسة خيرية غير ربحية، ما يشير إلى احتمال وجود أهداف تجارية بحتة خلف النشاط “الإنساني” العلني، يقول موقع “ميديا بارت”.
فشلت الخطة الإسرائيلية في إيجاد بديل شرعي للمنظمات الإنسانية الدولية، في ظل الرفض الواسع من المجتمع الإنساني العالمي. وفي الوقت الذي يعاني فيه سكان غزة من أزمة إنسانية خانقة، تُستخدم المساعدات كورقة ضغط سياسي واقتصادي، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني، يوضح موقع “ميديا بارت”.