اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -قدّمت الباحثة والمحللة السياسية د. تمارة حداد قراءة شاملة للمشهد السياسي قبيل تصويت مجلس الأمن على مشروع القرار الأمريكي المتعلق بخريطة الطريق التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، مؤكدة أن واشنطن تعمل على تكريس واقع سياسي وإداري وأمني جديد داخل القطاع، مستندة إلى شرعية دولية تسعى لانتزاعها عبر مجلس الأمن.
وأشارت حداد في حديث خلال برنامج 'جولة الظهيرة' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': إلى أن واشنطن كثّفت خلال الساعات الأخيرة تحركاتها الدبلوماسية في عدة اتجاهات، بعد أسابيع من التفاوض على نصّ القرار، بهدف اعتماده كأساس للانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية المؤلفة من عشرين بنداً، وتحويله إلى ما يشبه 'قانوناً دولياً' يمنح الشرعية لقوة الاستقرار الدولية ومجلس السلام المقترح.
وقالت إن الخطة الأمريكية تهدف إلى منح الولايات المتحدة دوراً مركزياً في إدارة غزة، عبر إنشاء مجلس السلام وقوات استقرار، وهو ما يمنحها الوصاية الفعلية على القطاع، رغم وجود بنود سياسية تتضمن الحديث عن حق تقرير المصير والإصلاح الداخلي في السلطة الفلسطينية، لكنها تبقى بلا جدول زمني واضح ولا ضمانات لما بعد المرحلة الانتقالية المقررة حتى عام 2027.
وبينت حداد أن المشهد داخل مجلس الأمن يشهد توتراً ملحوظاً، خصوصاً بين الأعضاء الدائمين، في ظل تلويح روسيا باستخدام الفيتو بعدما قدمت موسكو مشروع قرار مضاد يدعو إلى إنشاء قوة حفظ سلام وتعزيز حل الدولتين، معتبرة أن الصراع الدولي بات يتمحور حول بقعة صغيرة مثل غزة، في مشهد يعكس حجم التنافس الأمريكي–الروسي–الصيني.
وأكدت أن استخدام روسيا والصين للفيتو لا يرتبط بالضرورة بالدفاع عن القضية الفلسطينية، بقدر ما يخدم مصالحهما الاستراتيجية، لافتة إلى أن الأطراف الدولية جميعها تستخدم الملف الفلسطيني كورقة تفاوض في صراع عالمي شامل يمتد من طرق الملاحة الدولية إلى مناطق النفوذ الاقتصادي، وصولاً إلى موارد الغاز في سواحل غزة.
وتوقعت حداد أن يشهد التصويت أحد سيناريوهين:
إما تمرير المشروع الأمريكي مع امتناع روسيا والصين، مقابل تفاهمات اقتصادية 'من تحت الطاولة'، أو دخول الطرفين في فيتوات متبادلة تؤدي إلى بقاء الملف في حلقة مفرغة بلا أفق سياسي ولا حلول توقف الحرب.
وأوضحت أن استمرار هذه الدائرة المفرغة يصب مباشرة في مصلحة إسرائيل، التي تعمل على تنفيذ مشروعها داخل غزة، مشيرة إلى أن خطة ترامب منحت إسرائيل وجوداً يمتد إلى 53% من أرض القطاع، مع تقسيمات داخلية قد تُقسّم غزة إلى نصفين ثم أربعة أجزاء، وهو ما يعكس —بحسب قولها— الرؤية الإسرائيلية لإدارة القطاع مستقبلاً.
وختمت حداد بأن فرص الحل ما تزال ضعيفة، وأن وقف الحرب وتشكيل الدولة الفلسطينية وإعادة الإعمار تتطلب صيغة توافقية دولية لا تبدو متاحة حالياً، في ظل تصاعد الصراع بين القوى الكبرى وتضارب مصالحها، مقابل غياب إرادة حقيقية لحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه:

























































