متى يصل الجسم إلى مرحلة حرق الدهون أثناء ممارسة الرياضة؟

كثيراً ما نمارس الرياضة بحماس ونشعر بتسارع النفس وتدفّق العرق، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن الجسم يحرق الدهون. فآلية حرق الدهون تعتمد على شدّة التمرين والوتيرة التي يعمل عليها القلب والتنفس. لحسن الحظ، هناك مؤشرات بسيطة يمكنكِ الاعتماد عليها لمعرفة ما إذا كان جسمك يدخل فعلاً في مرحلة استخدام الدهون كمصدر للطاقة.

فهم المنطقة المثالية لحرق الدهون

يوضح الخبراء أن الجسم يستخدم الدهون بفعالية أكبر عندما يعمل ضمن شدّة متوسّطة تسمح بالحركة المستمرة من دون إنهاك. في هذه المرحلة، يكون معدل ضربات القلب معتدلاً، ما يمنح الجسم القدرة على الاعتماد على الدهون بدلاً من الجلوكوز. وعندما ترتفع الشدّة كثيراً، يميل الجسم إلى استخدام الطاقة السريعة من الكربوهيدرات، وهو ما يقلّل من نسبة حرق الدهون.

اختبار التنفّس

هناك طريقة بسيطة تساعدك على التأكد من أنك تعملين في المنطقة الصحيحة، وهي مراقبة قدرتك على التحدّث أثناء التمرين. إذا تمكنتِ من قول جملة قصيرة دون أن ينقطع نفسك، فهذه إشارة قوية إلى أنك ضمن الشدّة المناسبة لحرق الدهون. أما إذا وجدتِ صعوبة في الكلام أو كنتِ تلهثين سريعاً، فهذا يعني أن التمرين بات أعلى من مستوى الحرق الدهني.

علامات داخلية تدل على أن جسمك يعتمد على الدهون

يمكنك أيضاً مراقبة بعض الإشارات الجسدية التي يرسلها لك جسمك أثناء التمرين وبعده. الشعور بطاقة مستقرة خلال الجلسة يشير عادةً إلى أن الجسم يستخدم الدهون التي توفر احتراقاً أطول. كما أن القدرة على إكمال التمرين بوتيرة ثابتة دون تعب مفاجئ، إلى جانب التعافي السريع بعده، يعكسان تحسناً في كفاءة التمثيل الغذائي. وقد تلاحظين أيضاً استقراراً في الشهية وتغيراً تدريجياً في شكل الجسم حتى لو لم يتغير الوزن بشكل كبير.

كيفية ضبط شدّة التمرين

يمكنك تقدير مستوى الشدّة بناءً على إحساسك بالتنفّس ومعدّل ضربات القلب. استخدام أجهزة قياس النبض يساعدك على معرفة ما إذا كنتِ ضمن الشدّة المتوسطة، لكن بإمكانك الاكتفاء بشعورك أثناء التمرين. الأهم هو الحفاظ على وتيرة تسمح لك بالتنفس بعمق دون لهاث مستمر، لأن هذه المرحلة تتيح للجسم الاستفادة من مخزون الدهون بشكل فعّال.

أهمية التوازن بين الرياضة والنظام الغذائي

حتى مع الالتزام بالتمارين المناسبة، فإن خسارة الدهون ترتبط بتوازن كامل يشمل التغذية، النوم، والراحة. فالجسم يحتاج إلى سعرات حرارية مدروسة لا تكون قليلة جداً كي لا يبدأ باستهلاك العضلات بدلاً من الدهون. كما أن تناول البروتين الكافي وشرب الماء والنوم الجيد عناصر أساسية تضمن استمرار عملية الحرق بشكل صحي.