اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
أجرى أسير نفق الحرية أيهم كممجي، مكالمة هاتفية مؤثرة مع والده، حيث بات على موعد مع الحرية وهذه المرة من فوق الأرض.
وسيكون أيهم كممجي وبعد نحو 20 عامًا قضاها في سجون الاحتلال، على موعد مع الحرية إلى جانب عدد من الأسرى الفلسطينيين، الذين سيفرج عنهم بموجب صفقة تبادل مع حركة حماس.
وكان كممجي من بين 6 أسرى تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن 'جلبوع' عبر 'نفق الحرية' عام 2021، قبل أن يُعاد اعتقالهم، بينما أفرج عن بعضهم في صفقات تبادل سابقة.
من هو أيهم كممجي؟
وُلِد أيهم فؤاد نايف كممجي في 6 يونيو/حزيران 1986 ببلدة كفردان غرب جنين عاما قبل انتفاضة الحجارة، وعايش الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 ، واجتياح مخيم جنين عام 2002.
توفيت والدته عام 2019 نتيجة جلطة دماغية بعد حرمانها من زيارة ابنتها في السجن مدة 3 سنوات، كما منعه الاحتلال من وداعها، وفي عام 2022 استشهد شقيقه برصاص الاحتلال، وتقول أسرته إن اغتياله كان انتقاما من شقيقه أيهم.
نفذ أيهم أول عملية سنة 2003، وكان حينها طالبا في السنة الثانية ثانوي، فخخ سيارة وحاول تفجيرها إلا أن خطته باءت بالفشل بعد أن أصاب السيارة عطل مفاجئ، فأصبح مطاردا من الاحتلال الإسرائيلي يتنقل من بلدة إلى أخرى.
اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية بدعوى حمايته، وقضى في سجن أريحا سنة ونصف السنة، قبل أن يفر منه ويعود إلى جنين ليواصل نضاله ضد الاحتلال، وهناك نفذ عمليات إطلاق نار على حواجز عسكرية واستهدف الجنود والمستوطنين، بينما استمر الاحتلال في مطاردته.
في 25 يونيو/حزيران 2006، بعد نحو أُسبوعين من مجزرة شاطئ غزة عندما استهدفت قذيفة من بارجة إسرائيلية أسرة من 7 أفراد أثناء استجمامهم على الشاطئ، نفذ أيهم وزملاؤه بسام وحمزة عملية أطلقوا عليها 'غضب الفرسان'.
تمكنت المجموعة من خطف مستوطن كان يدرس في كلية عسكرية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي يدعى 'إلياهو أوشيري' وهو من مستوطنة 'إيتمار' جنوب نابلس.
أرسل منفذو العملية رسالة عبر الفاكس إلى ألوية الناصر صلاح الدين في غزة التابعة للجان المقاومة، يعلنون فيها عن عملية خطف المستوطن، مرفقة بصورة عن هويته.
وتبنت لجان المقاومة الشعبية العملية، وهددت بقتل المستوطن إذا لم يوقف الاحتلال الاجتياح البري لقطاع غزة عقب خطف الجندي جلعاد شاليط، وعرضت مقايضته بأسرى فلسطينيين.
وحسب رواية لجان المقاومة الشعبية، فإن الأجهزة الفلسطينية اكتشفت هوية عناصر المجموعة وضيقت عليهم الخناق، وسعت لاستعادة الأسير الإسرائيلي حيا، فقتله المقاومون ودفنوا جثته في حقل بالقرب من قرية بيتونيا، وبعد ذلك اعتقلتهم أجهزة السلطة بحجة حمايتهم من الاحتلال ووضعتهم في سجن البالوع.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أيهم كممجي ورفاقه بعد محاصرتهم في سجن البالوع بمدينة رام الله في 4 يوليو/تموز 2006، وخضع لتحقيق قاسٍ وعنيف قبل أن تصدر المحكمة العسكرية بحقه حكما بالسجن المؤبد مرتين بتهمة المشاركة في خطف وقتل جندي.
تعرض أثناء سنوات سجنه لسلسلة من الانتهاكات، منها عزله انفراديا عدة مرات وضربه وحرمانه من العلاج ومن حق الزيارة لسنوات.
حاول أيهم كممجي الفرار من السجن لأول مرة عام 2014 غير أن محاولته باءت بالفشل بعد انكشاف أمره فعوقب بالعزل الانفرادي.
وفي السادس من سبتمبر/أيلول 2021، تمكن وخمسة أسرى آخرين هم محمود العارضة، ومحمد العارضة ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي، ومناضل نفيعات من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع، الذي يُعد من أكثر السجون تحصينا، عبر حفر نفق أسفل السجن، وهي العملية المعروفة باسم نفق الحرية.
سببت عملية الهروب إحراجا كبيرا للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وجندت كل إمكاناتها في عملية البحث ومطاردة الفارين، إذ دفعت بآلاف العناصر من الأجهزة الأمنية والقوات الخاصة ومتقفي الأثر، واستخدمت طائرة مروحية مسيرة ووسائل تكنولوجية متطورة في البحث، وهو ما كلفها حوالي 30 مليون دولار.
أعاد الاحتلال اعتقال أيهم ورفاقه بعد أسبوعين من المطاردة، وتعرض للتعذيب النفسي والجسدي ووضع في الحبس الانفرادي، ووُجهت له تهم تتعلق بالانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي، والمشاركةِ في الهروب من السجن، وأصدرت المحكمة بحقه حكما إضافيا مدته 5 سنوات وغرامة قيمتها 5 آلاف شيكل.
وفي 11 سبتمبر/أيلول 2021 قال الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسَّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن قيادتها قررت أن أي صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير أبطال نفق الحرية الستة.