اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة راية الإعلامية
نشر بتاريخ: ٢٩ أيار ٢٠٢٥
تحدّث الشاعر مراد السوداني الأمين العام للإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ونائب رئيس الكتاب والأدباء العرب لبرنامج 'ضيف الراية' عبر شبكة رايـــة الإعلامية عن الواقع الثقافي وتحديدا الإبادة الثقافية التي ينفذها الاحتلال في قطاع غزة منذ حوالي 20 شهرا.
وأكد السوداني أن ما تتعرض له غزة غير مسبوق على سياقات التاريخ، حتى ما حدث طروادة وبغداد لا يمكن مقاربته مع ما حدث في غزة، وأن كل المجازر عبر التاريخ أعيد إنتاجها على جسد غزة وروحها؛ ولكنها ما زالت معاندة ومجالدة تواجه هذا الغول الاحتلالي.
ولفت إلى أن الكتاب والأدباء ما زالوا على قيد الكتابة يستعيدون دورهم وفعلهم وهم يكتبون تحت سطر النار وتحت سقف الدمار والإبادة والإلغاء والمحو ما زالوا يسطرون معنى فلسطين الجليل، ويؤكدون قدرة المثقف الفلسطيني على أن يكون أرّاخا لهذا الوجع.
وتابع السوداني: 'نزفنا ما يزيد على 24 شهيدا أعضاء في اتحاد الكتاب والأدباء من 46 شهيدا في مختلف مكونات الإبداع، والتدمير كلي فيما يتعلق بالشأن الثقافي، حيث تم تدمير ما يزيد على 14 دارا للنشر وما يزيد عن 18 مركزا ومؤسسة ثقافية'.
وأوضح أن الاحتلال دمّر المتاحف والمدارس والجامعات واغتال ما يزيد عن 100 من المفكرين والأكاديميين، فضلا عن تدمير النصب والمواقع الأثرية والأوابد، وكل ما من شأنه أن يثبت وعي فلسطين في الإبداع الكوني، لأنهم أعداء الذاكرة والتاريخ والحضارة.
وأضاف السوداني:' نحاول منذ بداية الحرب تقديم ما نستطيع للوقوف مع الكتاب والأدباء في غزة والذين يواجهونشغف العيش والموت جوعا كبقية أبناء شعبنا، إضافة إلى التعريف بهذا الإبداع الذي يكتب تحت شرط النار ومشارط الاحتلال وترجمته إلى عدة لغات'.
واعتبر أن ما يسطره الكتاب في غزة هو كتابة استثنائية ومغايرة في العالم، وهي كتابة تحدث في شرط استثنائي وبسياق استثنائي 'وعلينا أن نظهر كل هذا الوجع والمعاناة والتراجيديا'، ووصف ما يحدث في فلسطين من إبادة بأنها 'نكباء'.
كما تحدّث الشاعر الفلسطيني مراد السوداني الأمين العام للإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين؛ عن مسيرته الثقافية الطويلة، وهو الشاعر الذي حصل على جوائز أدبية عربية ودولية وهو صاحب دواوين شعرية تلامس القلب والهوية واللغة والتراث.
وقال السوداني إنه منذ طفولته استند على وعي عمه الذي كان يتقن بحور الشعر، وتعلم منه بحور الشعر منذ مرحلة الدراسة الابتدائية ونهضت في روحه كل هذه البحور والإيقاعات، إضافة لغناء زفات الأعراس وحصاد البيادر وأغاني البناء وكل تفاصيل القرية.
واعتبر أن القرية التي ينحدر منها 'دير السودان' بمحافظة رام الله؛ هي نقطة ارتكازه وركازه وإرثه الأعز، وهي التي منحته كل هذه الطاقة والإبداع والفعل الجمالي، وذهبت به إلى أقاصي الكون وعرفت به 'شاعرا'.