اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
وصف مدير المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا د.مروان السلطان، الوضع داخل المستشفى بأنه 'كارثي بكل المقاييس'، وسط حصار ناري شامل تنفذه طائرات 'كواد كابتر إسرائيلية تستهدف كل ما يتحرك داخلها وفي محيطها.
وقال السلطان، لـ 'فلسطين أون لاين' أمس: تعرضت غرف العناية المركزة للاستهداف المباشر، ما أدى إلى تدمير الشبابيك والأسقف، وخلق حالة من الرعب الشديد بين المرضى والطواقم.
وأضاف: منذ أسبوع، نشهد استهدافات وتفجيرات كبيرة ملاصقة للمستشفى، ما شكل خطرا حقيقيا على حياة المرضى والطواقم الطبية.
وأوضح أن معظم المرضى فروا من الغرف بأسرتهم على خلفية الاستهدافات، لكن لا يزال هناك نحو 20 شخصا من المرضى والطواقم داخل المستشفى المحاصر.
وأشار إلى أن الطواقم الطبية دفعت ثمنا باهظا خلال حرب الإبادة الجماعية، حيث استشهد عدد منهم، وتعرض آخرون للاعتقال، بينما فقد كثيرون عائلاتهم. ورغم كل ذلك، 'ما زلنا موجودين للمحافظة على ما تبقى من المستشفى'.
وقال السلطان: إن المستشفى الإندونيسي هي الكبرى في محافظة شمال قطاع غزة، وتملك سعة سريرية كبيرة ووحدة عناية مركزة، مما يجعل استهدافها وخروجها عن الخدمة 'حكما مبكرا بالموت على أي مصاب أو مريض'، مضيفا: 'نحن المستشفى الحكومي الأساسي الذي كانت تحوّل له كل الحالات. استهدافنا إبادة للمنظومة الصحية في المحافظة'.
وعن التواصل مع المنظمات الدولية، أكد أن المستشفى تتواصل مع جميع الجهات، لكنها لا تملك القدرة على الضغط لوقف هذه الجرائم، قائلا: 'هم مجرد وسطاء ولا يستطيعون فعل شيء على أرض الواقع، والوضع ميدانيا صعب جدا'.
وأكمل حديثه: 'نحن لا نطلب الكثير. نحن فقط طواقم طبية نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والحفاظ على ما تبقى من مقدرات المستشفى، وسط ظروف مأساوية خارجة عن السيطرة'.
وبموازاة هذه التصريحات، أعلنت وزارة الصحة في بيان، خروج 'الإندونيسي' عن الخدمة بالكامل، مبينة إلى أن الاحتلال كثف الحصار الناري على المستشفر ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية.
وأضافت الوزارة أن مستشفيي بيت حانون وكمال عدوان كانا قد خرجا عن الخدمة سابقا، ليصبح بذلك شمال القطاع خاليا من أي مستشفى عام يقدم خدمات طبية.
كما كانت الوزارة قد أعلنت في 13 مايو 2025 أن عدد المستشفيات العاملة في القطاع انخفض إلى 19 مستشفى تعمل جزئيا من أصل 38، منها 8 حكومية و11 خاصة، إضافة إلى 9 مستشفيات ميدانية تقدم خدمات طارئة فقط.
وأكدت أيضا خروج مستشفى غزة الأوروبي – أحد أكبر مراكز التخصصات الطبية – عن الخدمة نتيجة للاستهدافات المتكررة.
وخلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعرض المستشفى الإندونيسي إلى سلسلة من الهجمات الإسرائيلية العنيفة، شملت قصفا مباشرا أدى إلى استشهاد وجرح عشرات المدنيين، وتدمير أجزاء من مبناه ومعداته الحيوية، بما في ذلك محطة الأوكسجين والمولدات. كما فرض الاحتلال عليه حصارا خانقا، أُجبر خلاله المرضى والنازحين على البقاء في ظروف كارثية دون كهرباء أو ماء أو دواء، بينما تعرضت الطواقم الطبية لإطلاق نار مباشر ومنع من الحركة.